يترقب عشاق كرة القدم مواجهة من العيار الثقيل عندما يلتقي العملاقان ريال مدريد الإسباني ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، غدا الأربعاء، على ملعب "ميتلايف" في نصف نهائي كأس العالم للأندية التي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا بالولايات المتحدة.
وتبقى هذه المواجهة مرتقبة لاعتبارات عديدة فهي تجمع بين آخر بطلين لأوروبا، الريال الأكثر تتويجا بدوري الأبطال برصيد 15 مرة آخرها في 2024، وباريس الذي حقق حلمه أخيرا بالتتويج باللقب الأوروبي هذا العام لأول مرة في تاريخه بفريق شاب.
كما أن مباراة الريال وباريس ستكون أول مواجهة مباشرة بين الفريق الفرنسي ونجمه السابق وهدافه التاريخي كيليان مبابي الذي كلف خزينة باريس 180 مليون يورو لضمه من موناكو في صيف 2017 ثم رحل بعد 7 أعوام لينتقل إلى ريال مدريد كلاعب حر في 2024.
وتوهج مبابي بشدة في موسمه الأول بقميص الريال، وبات الهداف الأول للفريق، ولكن خاب أمله بخسارة العملاق المدريدي كل البطولات في 2025 مكتفيا بلقبي السوبر الأوروبي وكأس القارات فيفا إنتركونتيننتال في النصف الأول من الموسم، لتقرر إدارة النادي إقالة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي والتعاقد مع الإسباني الشاب تشابي ألونسو.
في المقابل، واصل باريس هيمنته المحلية تحت قيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي، الذي تولى المسؤولية في صيف 2023، وحقق ثلاثية الدوري وكأس فرنسا والسوبر الفرنسي في أول موسمين، وأضاف إليها مؤخرا لقب دوري أبطال أوروبا، ويطمع في تحقيق الخماسية بانتزاع أول لقب لكأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقا.

كما سيكون لويس إنريكي مدرب باريس على موعد مع مواجهة ناديه القديم ريال مدريد، الذي تركه لاعبا في عام 1991 لينتقل إلى الغريم التقليدي برشلونة، ويقضي معه 5 سنوات، ويفتخر حاليا بأنه من أبناء المدرسة الكتالونية في عالم التدريب.
إعلان
وفي مشواره التدريبي سبق أن واجه لويس إنريكي الفريق المدريدي 8 مرات أثناء قيادة فريقي سيلتا فيغو وبرشلونة، حقق خلالها 4 انتصارات وتعادل وحيد مقابل 3 هزائم.
ويتجدد اللقاء بين سان جيرمان وريال مدريد بعد 12 مواجهة أوروبية في كأس الاتحاد الأوروبي وكأس الكؤوس الأوروبية، ودوري أبطال أوروبا.
وهنا تميل الكفة ناحية ريال مدريد الذي حقق 5 انتصارات و3 تعادلات مقابل 4 هزائم.
لكن ريال مدريد لطالما تسبب في جروح غائرة لمنافسه الباريسي أبرزها الإطاحة به مرتين من دوري أبطال أوروبا في عامي 2018 و2022، ويتطلع بطل أوروبا هذا الموسم لرد الاعتبار وهو يمر حاليا بأفضل حالة فنية في تاريخه تحت قيادة إنريكي.
ووصل الفريقان إلى هذه المرحلة بعد مشوار حافل، حيث تصدر باريس سان جيرمان مجموعته بعد فوزين على أتلتيكو مدريد وسياتل ساوندرز الأميركي وخسارة مفاجئة أمام بوتافوغو البرازيلي، ولكنه تدارك وضعه بفوزين على إنتر ميامي برباعية وبايرن ميونخ بثنائية في الأدوار الإقصائية، حيث قهر العملاق الألماني بعد مواجهة مثيرة أكملها باريس بـ9 لاعبين في الدقائق الأخيرة.
أما ريال مدريد الذي تخبط نسبيا في مشواره حيث بدأه بالتعادل مع الهلال السعودي ثم فوزين على باتشوكا وسالزبورغ لينتزع صدارة المجموعة، لكنه تأهل بشق الأنفس أمام يوفنتوس بهدف نظيف وبوروسيا دورتموند 3-2.

ويرتكز الفريق الباريسي على قوام هجومي قوي يضم الثلاثي خفيتشا كفاراتسخيليا وديزيريه دوي وبرادلي باركولا وعاد إليهم النجم الأول، والمرشح البارز للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، عثمان ديمبلي بعد تعافيه من إصابة عضلية أبعدته عن الدور الأول بالكامل قبل أن يشارك بديلا في آخر مباراتين، حيث سجل الهدف الثاني في مرمى بايرن.
كما صنع إنريكي توليفة مميزة في خط الوسط بوجود الثنائي البرتغالي فيتينيا وجواو نيفيز بجوار الإسباني فابيان رويز، يعاونهما الظهيران السريعان أشرف حكيمي يمينا ونونو مينديس يسارا وفي الخلف حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما الذي يبقى أمام تحد نفسي لتجاوز اتهامه بتعمد إصابة جمال موسيالا نجم بايرن ميونخ، التي ستبعده عن الملاعب لأشهر طويلة.
في المقابل يفتقد باريس لجهود ثنائي الدفاع ويليان باتشو ولوكاس هيرنانديز بسبب الإيقاف لحصولهما على بطاقة حمراء مباشرة في المباراة الماضية أمام بايرن ميونخ.
في المعسكر المدريدي، يرتكز مدربه تشابي ألونسو على عناصر هجومية ثقيلة مثل جود بيلنغهام وفينيسيوس جونيور وكيليان مبابي الذي سجل هدفه الأول في مونديال الأندية أمام دورتموند، بخلاف المهاجم الشاب، غونزالو غارسيا، هداف البطولة برصيد 4 أهداف.
ويغيب عن صفوف ريال مدريد أيضا مدافعه الشاب، دين هويسن، المنضم من بورنموث الإنجليزي هذا الصيف، وذلك بسبب طرده أيضا في المباراة الماضية أمام دورتموند.
ولكن تشابي ألونسو يراهن على عناصر الخبرة في الخط الخلفي خاصة المدافع الألماني أنطونيو روديغر وحارس المرمى العملاق تيبو كورتوا.
إعلان
ويحلم ألونسو بانطلاقة حالمة ولقب مرموق مع ريال مدريد بعد أسابيع قليلة من توليه المسؤولية بإيقاف زحف العملاق الباريسي، والتأهل لنهائي مونديال الأندية منتظرا الفائز من تشيلسي الإنجليزي ضد فلومينينسي البرازيلي التي ستقام اليوم الثلاثاء.
0 تعليق