عبدالله المومني - حذّر المحلل السياسي الدكتور مروان شحادة من تداعيات التصعيد العسكري بين "إسرائيل" وإيران، معتبراً أن الحرب الحالية قد تمتد لفترة طويلة دون أن يحقق أي طرف نصرًا حاسمًا.
في حديثه لبرنامج "أخبار السابعة" عبر قناة رؤيا الأردنية، أوضح شحادة أن "إسرائيل" تسعى منذ سنوات لتدمير البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب إضعاف أذرع إيران الإقليمية بعد تقليم نفوذ حزب الله، انهيار نظام بشار الأسد، وتفكيك الميليشيات الشيعية المسلحة، فضلاً عن قطع الدعم عن المقاومة الفلسطينية والحوثيين في اليمن، وإيقاف تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية القادرة على الوصول إلى أوروبا وعمق تل أبيب.
دعم عالمي لـ"إسرائيل" ونظرة استعمارية
وأشار شحادة إلى أن دعم المجتمع الغربي لـ"إسرائيل" ينبع من "نظرة استعمارية" للعالم العربي، معتبراً أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية تُعامل بازدراء لعدم امتلاكها قدرات نووية مثل إيران.
وكشف عن وجود دول عربية "فرحت" بضرب إيران، بل وأعطت الضوء الأخضر للولايات المتحدة لدعم عمليات ضد طهران، خوفًا من امتلاكها سلاحًا نوويًا.
جهود تهدئة وتسريبات دبلوماسية
وألمح شحادة إلى تسريبات تفيد بمحاولات أمريكية عبر قطر وسلطنة عُمان لاحتواء التصعيد، لكنه أبدى تشككه في نجاح هذه الجهود، متوقعًا استمرار الحرب لفترة طويلة.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا تصريحاته عن كونه "رجل سلام" بأنها "خدعة حرب" تخفي صراعًا للنفوذ بين قوى عالمية مثل إيران والصين وباكستان، التي تسعى لوقف تمدد "إسرائيل" وكبح اليمين المتطرف فيها.
حرب بلا فائز
وأكد شحادة أن "إسرائيل" فشلت في إيقاف المفاعل النووي الإيراني، بينما تمتلك إيران القدرة على إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤدي إلى حرب اقتصادية وسياسية وإعلامية مدمرة.
وأوضح أن الطرف الذي يُحدث أضرارًا أكبر قد يحصل على موقف تفاوضي أقوى، لكنه شدد على أن هذه الحرب "لا يمكن أن تؤدي إلى احتلال أراضٍ"، وأنها في النهاية "لن تشهد فائزًا حقيقيًا".
ويأتي هذا التحليل وسط تصاعد غير مسبوق في المنطقة، حيث تستمر المواجهات بين "إسرائيل" وإيران، وسط مخاوف من انجرار أطراف إقليمية ودولية إلى صراع أوسع.
0 تعليق