عاجل

بوتين شريك أم خصم؟ خبراء أميركيون يفككون آفاق قمة ألاسكا - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

واشنطن- يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم غد الجمعة، في أول دعوة من رئيس أميركي لنظيره الروسي لعقد محادثات خاصة على الأراضي الأميركية منذ عام 2007.

وتأتي القمة في ظل تباين كبير بين مواقف واشنطن وموسكو حول ما يمكن أن يُقبل في أي اتفاق سلام مستقبلي، وسط توقعات بأنها قد تمثل خطوة نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تتم دعوته للقمة، وأعلن مسبقا رفضه التخلي عن أي أراض أوكرانية لمصلحة روسيا.

وتظهر واشنطن تفاؤلا حذرا حول المقترح الروسي لوقف إطلاق النار، الذي قد يتضمن تنازلات إقليمية كبيرة لصالح روسيا في شرق أوكرانيا، إلى جانب الدعم الأميركي المحتمل للاعتراف الدولي بهذه المناطق كأراض روسية.

وخلال الشهرين الماضيين، مهّد ترامب الطريق للقمة عبر تصعيد الضغط على الكرملين، شمل إقناع أعضاء الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، واعتبار المساعدات العسكرية لأوكرانيا جزءا من الإجمالي، وتهديد روسيا بعقوبات جديدة، بالإضافة إلى رفع التعريفات الجمركية على الهند لضمان استمرارها في شراء النفط الروسي.

آراء خبراء

واستطلعت الجزيرة نت آراء خبيرين أميركيين متخصصين في السياسة الخارجية تجاه روسيا وأوروبا وحلف الناتو حول 5 نقاط رئيسية، تتعلق باختيار ألاسكا مكانا للقمة، والملفات المطروحة للنقاش، وسبب عدم دعوة الرئيس الأوكراني، والموقف الأوروبي، وواقع إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.

واعتبر ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (مركز بحثي يركز على الشؤون العسكرية) أن اختيار ألاسكا "ليس مصادفة"، إذ تقع قريبة من روسيا، وتؤدي إقامة الاجتماع هناك بدلا من واشنطن العاصمة أو دولة ثالثة إلى تقليل الطابع الرسمي وإضفاء شرعية أقل على الحدث، رغم أن دعوة بوتين إلى الولايات المتحدة تحمل رسالة سياسية واضحة.

إعلان

موضحا أن الهدف الحقيقي لترامب هو "وقف القتل"، وليس دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات إلا إذا كان هناك عائد مباشر أو صفقات شراء.

وحدد والين أن القمة ستركز على شروط وقف إطلاق النار أو الانسحاب الروسي، مؤكدا أن الولايات المتحدة تملك نفوذا محدودا، يقتصر على زيادة العقوبات المستهدفة، وتسليح أوكرانيا، وتقديم الدعم الاستخباراتي.

وأضاف أن ترامب يعتقد أنه سيكتشف سريعا مدى جدية بوتين في المفاوضات، وإذا تحقق تقدم، فقد تُناقش مطالب موسكو مقابل وقف إطلاق النار دون توقع انسحاب كامل للقوات الروسية.

وفيما يخص غياب زيلينسكي، أشار المتحدث إلى أن ترامب ليس من المعجبين بالرئيس الأوكراني ولا يهتم بتفاصيل المظالم والدبلوماسية المعقدة، ويركز على صفقات ثنائية مع بوتين.

وأضاف أنه من هذا المنطلق يرى الأوروبيون القمة خطوة إيجابية لكنها تثير الشكوك حول قدرة ترامب على ضمان سلامة أراضي أوكرانيا ومستقبلها، خاصة أن ترامب يميل إلى احترام بوتين، وقد يصدق وعوده، في حين يسعى لإعلان نصر دبلوماسي بغض النظر عن نتائج الحرب.

هجوم روسي أدى لاندلاع حريق في 3 منازل خاصة ومبنى سكني في خيرسون  (الأناضول)

نزع السلاح

ويختم ماثيو بالقول إن الوضع الميداني الحالي يعزز نفوذ موسكو التفاوضي، مع إنجازات محدودة لأوكرانيا رغم الإمدادات الغربية الكبيرة، في حين يواصل بوتين حربه مع استعداد للتضحية بالموارد البشرية والمادية.

من جهته، يقول خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد بروكينغز ستيف بايفر إن اجتماع ترامب مع بوتين قد يكون خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب، لكنه يرى أن البيت الأبيض حاول خفض التوقعات واصفا القمة بـ"تجربة استماع".

وأوضح بايفر أن المسؤولين الروس كانوا واضحين في مطالبهم، التي تميل إلى استسلام أوكرانيا، وأن القمة ستتركز أساسا على الملف الروسي الأوكراني، حيث يسعى بوتين للتفاوض مع ترامب بعيدا عن زيلينسكي، مستفيدا من معرفة دقيقة بالملفات، مقابل محدودية معرفة ترامب بالتفاصيل.

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية قد تكون على جدول الأعمال، وهي محور اهتمام ترامب، إلا أن الإمكانيات التجارية والاستثمارية بين البلدين محدودة بسبب البيئة الاستثمارية الصعبة في روسيا.

ولفت الخبير إلى أن أي تطبيع واسع للعلاقات الأميركية الروسية دون اعتدال في المطالب الروسية لأوكرانيا قد يثير انتقادات داخل الولايات المتحدة.

وبشأن غياب الرئيس الأوكراني، أكد بايفر أن ترامب يسعى للقاء بوتين بشكل مباشر، وتغيب زيلينسكي يجعل التقدم في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية صعبا، خاصة أن الأوكرانيين لن يقبلوا صفقات تتم دون مشاركتهم.

وأضاف أن القادة الأوروبيين حاولوا تعزيز موقف زيلينسكي قبل القمة، عبر مقترحات لوقف إطلاق النار، وسحب القوات المتبادل من بعض المناطق، وضمان أمني صارم لأوكرانيا، وهو ما قد يصعب على ترامب تبنيه.

واختتم بايفر بالقول إن التوصل إلى اتفاق سلام واقعي يبدو صعبا للغاية، إذ إن الموقف الروسي متصلب ويستند إلى مطالب تصل إلى استسلام كييف، بينما أظهرت أوكرانيا بعض المرونة التفاوضية، لكن الفجوة بين المواقف كبيرة جدا.

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق