دعت جامعة الدول العربية إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تشهد تصاعدًا مقلقًا، ووصفتها بأنها تهديد مباشر لقيم التعايش والسلام المجتمعي بين الشعوب والثقافات.
جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد خطابي في المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، الذي يعقد في القاهرة تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية".
وأكد أبو الغيط أن ظاهرة الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد ممارسات فردية أو حوادث متفرقة، بل أصبحت قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب تحركًا عالميًا جادًا يتجاوز الإدانة اللفظية، إلى خطوات عملية وفعالة لمعالجة جذورها وتجلياتها.
عوامل متعددة وراء تصاعد الظاهرة
وأوضح أن تصاعد الكراهية تجاه الإسلام يعود إلى عوامل سياسية واجتماعية وثقافية، من بينها هشاشة القوانين والتشريعات، والربط الخاطئ بين الإسلام والتطرف، إضافة إلى ضعف الوعي بقيم الإسلام، والتحريض الإعلامي، وخطابات الخوف من الآخر، التي تغذي الصور النمطية السلبية.
قرارات دولية وجهود عربية
وأشار إلى أن الأمم المتحدة اتخذت خطوات مهمة لمواجهة الظاهرة، منها اعتماد يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا وتعيين مبعوث أممي خاص لمتابعة القضية، في حين أقر مجلس وزراء الخارجية العرب القرار رقم 9131 حول "التسامح والسلم والأمن الدوليين"، والذي أعرب عن قلقه البالغ من تصاعد الكراهية والتعصب، لا سيما تلك المرتبطة بالإسلاموفوبيا.
استراتيجيات شاملة لمكافحة الإسلاموفوبيا
وشددت الجامعة العربية على أن مواجهة الإسلاموفوبيا لا تقتصر على الحلول القانونية، بل يجب أن تشمل مناهج تربوية وثقافية، مع إعادة تأهيل الخطاب الديني على أسس علمية، وتكثيف الجهود لنشر الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه الإنسانية، خاصة عبر إتقان اللغات الأجنبية وتعزيز الحوار الحضاري.
الإعلام ودوره الحاسم
وأكدت الجامعة أن وسائل الإعلام، التقليدية منها والرقمية، تؤدي دورًا محوريًا في مواجهة خطاب الكراهية، محذرة من خطورة الإعلام المنحاز الذي قد يؤدي إلى العنصرية والتطرف الفكري والسلوكي.
0 تعليق