خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمراء - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

موسكو- أدانت روسيا بشدة الضربات الأميركية على المنشآت النووية في إيران، ووصفت خارجيتها قرار الضربة بغير المسؤول، وأن مهاجمة أراضي دولة ذات سيادة مهما كانت الحجج المقدمة لذلك، يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

كما شددت الوزارة في بيان لها "أنه من المثير للقلق بشكل خاص، أن هذه الضربات نفذتها دولة عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، فكتب عبر قناته على "تلغرام" أن الضربة الأميركية الليلية على إيران لم تحقق أهدافها وحسب، بل أدت فقط إلى تفاقم الوضع، وخلق الظروف المناسبة لصراع جديد.

صراع مسلح جديد

وبحسب ميدفيديف، فإن الهجوم الأميركي لم يلحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية النووية الإيرانية، وسيستمر تخصيب المواد النووية وإنتاج الأسلحة النووية مشيرًا إلى أنه أصبح من الممكن الآن التحدث بشكل مفتوح عن إمكانية قيام إيران بتصنيع سلاح نووي.

وإلى جانب ذلك، أكد أن عددا من الدول أبدت استعدادها لتزويد إيران بالأسلحة النووية، وأن الولايات المتحدة تواجه خطر الانجرار إلى صراع مسلح جديد، وهو ما قد يتصاعد إلى عملية برية.

واعتبر المسؤول ذاته أن النظام السياسي الإيراني لم يتمكن من البقاء فحسب، بل عزز مكانته أيضًا، بينما أثارت تصرفات الولايات المتحدة وإسرائيل ردود فعل سلبية من معظم دول العالم.

وقبل أسبوع واحد من الضربة الأميركية تم إجلاء 14 عالمًا روسيا من إيران إلى باكو عاصمة أذربيجان وهم ممثلون عن الأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية ومنظمات علمية شبابية، كانوا قد وصلوا إلى طهران صباح يوم 12 يونيو/حزيران قبل وقت قصير من الهجوم الإسرائيلي.

وفي سياق العلاقات الروسية الإيرانية، فإن المعلومات المتعلقة بوجود خبراء وعلماء نوويين من روسيا في إيران غير متاحة، ولم يتم تأكيدها من قبل مصادر رسمية.

إعلان

ومن المعروف أن روسيا وإيران تتعاونان في مجال الطاقة النووية وتقدم روسيا المساعدة لإيران في بناء وتشغيل محطة بوشهر للطاقة النووية، ويشمل هذا التعاون توريد المعدات وتدريب الموظفين والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية بما في ذلك البحث والتطوير في الطب النووي والأمن ومجالات أخرى.

في حين لا توجد معلومات عامة حول التعاون في مجال الأسلحة النووية بين البلدين.

ويرى خبراء ومراقبون روس بأن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تعني أن الرئيس دونالد ترامب قد خاطر بتورط واشنطن المباشر في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، فضلًا عن أن رد طهران على الهجمات قد يؤدي إلى انتشار الصراع في المنطقة، حتى لو كان الانتقام الإيراني محدودا.

تجاوز الخطوط الحمراء

مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودينوف، قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاوز الخطوط الحمراء بالدفع نحو خطر اندلاع صراع عسكري واسع النطاق في المنطقة وقام بتصرف يهدد بإضعاف مكانته حتى داخل الولايات المتحدة.

ويشير، للجزيرة نت، بأن إيران قد تشن هجومًا انتقاميًا على منشآت عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وبناءً على ذلك، ستشن الولايات المتحدة ضربات جديدة ردًا على الإيرانيين، وهذا يعني جر واشنطن إلى صراع مسلح طويل الأمد.

وحسب المتحدث ذاته، فإن توقف ترامب لمدة أسبوعين "لاتخاذ القرار" تبين أنه جزء من عملية خداع وتمويه وإخفاء معلومات، والقرار قد اتُخذ بالفعل. واعتبر هذه الضربة دقيقة أكثر منها ضخمة، حسب تعبيره.

وتابع بأن الولايات المتحدة كانت خائفة في السابق من توجيه مثل هذه الضربة للمنشآت النووية الإيرانية تحسبًا من موجة هائلة من الهجمات الانتقامية من قبل إيران والجماعات المؤيدة لها في المنطقة والعالم، لكن وصول إسرائيل إلى حالة التهديد الوجودي في المنطقة سرع بهذه الخطوة لوقف إيران عن مواصلة هجماتها على إسرائيل.

درس لروسيا

الخبير في الشؤون الدولية، ديمتري كيم، اعتبر ما حصل مع إيران يشكل درسًا لروسيا. فبمجرد أن يرى الغرب مقاومة لإملاءاته، فإن الضربة الغربية بكل قسوتها تصبح حتمية، وهذا هو الجوهر الإمبريالي للغرب الذي يشكل تهديدًا مؤجلًا لروسيا.

وأضاف بأن هناك طريقة واحدة فقط للبقاء على قيد الحياة في مثل هذا العالم، وهي تعزيز سيادة روسيا وقواتها المسلحة وإمكاناتها النووية.

وبخصوص الرد الإيراني رأى أنه من الصعب الجزم بشكله وقوته ضد القوات والمصالح الأميركية، لأن من يتخذون القرارات في إيران أشخاص لديهم وجهة نظرهم الخاصة للأمور، والتي تختلف عن وجهات النظر السائدة في أوروبا أو الولايات المتحدة أو روسيا، لأن لديهم حضارة مختلفة.

إعلان

ويؤكد، أن ما فعله ترامب سيدفع الكثيرين للاعتقاد بضرورة امتلاك أسلحة نووية خاصة بهم لا سيما في حال امتلكوا الأموال اللازمة لتجهيز العلماء وبناء كل ما تحتاجه.

كما أن البلدان التي تمتلك بالفعل أسلحة نووية ستعمل على زيادة عدد أسلحتها وتطويرها.

ووفقًا للخبير نفسه، فإن المنطق هنا بسيط: ليبيا والعراق لم يكن لديهما أسلحة نووية وتم تدميرهما، أما كوريا الشمالية فتمتلكها.

ورغم أنه يتم "الصراخ" عليها باستمرار من قبل المنظومة الغربية، فإنه لا أحد يجرؤ على المساس بها، حسب تعبيره.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق