بدر حزيران.. حدث فلكي نادر فوق سماء الأردن الأربعاء - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
تشهد سماء الأردن والعالم مساء الأربعاء ما يعرف بـ"الانقلاب القمري الرئيسي"

تشهد سماء الأردن والعالم مساء الأربعاء، ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في اكتمال قمر شهر حزيران، المعروف في بعض الثقافات باسم "قمر الفراولة"، بالتزامن مع ذروة ما يعرف بـ"الانقلاب القمري الرئيسي" (Lunistice)، وهو حدث لا يتكرر سوى مرة كل 18.6 سنة.

وقال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي إن القمر سيكتمل تمامًا عند الساعة 10:45 صباحًا، بينما سيُرصد شروقه من العاصمة عمّان عند الساعة 8:14 مساءً، بزاوية سمتية تبلغ 114 درجة نحو الأفق الجنوبي الشرقي. ولفت إلى أن ما يميز هذا البدر ليس اكتماله بحد ذاته، بل الموقع المنخفض للغاية لشروقه، في ظاهرة نادرة الحدوث ترتبط بحركة القمر المعقدة حول الأرض.

الانقلاب القمري: دورة فلكية استثنائية

الانقلاب القمري يحدث نتيجة التفاعل بين جاذبية الأرض والشمس والقمر، إضافةً إلى ميل مدار القمر بنحو 5 درجات عن مدار الأرض، وميل محور الأرض نفسه.


وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى تغيّر مدى انحراف القمر عبر السنين، حتى يصل إلى أقصى انحراف زاوي شمالًا وجنوبًا عن خط الاستواء السماوي، بنحو ±28.5 درجة.

وأوضح السكجي أن هذه الدورة الطويلة تجعل القمر يشرق ويغرب من نقاط بعيدة جدًا نحو الشمال أو الجنوب على الأفق، وهو ما سيشهده العالم هذا العام لأول مرة منذ عام 2006، ولن يتكرر إلا عام 2044 تقريبًا.

قمر منخفض الأفق وألوان دافئة

ليلة الأربعاء، سيظهر القمر في موقع منخفض للغاية على الأفق الجنوبي، بحيث يكون ارتفاعه أقل من أدنى موقع تصل إليه الشمس شتاءً، بفارق نحو خمس درجات.

ونتيجة لمرور ضوء القمر عبر طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، سيتشتت الضوء ويظهر القمر بلون برتقالي إلى أحمر، ما يمنح المشهد طابعًا بصريًا استثنائيًا يجذب هواة التصوير الفلكي.

وتتميز المملكة بوقوعها في منطقة مثالية لرصد هذا الحدث، حيث يمكن مشاهدته من أسطح المنازل في عمّان، ومن مواقع أثرية وسياحية مثل البتراء ووادي رم، ما يعزز من أهمية السياحة الفلكية.

القمر يعبر كوكبات غير تقليدية

وبسبب اتساع مسار القمر خلال الانقلاب القمري، من المتوقع أن يمر في كوكبات سماوية خارج دائرة البروج المعتادة، مثل الحواء والقوس، إضافة إلى كوكبات نادرة الظهور مثل السدس، الجبار، ممسك الأعنة، الباطية، والغراب، ليظهر في نحو 18 كوكبة وبرج، في ظاهرة فريدة من نوعها.

من السماء إلى التراث

وأشار السكجي إلى أن ظواهر كهذه لطالما أثارت اهتمام الحضارات القديمة، التي بنت معالمها الفلكية مثل أحجار كالانيش في اسكتلندا ووادي شاكو في الولايات المتحدة، تماشيًا مع مواقع شروق وغروب القمر القصوى. كما استخدمت المجتمعات في منطقتنا القمر لتحديد المواسم الزراعية والتقاويم، وربما اختيرت مواقع أثرية وفق توجهات فلكية.

فعاليات توثيقية وسياحية

وفي إطار تعزيز الوعي الفلكي والسياحي، تعتزم الجمعية الفلكية الأردنية تنظيم فعاليات مفتوحة لهواة التصوير ومحبي السماء، لتوثيق الظاهرة من مواقع مختارة في المملكة.

كما يمثل الحدث فرصة تعليمية للمدارس والجامعات للتعرف على مفاهيم علم الفلك بشكل عملي.

أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، كجنوب إفريقيا وتشيلي ونيوزيلندا، فسيُشاهد القمر مرتفعًا في السماء ليضيء ليالي الشتاء، فيما لن يظهر القمر إطلاقًا في أقصى الشمال مثل آيسلندا وألاسكا، لكونه يبقى تحت الأفق.

وتستعد مراصد عالمية، منها مرصد غريفيث في لوس أنجلوس، لتنظيم فعاليات خاصة بهذه الليلة التي تمزج بين العلم والفن والثقافة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق