في ظل تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، يتوقع بنك "جي بي مورغان" ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب، ويوصي عملائه بزيادة حصتهم من المعدن الأصفر في محافظهم الاستثمارية.
هذا ما أكده ستيفن ريس، رئيس قسم الاستثمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في البنك، في تصريحات حديثة.
توصية بزيادة حصة الذهب إلى 5%
توقع ريس أن تسجل أسعار الذهب مزيداً من الارتفاع بنحو 10% عن المستويات الحالية، مدعوماً بعدة عوامل أبرزها حالة عدم اليقين المتعلقة بـالحرب التجارية وضعف الدولار الأمريكي.
وفي مقابلة مع "العربية Business"، كشف ريس أن البنك يوصي عملاءه برفع حصة الذهب في المحافظ الاستثمارية من 2% إلى 5%.
وأعرب ريس عن تأييده الشديد للذهب، قائلاً: "أنا من أشد المؤيدين للذهب. لقد كان من أبرز توصياتنا الاستثمارية على مدى العام الماضي أو أكثر، وعلى الرغم من بعض التراجعات البسيطة التي شهدها مؤخراً، إلا أنه حقق أداءً قوياً جداً."
وأضاف أن المحللين الاستراتيجيين للذهب في البنك "لا يزالون يتوقعون أن يسجل الذهب مستويات قياسية جديدة هذا العام".
عوامل دفع الذهب للصعود
وأوضح ريس أن هناك عدة عوامل تدعم توصيات البنك بزيادة الاستثمار في الذهب:
عدم اليقين في التعريفات الجمركية: التوترات التجارية المستمرة بين القوى الاقتصادية الكبرى، وخاصة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
المخاوف الجيوسياسية: الأوضاع الجيوسياسية المتوترة حول العالم تزيد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط من المخاطر.
توقعات ضعف الدولار: يتوقع "جي بي مورغان" أن يضعف الدولار قليلاً من مستوياته الحالية، وهو ما يدعم أسعار الذهب لأنه يُسعّر بالدولار.
وأشار ريس إلى أن العديد من العملاء يرفعون بالفعل هدفهم من الاحتفاظ بالذهب إلى 5% أو أكثر من محافظهم، مؤكداً نصيحة البنك بالاستفادة من أي تراجعات في سعر الذهب لزيادة المراكز. وتوقع أن يسجل الذهب ارتفاعات جديدة خلال الـ12 شهراً المقبلة.
الذهب: عائد جيد وتأمين للمحفظة
وحول توقعاته لمستويات الذهب، قال ريس: "من الصعب تحديد رقم دقيق، لكن أعتقد أن هناك مجالاً لصعود بنو 10% من المستويات الحالية". وقارن ذلك بالعوائد المتوقعة من أسواق الأسهم أو أدوات الدخل الثابت، مشيراً إلى أن الذهب، على أساس معدل المخاطر، "يقدم عائداً جيداً جداً".
وأكد ريس على أهمية الذهب ليس فقط للعائد المحتمل، بل أيضاً كأداة حماية وتأمين ضمن التخصيصات الاستثمارية.
وفيما يتعلق بأدنى مستوى متوقع للذهب، أوضح ريس أن ذلك يعتمد على عدة عوامل، مثل حل ملف التعريفات الجمركية، وانخفاض التضخم بشكل واضح، وتسارع النمو العالمي. لكنه شدد على أن هذا السيناريو لا يمثل الرؤية الأساسية للبنك.
0 تعليق