لقاء السيسي وموسيفيني.. النيل في قلب الحسابات الجيوسياسية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في ظل تصاعد التوترات بشأن مياه النيل، واحتدام الاضطرابات في منطقة القرن الأفريقي، استضافت القاهرة لقاء رفيع المستوى، جمع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة وصفها مراقبون بأنها "حاسمة" لإعادة رسم ملامح التعاون الإقليمي بين البلدين.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني
اللقاء يأتي في ظل اكتمال سد النهضة الإثيوبي، وتزايد المخاوف من تأثيراته على الحصص التاريخية لمياه النيل (الرئاسة الأوغندية)

النيل… منبع الشراكة ومصدر التوتر

جاءت الزيارة بعد أسابيع من اتصالات دبلوماسية مكثفة، في وقت تعيد فيه القاهرة وكمبالا تقييم مصالحهما الإستراتيجية في ظل اكتمال سد النهضة الإثيوبي، وتزايد المخاوف من تأثيراته على الحصص التاريخية لمياه النيل.

وقد شدد الرئيس المصري، الذي تعتمد بلاده بشكل شبه كامل على مياه النهر، على تمسكه بحقوق مصر المائية، بينما سعى نظيره الأوغندي، الواقعة بلاده في أعلى حوض النيل، إلى تعزيز مشاريعها التنموية في مجالي الطاقة والري، ما يعكس تحولًا في ميزان القوى المائية في المنطقة.

الندوة الصحفية المشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني (الرئاسة الأوغندية)

الاقتصاد في قلب التحالف

شارك الرئيسان في منتدى اقتصادي جمع نخبة من رجال الأعمال من البلدين، حيث تم الكشف عن طموحات مشتركة لتوسيع نطاق التعاون التجاري، الذي لا يزال محدودًا رغم الإمكانات المتاحة.

ودعا موسيفيني إلى نموذج تجاري ثنائي يقوم على تبادل السلع والخدمات، واستثمار رأس المال المصري في قطاعات أوغندية واعدة، مثل الزراعة والصناعات التحويلية.

من جانبه، وصف السيسي أوغندا بأنها "شريك أساسي" في منطقة حوض النيل، داعيا إلى تأسيس مجلس أعمال مشترك وتعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية، ضمن إطار تعاون جنوب-جنوب يعكس التحولات في نماذج التنمية الأفريقية.

وفي تدوينة له على منصة إكس، أشار موسيفيني إلى أن "الاقتصاد هو ساحة المعركة الجديدة"، مؤكدا أن "التحرر السياسي لا يكتمل إلا بالتحرر الاقتصادي، بالتصنيع والتبادل التجاري العادل بين دول الجنوب".

مشاركة الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني في منتدى اقتصادي جمع نخبة من رجال الأعمال من البلدين (الرئاسة الأوغندية)

الأمن الإقليمي في الواجهة

لم تقتصر اللقاءات على الملفات الاقتصادية والمائية، بل شملت أيضا مناقشة الأزمات الإقليمية، لا سيما في السودان وليبيا وفلسطين.

إعلان

وشدد الطرفان على أهمية الحوار، وضرورة تنسيق المواقف لمواجهة تداعيات النزاعات على حركة التجارة وتدفق اللاجئين.

وفي تدوينة أخرى، كتب موسيفيني "أفريقيا تحتاج إلى وحدة إستراتيجية، لا مجرد بيانات دبلوماسية. يجب أن نواجه التحديات الأمنية والاقتصادية جبهة واحدة، لا دولا متفرقة".

هل تكون نقطة تحول؟

رغم غياب إعلان رسمي عن اتفاقيات ملزمة، فإن اللقاءات والمذكرات الموقعة تعكس رغبة مشتركة في تحويل العلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية طويلة الأمد.

ويبقى السؤال: هل تنجح القاهرة وكمبالا في تحويل مياه النيل من مصدر صراع إلى رافعة للتكامل الإقليمي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق