كتب خليل الشيخ:
"حتى شربة المية النظيفة والكافية مش ملاقينها.. عيشتنا صعبة ومش قادرين نستحمل أكتر من هيك"، بهذه الكلمات عبّر المواطن محمود القزاز، الذي يقيم في خيمة جنوب دير البلح، وسط قطاع غزة، عن غضبه نتيجة حالة العطش وندرة الماء في منطقة نزوحه.
وقال: من الصبح بروحوا الاولاد يدوروا على المي ومرات برجعوا بقليل منها، ومرات بلاقوش أي نقطة مي"، مؤكداً أن الأزمة متفاقمة يوماً بعد يوم.
وأضاف القزاز (55 عاماً) الذي نزح قادماً من رفح، برفقة أسرته الممتدة، بعيداً عن عدوان الاحتلال: "أصعب شيء هو الشعور بالعطش والعجز أمام الأطفال وهم يطلبون الماء للشرب".
ولا يصدق النازحون مدى الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بالنسبة لهم عقب زيادة أعدادهم في دير البلح، وحالة الاكتظاظ الشديد في أماكن تواجدهم، رغم مغادرة غالبية سكان شمال قطاع غزة المدينة.
ويتواجد غالبية النازحين الجدد، الذين أتوا من البريج وشمال رفح قبل عدة أسابيع، في مخيمات جنوب مدينة دير البلح.
وتابع القزاز: "أهم شي انك تلاقي مكان يوجد به ماء وليس بالضرورة ماء نظيف بل ماء يمكن أن يمشي الحال".
وأشار إلى أنه أرسل ثلاثة من أبنائه لملء "جالونات" مياه للشرب دون أن يعودوا حتى ساعات المساء، فيما يحاول هو إيجاد مياه للاستخدام المنزلي، معتبراً أن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة.
وشوهد الكثير من الأطفال والفتية وهم يجوبون شوارع مدينة دير البلح بحثاً عن مياه الشرب ومياه الاستخدام العادية.
ففي وسط المدينة يتسابق المواطنون من مختلف الأعمار لأخذ دورهم في طوابير طويلة للحصول على المياه من شاحنة كانت توزع مياه الشرب، محاولين الحصول على أكبر كمية من المياه النظيفة للشرب في يوم واحد فقط، وهو ما لا يزيد على "جالون" واحد بسعة 20 ليتراً.
قال عبد العزيز بركة (43 عاماً) أحد السكان المحليين: "هذا الازدحام لا يتيح للجميع أخذ حصة كافية من المياه، في وقت لا نشعر بأي تدخل من البلدية أو المؤسسات التي توزع المياه".
وأضاف: "هنا تكثر الشجارات والمشادات الكلامية بين الناس، ويتسابق كل منهم للحصول على أي كمية من المياه نظراً لقلتها في تلك المناطق"،
وتابع: "أزمة المياه العادية لا تقل عن أزمة الحصول على مياه الشرب بسبب الازدحام الشديد عند محطة التحلية في دير البلح".
أوضح المواطن بركة أنه يستقل مركبة أو "عربة كارو" للوصول إلى المحطة، ثم يكافح من أجل ملء "جالونات" المياه اللازمة للشرب وسط ازدحام شديد.
وأثارت أزمة النقص في المياه موجة كبيرة من غضب النازحين والسكان المحليين، ما دفع لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح إلى التنويه بأن أزمة المياه ناجمة عن اعتداءات الاحتلال وتشديد الحصار.
وقال مدير دائرة المياه والصرف الصحي في البلدية حازم الفليت: إن البلدية أطلقت نداءً عاجلاً من أجل تزويدها بالوقود لتشغيل الآبار المتبقية، التي نجت من القصف الإسرائيلي.
وبيّن أن البلدية تحاول تشغيل 18 بئراً لتوفير الحد الأدنى من الاحتياج للماء، لكن هذه الآبار بحاجة لنحو 2500 ليتر من السولار، وهي كمية مفقودة خلال الفترة الحالية، محذراً من أن عدم وصول السولار سيوقف عمل هذه الآبار تماماً، وبالتالي يمكن أن تعم أزمة انعدام المياه بشكل كامل في المدينة.
أخبار متعلقة :