يُعد الأردن نقطة محورية ومهماً للغاية على خريطة هجرة الطيور العالمية، فضلاً عن كونه موطناً لمجموعة متنوعة من الأنواع المقيمة.
تُقدم سماء المملكة لوحة فنية دائمة التغير من الألوان الزاهية والأصوات الشادية، لتكون وجهة مفضلة لعشاق مراقبة الطيور والباحثين في مجال التنوع البيولوجي.
الأردن: ممر حيوي على "مسار الهجرة العظيم"
يقع الأردن على مسار وادي الأردن المتصدع (Rift Valley Flyway)، وهو ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم بعد مسار الهجرة في أمريكا الوسطى.
يعبر هذا المسار ملايين الطيور سنوياً، قادمة من أوروبا وآسيا متجهة جنوباً نحو إفريقيا خلال فصل الخريف، والعكس في فصل الربيع.
هذا الموقع الاستراتيجي يجعل الأردن محطة استراحة حيوية، ومصداً للغذاء والراحة للطيور المنهكة في رحلاتها الطويلة.
تنوع بيئي فريد يستقطب الطيور
يُعزز التنوع الجغرافي والبيئي في الأردن من جاذبيته للطيور. فمن وادي الأردن الدافئ الرطب وبحيرة الأزرق، إلى جبال عجلون وغاباتها، وديان البترا ومناطق العقبة الساحلية، وحتى الصحاري الشرقية، توفر هذه البيئات المختلفة موائل متنوعة تلبي احتياجات أنواع مختلفة من الطيور، سواء كانت مائية، صحراوية، مفترسة، أو مغردة.
أبرز أنواع الطيور في الأردن: مقيمة ومهاجرة
يُسجل في الأردن أكثر من 430 نوعاً من الطيور، منها أنواع مقيمة تتكاثر وتعيش في المملكة على مدار العام، وأخرى زائرة تمر أو تقضي فصولاً معينة.
الطيور المهاجرة: لوحة سماوية متغيرة
تُشكل الطيور المهاجرة الجزء الأكبر من التنوع الطيور في الأردن.
من أبرز الأنواع التي يمكن مشاهدتها خلال مواسم الهجرة:
الطيور المقيمة: جمال دائم في سماء الأردن
يحتضن الأردن أيضاً مجموعة غنية من الطيور المقيمة التي تتكاثر وتعيش فيه طوال العام، ومنها:
مناطق رئيسية لمراقبة الطيور في الأردن:
محمية الأزرق المائية: واحة حيوية للطيور المائية والمهاجرة، وتُعتبر من أهم محطات توقف الطيور في المنطقة. محمية ضانا للمحيط الحيوي: توفر بيئات متنوعة من الوديان والجبال، وتُعد موطناً للعديد من أنواع الطيور النادرة والمهددة بالانقراض. محمية فيفا: منطقة ذات أهمية للطيور المهاجرة في وادي الأردن. سهول ومناطق الأغوار: نقاط جذب للطيور المائية والطيور المغردة. مناطق العقبة وخليجها: وجهة للطيور المائية والفلامنغو.التحديات وجهود الحماية:
تواجه الطيور في الأردن، كما في أي مكان آخر، تحديات مثل فقدان الموائل بسبب التوسع العمراني والزراعي، الصيد الجائر غير المشروع، وتأثيرات التغير المناخي.
تبذل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن (RSCN)، بالتعاون مع جهات دولية ومحلية، جهوداً كبيرة في حماية هذه الأنواع وموائلها من خلال إنشاء المحميات، برامج التوعية، ومكافحة الصيد غير القانوني.
إن التنوع الهائل لأنواع الطيور في الأردن، سواء المقيمة أو المهاجرة، هو ثروة طبيعية لا تقدر بثمن، تعكس غنى البيئة الأردنية وأهميتها العالمية. تبقى حماية هذه الكائنات الجميلة مسؤولية جماعية، لضمان استمرار ألوانها وأصواتها في تزيين سماء المملكة للأجيال القادمة.
0 تعليق