بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي دور للرواية بسوريا الجديدة؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

دمشق- "الرواية السورية مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تؤدي وظيفة مزدوجة: التوثيق بضمير حي، والتخيل بمسؤولية. أن تكون معنية ليس فقط بما جرى، بل بما يمكن أن يكون. فالأدب، في لحظات كهذه، ليس ترفا أو ملاذا فرديا، بل ضرورة وطنية".

بهذه العبارة يصف الروائي السوري الشاب غيث حمور الدور المفترض للرواية في سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومثله يرى العديد من الروائيين السوريين أن للرواية دورا محوريا في هذه المرحلة الحساسة من عمر البلاد، إذ لطالما كان الأدب مرآة تعكس آلام المجتمعات وآمالها، وتوثّق تحولاتها، وتمزج بين التوثيق والتخييل لتنتج نصوصا جمالية تترك آثارها في الوجدان وتسهم في تشكيل الوعي، في حين يرى روائيون آخرون أنه لا دور للرواية في الوقت الحالي لأسباب متباينة.

ومع انفتاح الأفق السياسي والاجتماعي في سوريا الجديدة، تبدو الرواية أمام فرصة تاريخية لإعادة صياغة سرديات السوريين، واستكشاف ما لم يكتب بعد عن الثورة وما تلاها، بعيون تتطلع إلى المستقبل بقدر ما تنبش في الماضي.

الروائي السوري غيث حموّر_ الجزيرة نت_
غيث حمور: الرواية السورية ضرورة وطنية لإعادة صياغة السرديات ما بعد سقوط النظام (الجزيرة)

دور الرواية في سوريا الجديدة

يؤكد حمور في حديث للجزيرة نت أن الرواية السورية، كما هو حال الأدب عموما، تلعب دورا محوريا في صياغة الوعي وصناعة المستقبل "ليس فقط بوصفها أداة للتعبير، بل بوصفها سجلا عميقا للتحولات، وأحيانا شهادة دامغة على الجريمة أو النسيان".

ويضيف الروائي الشاب "خلال السنوات الماضية، ومع تصاعد الاستبداد والعنف، اندفع كثير من الكتاب إلى المنافي، وهناك وُلد ما يُعرف بأدب المنفى السوري، الذي حمل في طياته وجع الوطن، ومآسي الشتات، وتفاصيل اللجوء والاقتلاع القسري".

ولكن اليوم، بعد التحولات السياسية والمجتمعية العميقة التي نشهدها، وخاصة مع انهيار قبضة النظام وبدء السوريين باستعادة بعض من صوتهم داخل البلد، فإن هذا الأدب أمام تحدٍ جديد: أن يعود من المنفى إلى الداخل، لا جغرافيا فقط، بل على مستوى الخطاب والتأثير.

إعلان

ونحن بحاجة إلى تحويل "أدب المنفى" إلى "أدب وطن" أدب يتفاعل مع الواقع لا من موقع الحنين فقط، بل من موقع المساهمة في بناء رؤية جديدة لسوريا، رؤية تتجاوز السردية الرسمية الممسوخة، وتفتح بابا للمصالحة مع الذات والتاريخ والهوية.

إمبراطورية فسادستان غيث حمور
(الجزيرة)

وبينما يرى حمور أن للرواية دورا محوريا خلال هذه المرحلة فإن الروائي السوري عبد الرحمن حلاق يستبعد ذلك، مشيرا إلى أن الرواية نص أدبي يستغرق زمنا طويلا من البحث والتفكير والاحتشاد، لذا يرى أنه لا يمكن لهذا النص أن يتعامل مع الراهن بحالة انفعالية كما القصيدة أو المقالة.

وعليه لا يعتقد الحلاق أن الرواية السورية ستحقق موقعا متقدما في هذه المرحلة، فالنص الروائي -وفقا للحلاق- لا يعتمد على التوثيق وإسداء النصح، وإنما يمتلك مجموعة عوامل توافرها ليس يسيرا لتحقيق ما يمكن أن نقول عنه إنه نص إبداعي بامتياز.

ويتوقع الحلاق -في حديث للجزيرة نت- أن القارئ سيبقى أمام نصوص روائية سورية تأريخية توثيقية في معظمها، لأن "امتلاك الحكاية أمر متاح أما تحويلها إلى رواية فهذا لا يجيده إلا الراسخون بهذا المجال وهم قلة للأسف".

الروائي السوري عبد الرحمن حلاق_ الجزيرة نت
عبد الرحمن حلاق: الرواية السورية ليست أداة للتوثيق السريع بل مرآة لجوهر الإنسان (الجزيرة)

تهميش

ومن جهتها، تقول الروائية ابتسام التريسي في معرض إجابتها عن سؤال حول دور الرواية السورية "ما ألاحظه بعد تغيير الكادر العامل في مجال الثقافة في سوريا، أن العمل الثقافي برمته في أسوأ مرحلة له، وأن الرواية تحديدا والروائيين -خاصة الذين وقفوا بوضوح في وجه النظام السابق- يهمَّشون عن عمد لصالح كَتَبة يشبهون في نتاجهم كتبة التقارير الذين تحولوا إلى شعراء على زمن النظام الساقط".

وتضيف صاحبة "ليلاف: الثلج الجاف" أن الشعراء بدءا برأس الهرم وانتهاء بأصغر شويعر في الاتحاد والوزارة "بدؤوا باستعادة مكانتهم المفقودة بتحييد الرواية، وتهميش أسماء محددة من الروائيين".

كما أوضحت أنها لا تعمل وفق مخطط جديد يتناسب مع التحولات الراهنة، بل تواصل العمل على مشروعها الروائي عينهُ، وتؤكد أنها لن تتخلى عنه. وتشير إلى أنها قد تكتب بين الحين والآخر روايات "خارج السياق" كمحطات استراحة، لكنها تعود بعدها لإكمال مشروعها الأساسي، الذي ستتواصل معالمه في روايتها المقبلة، التي بدأت كتابتها قبل سقوط النظام، وتعدّ امتدادا لروايتها السابقة "مدن اليمام" في تناولها للثورة السورية.

وأضافت التريسي أنها لا تفكر حاليا في تناول المرحلة التي تلت "التحرير" معتبرة أن لديها مشاريع مؤجلة ومخططات روائية كافية لسنوات مقبلة. وتفضل التريث حتى تنقضي المرحلة الانتقالية وتتضح الصورة العامة، مشددة على أنها لن تحيد عن "خط النقد الاجتماعي والسياسي الذي نهجته في رواياتي عن الثورة، ولن أحول رواياتي القادمة -إن بقيت على قيد الحياة حتى ذلك الوقت- إلى بوق لسلطة ما، ولن أهادن".

الروائية السورية ابتسام التريسي_ الجزيرة نت_
ابتسام التريسي: الرواية السورية ذاكرة جمعية تواجه الإقصاء زمن التغيير (الجزيرة)

الرواية ما بعد سقوط النظام

وحول ملامح الأدب في الحقبة السورية الجديدة، يقول حمور "في مرحلة ما بعد سقوط النظام، الأدب لا يجب أن يكون مرآة فقط. بل عليه أن يكون مشرطا، وعدسة، وبوصلة".

إعلان

ولذا فإن الموضوعات التي يشعر حمور أنها بحاجة لمعالجتها أدبيا خلال هذه المرحلة هي:

العدالة الفردية والمجتمعية بعد الطغيان: لا كخطاب قانوني، بل كهاجس وجودي. الأنوثة المعذبة في ظل الثورة والاستبداد معا. ذاكرة المعتقلين والمنكسرين نفسيا، لا أولئك الذين يظهرون في الشاشات، بل من عادوا من الجحيم بصمت ولم يجدوا من يصغي. مأزق المنفى والعودة: هل نكتب من الخارج عن الداخل؟ أم نكتب من الداخل عن الذات الموزعة على الحدود؟

وعن سبب اختياره لهذه الموضوعات، يقول صاحب "أبيض قانٍ" إن ما بعد سقوط النظام "لم يكن السؤال بالنسبة لي: عمّا سأكتب؟ بل من أجل من سأكتب؟ شعرت منذ اللحظة الأولى أن استعادة الإنسان السوري ككائن مركّب، هش، ممزّق، يتأرجح بين الأمل والخذلان، هي الأولوية القصوى".

ويتابع حمور "إن الكتابة، بالنسبة لي، لم تكن محاولة لتوثيق اللحظة فحسب، بل لإعادة تشكيل الذاكرة الجمعية من داخلها، لا من فوقها. لذا كانت البداية مع العدالة الغائبة -تلك التي لم تتحقق لا في زمن الطغيان، ولا في لحظة التحرر الأولى. أردت أن أسأل: ماذا يحدث حين يُسقط الناس جلادهم، لكنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع حطامهم الداخلي؟ كيف نمنع الضحية من أن تتحول إلى جلاد جديد؟".

وأوضح أن روايته "الرحلة الملعونة" -التي ستصدر قريبا- تتناول توترا داخليا يجسده عبر شخصية الطبيب النفسي "آرام" بأسئلته عن العدالة والانتقام ودور الفرد زمن الانهيار، وعبر شخصية "براءة" التي تكشف جرح الأنوثة في مجتمع يفرض الصمت على النساء حتى عند تعرضهن للسحق.

وأضاف حمور أن روايته القادمة "إنقاذ الموتى: أنفاس بين الأنقاض" -المقرر صدورها العام المقبل- تعود إلى لحظة مجزرة خان شيخون، لكنها تركز على ما يلي الحدث من تنفس وأحلام ومحاولات حب وسط الركام، مؤكدا أن السوريين يحتاجون لمن يفهم هشاشتهم ويعيد الاعتبار لتفاصيلهم الصغيرة المسلوبة، لا لمن يكتفي بنقل الألم.

بينما يرى حلاق بأن الروائي يعيش الواقع ويختزن ما يعيشه كتجربة، يمكن توظيفها في رواية قادمة، فإنه (الروائي) يبحث عن الحكايات الخام في بنيتها البسيطة الدالة على جوهر ما، وعليه لا يمكن التخمين بماهية الموضوعات ذات الأولوية للتناول الأدبي. فأولويات الروائي هي الإنسان بفقره وغناه، بغضبه وحلمه، بظلمه ومظلوميته، فالروائي -وفقا للحلاق- يكون "ضد" لأن إنسانيته تقتضي ذلك، ويكون "مع" لأن إنسانيته تقتضي ذلك أيضا، أما غير ذلك فهو (روائي) مؤدلج يبحث عمن يشبهه.

رقصة الشامان الأخيرة عبد الرحمن حلاق
(الجزيرة)

الكتابة وفخاخ الحساسيات

وفي ظل ما تشهده سوريا مؤخرا من أحداث أمنية وتوجهات سياسية تلعب على وتر الحساسيات المجتمعية في بلد غني بالتنوع العرقي والديني والثقافي، مما يزيد البلاد انقساما وتشظيا في هذه المرحلة الحرجة من عمرها، تبرز مسألة الكتابة عن هذه الحساسيات كإشكالية لا بد من إثارتها.

وسط التوتر العام للوضع الطائفي والانقسام الحاصل في سوريا، سيجد الروائي نفسه أمام مهمة أخلاقية عليه أن يسير وسطها بحذر شديد. يا للأسف ما أراه من مواقف المثقفين والروائيين (الكبار) من تعصب لطوائفهم أمر مخجل في المطلق، وقد كشف الكم الكبير من الهشاشة الداخلية -عاطفيا، وأخلاقيا، وفكريا- لذا أجد من الصعوبة بمكان خروج أدب نظيف ومتوازن في هذه الفترة

وحول ذلك تقول التريسي "وسط التوتر العام للوضع الطائفي والانقسام الحاصل في سوريا، سيجد الروائي نفسه أمام مهمة أخلاقية عليه أن يسير وسطها بحذر شديد. يا للأسف ما أراه من مواقف المثقفين والروائيين (الكبار) من تعصب لطوائفهم أمر مخجل في المطلق، وقد كشف الكم الكبير من الهشاشة الداخلية -عاطفيا، وأخلاقيا، وفكريا- لذا أجد من الصعوبة بمكان خروج أدب نظيف ومتوازن في هذه الفترة".

وتفترض الروائية السورية أنه إذا ما مال الروائي لأبناء طائفته، وتشدّد في تحزبه لهم، فسيشوه الحقائق ويزور التاريخ عن عمد، إذ إن ذلك هو ما حصل -وفقا للتريسي- أثناء الثورة، فقد ظهرت روايات رمادية ميّعت الحقائق، وشوهت الثورة، وانتصرت لأفكار وسياسات خاطئة. بالإضافة إلى الروائيين الذين وقفوا في صف النظام وآلة التدمير والقتل.

ليلاف ابتسام تريسي
(الجزيرة)

وتضيف التريسي "بالنسبة لي لن أكتب في هذا السياق، كما لم أفعل سابقا حين كتبت مدن اليمام ولمار ولعنة الكادميوم وليلاف، وكل هذه الروايات انتقدت الوضع السياسي، والاجتماعي، وعرّت النظام أولا، والدواعش، والفصائل المسلحة، والمليشيات الإيرانية والكردية، ولم أقف في رواياتي يوما بجانب أحد. ولن أفعل الآن. وفي المطلق إن فكرت بالكتابة عما يجري الآن، سأكون منصفة وحيادية، وأرى بعينيّ الاثنتين، وعقلي. لن أغلق إحداها".

إعلان

وهو ما يذهب إليه حمور معتبرا أن الكاتب لا يمكن أن يكون جزءا من الانقسام، ولا يمكنه في الوقت ذاته أن يتجاهله، قائلا "ما أؤمن به أن الموقع الأخلاقي للكاتب يجب أن يكون خارج الاصطفافات الضيقة -سواء كانت سياسية، طائفية، أو عرقية- وأن يكون دائما في صف الإنسان، الفرد، المعذّب، الذي لا يجد نفسه ممثَّلا لا في خطاب السلطة ولا في خطاب الجماعة. وإن هذا لا يعني الحياد، بل يعني المسافة الواعية التي تتيح للكاتب أن يرى بوضوح، وأن يكتب بصدق، دون أن يتحول إلى أداة دعائية لأي جهة، أو إلى شاهد زور يساهم في تدوير الأكاذيب".

ويضيف "عندما أكتب عن الانقسام السياسي أو الطائفي، لا أكتب عنه كموقف، بل كجرح. كعطب في بنية المجتمع يجب أن نواجهه بشجاعة، لا بتخوين الآخر أو تجميل الذات، وربما أهم مثال على ذلك ما كتبته في روايتي غراب وصنمان. أكتب عن الطفل الذي ورث كراهية لا يفهمها، عن الأم التي فقدت ابنها لأنها كانت من الطائفة، وعن الخطأ عن المدن التي انقسمت جغرافيا وروحيا. أكتب لأفضح هذا الانقسام، لا لأكرّسه".

 

السرد والذاكرة الجمعية

ويجمع النقاد على أن السرد، سواء كان رواية أم قصة أم مدونة شخصية، أحد أهم روافد الذاكرة الجمعية للمجتمعات، فهو يشكل معالمها من خلال الأحداث والشخصيات ووجهات النظر التي يطرحها الكتاب حول حقبة تاريخية ما.

ويعتبر حمور أن الذاكرة الجمعية للسوريين اليوم "محطّمة، ومتنازَع عليها، ومشوّهة. فهناك من يصرّ على أن يكتبها بالحبر الرسمي، وهناك من يريد حصرها في سردية فئوية".

ويشير إلى أن دور الرواية هو المساهمة في إعادة تشكيل هذه الذاكرة، لا بفرض رواية واحدة، بل بإفساح المجال لكل الأصوات الصادقة، لكل الحكايات المهمّشة، لكل النبرات المتكسّرة التي غالبا ما يتم إسكاتها لأنها لا تتوافق مع الخطاب السائد.

إذ إن الكتابة بالنسبة إليه هي فعل مقاومة مزدوج: مقاومة للسلطة حين تحاول تزوير الماضي، ومقاومة للجماعة حين تحاول احتكار الألم. مضيفا "وأنا ككاتب، لا أبحث عن تطهير نفسي من الانحياز، بل أبحث عن الانحياز للإنسان، خارج كل هوية مسبقة".

بنات لحلوحة ابتسام تريسي
(الجزيرة)

ومن جهتها، ترى التريسي أن الرواية قد تحولت خلال السنوات الماضية من عمر الثورة إلى مدونة شخصية لروائيين نبتوا كالفطر في دول الشتات والداخل، معتبرة أن تجارب هؤلاء ليست فردية لا أهمية لها لكنها وثائق للتاريخ يمكن الاستفادة منها في تدوين التاريخ مستقبلا، فتلك الروايات -وفقا لتريسي- هي الذاكرة الجمعية للسوريين، وهي التاريخ الذي يجب أن يدوّن بدقة.

وتوضح أنها، بحكم إقامتها في سوريا، تلتقي يوميا بأشخاص وتسمع منهم كما كبيرا من الحكايات والأحداث، معتبرة أن كتابة كل فرد لمأساته الخاصة ستجعل تدفق هذه القصص لا ينقطع، لما تحمله من قيمة تستحق التوثيق.

ورغم تناولها موضوع المعتقلات في أكثر من عمل روائي، مستندة أحيانا إلى تجارب شخصية لأشخاص تعرفهم، تؤكد أن هذه القضية تحتاج إلى مزيد من الكتابات. وتشير إلى أن ابنها وثّق تجربته في الاعتقال في رواية، رغم أنه لا يطمح لأن يكون روائيا، معتبرة أن هذه التجربة بحد ذاتها تستحق أن تُروى.

وتضيف التريسي أنها تتابع ما يجري في البلاد وتعبّر عن رأيها عبر المقالات، ثم تستفيد مما كتبته في صياغة تفاصيل أعمالها الروائية، مبيّنة أنها تحرص على عدم ترك عاطفتها تتحكم في مجريات الأحداث الروائية. وتلفت إلى أن الانقسام الحاصل في سوريا اليوم يمثل بدوره موضوعا مهما للكتابة الروائية، رغم حساسيته وكثرة العوائق التي قد تواجه الكاتب عند تناوله.

والجدير بالذكر أن الرواية السورية قد أسهمت، خلال 14 عاما مضت وعبر عشرات الأعمال، في صياغة سرديات الثورة والمأساة، سواء داخل الوطن أو في المهاجر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق