عاجل

الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات… سنة الأنبياء ومنهج المرسلين #دين_وحياة #دار_الافتاء - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات عبادة عظيمة حث عليها القرآن والسنة، وجعلها الله من دعاء الأنبياء والصالحين. هو عمل يجمع بين الأجر الجزيل وروح الأخوة الإيمانية، ويعزز وحدة المسلمين وتراحمهم عبر الدعاء الصادق.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ استغفَر للمؤمنين والمؤمناتِ كتَب اللهُ له بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنةً)) رواه الطبراني وغيره، وهو حديث صحيح الإسناد

الحديث الشريف يحث المسلم على الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، لكونه من الأعمال الصالحة التي يترتب عليها من أجر عظيم. كما يدعو إلى الوحدة والتآزر بين المسلمين، حيث يدعو كل مسلم لإخوانه بالخير والمغفرة

 

يمكن للمسلم أن يستغفر بقوله: "اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات" أو "اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات".

يمكن أن يدعو المسلم لجميع المؤمنين والمؤمنات في دعائه، ويطلب لهم المغفرة والرحمة. ينبغي أن يكون الاستغفار باللسان والقلب، مع استحضار صورة المؤمنين والمؤمنات في القلب

والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات من دعاء الرسل والأنبياء الكرام

دعا به نوح عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ نوح/28

دعا به إبراهيم عليه السلام فقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ إبراهيم/41

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يدعو به فقال: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ محمد/19

وحكاه الله عن المؤمنين الصادقين المخلصين فقال: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ الحشر/10

 فيستحب لجميع المسلمين الدعاء بالمغفرة لإخوانهم المسلمين، الأحياء منهم والميتين، ولا شك أن الملائكة ستؤمن على دعائه وسيأتيه مثل ما دعا به.

وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: "الجميعُ مشتركون في الحاجة بل في الضرورة إلى مغفرةِ الله وعفوِه ورحمتِه، فكما يُحبُّ - أي المسلم - أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ، كذلك هو أيضاً ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم، فيصير هِجِّيراه: ربِّ اغفر لي ولوالديَّ وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، وقد كان بعضُ السلف يستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يُداوم على هذا الدعاء كلَّ يوم سبعين مرَّة، فيجعل له منه وِرداً لا يُخلُّ به".

وسمعتُ شيخَنا - أي ابن تيمية – يذكرُه، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربَّما كان مِن جملة أوراده التي لا يُخلُّ بها، وسمعتُه يقول: إنَّ جعلَه بين السجدتين جائزٌ، فإذا شهدَ العبدُ أنَّ إخوانه مصابون بمثل ما أُصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاجٌ إليه لَم يمتنع من مساعدتهم إلاَّ لفرطِ جهله بمغفرة الله وفضلِه، وحقيقٌ بهذا ألا يُساعَد، فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل "

والله سبحانه وتعالى أعلم


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق