قمة ألاسكا.. هل مهد ترمب وبوتين لـصفقة شاملة تتجاوز أوكرانيا وأوروبا؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
المكالمة الهاتفية التي استمرت لأكثر من 90 دقيقة بين ترمب وزيلينسكي وقادة النيتو

انتهت القمة الدبلوماسية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، يوم الجمعة، لتترك خلفها عاصفة من التساؤلات والتحليلات حول طبيعة التفاهمات التي تم التوصل إليها، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الحرب في أوكرانيا، وتداعياتها على الحلفاء الأوروبيين وكييف.

ورغم أن تفاصيل الاجتماع بقيت شحيحة، إلا أن الإحاطة التي قدمها ترمب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة النيتو، وردود الفعل التي تلتها، كشفت عن ملامح تحول جذري في المقاربة الأمريكية لإنهاء الصراع.

من "وقف إطلاق النار" إلى "الصفقة الشاملة"

كانت النقطة الجوهرية التي تمخضت عن القمة، وفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" عن إحاطة ترمب لحلفائه، هي أن بوتين لا يسعى لوقف إطلاق نار مؤقت، بل يفضل "اتفاقاً شاملاً لإنهاء الحرب". 

وقد أضاف ترمب أنه شخصياً يتفق مع هذا التوجه، معتبراً أن "اتفاق سلام سريع أفضل من وقف إطلاق النار".

ويمثل هذا التحول تغييراً كبيراً في استراتيجية التفاوض، حيث ينتقل التركيز من الإجراءات العسكرية المؤقتة (وقف إطلاق النار) إلى البحث عن تسوية سياسية نهائية للصراع.

 لكن طبيعة هذه التسوية وشروطها هي ما أثار قلق الحلفاء.

رد الفعل الأوكراني: مكالمة "صعبة" وزيارة عاجلة

وصفت مصادر مطلعة المكالمة الهاتفية التي استمرت لأكثر من 90 دقيقة بين ترمب وزيلينسكي وقادة النيتو بأنها "لم تكن سهلة"، مما يعكس على الأرجح صدمة أو عدم رضا الجانب الأوكراني والأوروبي عن نتائج قمة ألاسكا.

وكان الرد الفوري من كييف هو إعلان الرئيس زيلينسكي عن زيارة عاجلة إلى واشنطن يوم الإثنين المقبل، في خطوة تُقرأ على أنها محاولة مباشرة لفهم التفاصيل واستدراك أي تفاهمات قد تكون تمت على حساب مصالح أوكرانيا.

شروط كييف: قمة ثلاثية ودور أوروبي

لم يكتفِ زيلينسكي بالزيارة، بل وضع شرطين أساسيين لأي مفاوضات مستقبلية، مما يكشف عن مخاوفه من تهميش دور بلاده وأوروبا:

عقد قمة ثلاثية: أكد زيلينسكي أن أوكرانيا تدعم عقد قمة ثلاثية، في إشارة واضحة إلى ضرورة أن تكون كييف طرفاً مباشراً وأساسياً في أي اتفاق يخص مصيرها، وليس مجرد متلقٍ للقرارات.

مشاركة أوروبية: شدد على أن "أوروبا يجب أن تكون جزءاً من المحادثات في جميع المراحل"، رافضاً فكرة أن يتم تقرير مستقبل الأمن الأوروبي في اجتماعات ثنائية بين واشنطن وموسكو.

تحليل: هل تتكرر "يالطا" الجديدة؟

يرى محللون أن قمة ألاسكا قد تكون بداية لصياغة "صفقة كبرى" بين ترمب وبوتين، قد تتجاوز حدود أوكرانيا لتشمل إعادة رسم ملامح النفوذ في أوروبا والشرق الأوسط.

فترمب، الذي يتبنى عقيدة "أمريكا أولاً"، قد يرى في اتفاق شامل مع بوتين وسيلة لإنهاء حرب مكلفة وتحويل تركيز الولايات المتحدة نحو التحديات الأخرى، حتى لو كان ذلك على حساب بعض التنازلات التي قد لا يقبل بها حلفاء النيتو التقليديون.

ورغم صعوبة المباحثات، كشف زيلينسكي عن وجود "إشارات إيجابية من واشنطن بشأن ضمانات أمنية"، وهو ما قد يكون الثمن الذي تعرضه إدارة ترامب لإقناع أوكرانيا بالقبول بتسوية قد تكون مؤلمة.

وستكون زيارة زيلينسكي إلى واشنطن حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الضمانات كافية، أم أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة من التوتر، ليس فقط بين روسيا وأوكرانيا، بل داخل المعسكر الغربي نفسه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق