وسط لحظات رعب امتزجت بالخوف والدموع، تحولت رحلة عادية لفتاتين بالجيزة إلى كابوس على الطريق، بعدما طاردتهما 3 سيارات يقودها شبان تحرشوا بهما لفظيًا وأجبروهما على الهروب بجنون، لتنتهي المطاردة بحادث مروع وإصابات.
مشهد مأساوي التقطته كاميرات المارة وانتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، في السطور التالية نرصد القصة الكاملة.
انتقل فريق من النيابة العامة بأكتوبر، إلى موقع حادث مطاردة 3 سيارات يقودها 3 شباب، سيارة تقودها فتاة وبصحبتها صديقاتها، ما أسفر عن اصطدامها بسيارة نقل، عقب إغلاق الطريق أمامها، والتسبب فى إصابتهن، على طريق الواحات بمدينة أكتوبر، لفحص كاميرات المراقبة والاطلاع على كاميرات محطة وقود كانت تتواجد فيها الفتيات والشباب المتهمين.
تباشر النيابة العامة بأكتوبر تحقيقات موسعة مع المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات وإصابة ٢ منهما بجروح وكسور نتيجة اصطدامهن بسيارة نقل متوقفة على جانب الطريق.
وواجهت النيابة الشباب الأربعة المتهمين بمقطع الفيديو المنتشر على موقع فيسبوك لمحاولة تضييقهم الخناق على سيارة الفتيات لاستيقافهن وقيامهم بمعاكستهن.
نفى المتهمون ارتكابهم الواقعة أو محاولة قتلهم الفتيات أو التسبب في اصطدامهن بالسيارة النقل.
وذكر أحد المتهمين طالب بكلية طب أنه كان برفقة أحد المتهمين يتنزهان بسيارته ولم يعاكس أي من الفتيات وليس له صلة بما حدث.
وكشفت الأجهزة الأمنية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن قيام قائدى 3 سيارات ملاكى بملاحقة ومعاكسة فتاتين تستقلان سيارة ملاكى آخرى بالجيزة مما أسفر عن إصطدام سيارتهما بسيارة نقل متوقفة بجانب الطريق وحدوث إصابتهما.
بالفحص تبين أنه بتاريخ 13 الجارى ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة من طالبة "مصابة بكدمات وسحجات" - قائدة السيارة المشار إليها "سارية التراخيص" - مقيمة بمحافظة الجيزة بتضررها من قائدى 3 سيارات لقيامهم بملاحقتها ومحاولة إستيقافها ومعاكستها حال سيرها بأحد الطرق بالجيزة رفقة صديقتها طالبة " مصابة بجرح بالجبهة" مما أسفر عن إصطدامها بسيارة نقل متوقفة بجانب الطريق وحدوث إصابتهما وفرار الـ 3 سيارات.
عقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط السيارات المشار إليها وقائديها ومستقليها فى حينه 3 طلاب ، سائق بأحد تطبيقات النقل الذكى جميعهم مقيمن بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر بالجيزة ، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
تم التحفظ على السيارات وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال قائديها ومستقليها.
كشف والد ووالدة "رنا"، إحدى ضحايا حادث المطاردة المروع على طريق الواحات، عن تفاصيل جديدة ومؤلمة حول الساعات الأولى التي أعقبت الحادث، مؤكدين رفضهم التام لأي محاولات صلح، ومطالبين بالقصاص العادل لابنتهم عبر القانون.
وروى والد الفتاة تفاصيل تلقيه للخبر، قائلًا إن زوجته أيقظته في حدود الساعة السادسة صباحًا بعد تلقيها مكالمة من ابنتهما.
وأضاف: "سمعنا صريخ في التليفون، وكانت تقول الحقونا احنا عملنا حادثة"، موضحا أن ابنته كانت في حالة صدمة وفقدان مؤقت للذاكرة بسبب إصابتها في الرأس، حيث قال: "كانت كل 10 دقائق أو ربع ساعة تتصل وتقول الحقوني أنا عاملة حادثة، وتقفل، وبعدها تتصل تاني كأنها بتبدأ من جديد، هي كانت مخبوطة في دماغها جامد في العربية".
أوضحت والدة رنا أن ابنتها وصديقاتها كن في طريقهن لشراء فساتين حفل تخرجهن من كلية التجارة، والذي كان من المقرر إقامته بعد أيام قليلة، وقالت الأم بصوت متأثر: "كانوا نازلين بدري عشان يشتروا فستان التخرج والحاجات اللي هيلبسوها".
وأضافت الأم أنها تلقت الخبر بصدمة وانهيار، حيث اتصلت بها ابنتها أولًا ثم أحد المارة. ووصفت المكالمات المتكررة من ابنتها قائلة: "كل شوية تتصل تقولي إلحقيني يا ماما أنا عملت حادثة".
أكدت الأسرة أن أهالي المتهمين حاولوا التواصل معهم لتقديم مبالغ مالية مقابل التنازل والصلح، وهو ما قوبل برفض قاطع، وقالت الأم: "اتكلموا معانا كتير، بس أنا رفضت.. أهم حاجة عندي بنتي اللي كانت هتموت دي، أنا عايزة حقها"، مضيفة: "أنا ماشية لآخر نفس هاخد حق بنتي بالقانون".
ووجهت الأم رسالة إلى كل الأمهات قائلة: "محدش يسكت على حق بنته أبدًا.. بصراحة دولتنا فيها قانون محترم والداخلية والشرطة ناس محترمة جدًا، وأنا واثقة إن حق بنتي هييجي".
وأكد والد الفتاة أنهم لم يكونوا على علم مسبق بالمتهمين، وأن ما حدث كان صدفة بحتة في الطريق، نافيًا وجود أي خلافات سابقة، كما أشاد بالشاب "محمد" الذي صور الواقعة بالفيديو، والذي قام بنقل ابنته إلى المستشفى وظل بجوارها حتى وصولهم.
0 تعليق