علاج الأنسجة وتجديدها بالزبادي !! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

حُقن الهيدروجيل المشبع "باللبن" .. تحفز نمو الأوعية الدموية ..!!
 

أحيانًا، لا يحتاج العلم إلى إعادة اختراع العجلة، بل يحتاج فقط لإيجاد طرق مختصرة ذكية. ومع أن الهندسة الحيوية المعقدة وتكنولوجيا النانو المتطورة تدفعان الطب للأمام، اكتشف الباحثون دفعة غير متوقعة لشفاء الأنسجة في منتج غذائي يومي، ألا وهو الزبادي.

في دراسة جديدة نشرتها مجلة "ماتر"، قام فريق من جامعة كولومبيا وجامعة بادوفا الإيطالية بتركيب هلام يمكن حقنه لتجديد الأنسجة، يحتوي على جزيئات مشتقة من الزبادي.

هذه الجزيئات الصغيرة، تُسمى الحويصلات خارج الخلية (EVs)، وتنشأ بشكل طبيعي من الخلايا، وهي مليئة بالبروتينات والمواد الوراثية. كما أنها ضرورية للتواصل المتطور بين الخلايا، والذي تعجز المواد الاصطناعية عن القيام به.

قال سانتياجو كوريا، الأستاذ مساعد الهندسة الطبية الحيوية بجامعة كولومبيا: "كان السؤال: كيف نبني هلاميات مائية تعتمد على الحويصلات الخارجية. وقد منحتنا حويصلات الزبادي الخارجية الحل، لكن تبيّن أنها أكثر من مجرد نموذج". وأضاف: "اكتشفنا أنها تتمتع بإمكانات تجديدية كامنة، وتفتح الباب أمام مواد علاجية جديدة."

ورأى الفريق أن حويصلات الزبادي الخارجية يمكن أن تؤدي وظيفتين: العمل كمحفزات شفاء والمساعدة في تكوين بنية الهلام نفسها، كمادة قابلة للحقن مستقرة ومرنة.

عادةً ما يكون جمع الحويصلات الخارجية بكميات كبيرة مكلفًا وغير فعال. لكن الزبادي غني بها، مما يوفر مصدرًا سهل المنال ومنخفض التكلفة للعلاجات الطبية. جمع فريقا كولومبيا وبادوفا معرفتهما بالمواد النانوية والهلاميات المائية القائمة على البوليمر مع خبرتهما في مجال الحصول على الحويصلات الخارجية الزراعية، مما يُظهر مدى فعالية العمل متعدد التخصصات.

لا يقتصر عمل الهيدروجيل المُشبع بالزبادي على ربط الخلايا معًا فحسب، بل يُشارك بنشاط في الخلايا المحيطة، مما يُعزز الشفاء وتجديد الأنسجة دون الحاجة إلى إضافات كيميائية إضافية. ولأنه يُحاكي آليات الأنسجة الحية، فإنه يخلق بيئة طبيعية للجسم. وأظهرت التجارب المبكرة أن الهلام، عند حقنه في الفئران، كان متوافقًا حيويًا تمامًا، وشجع نمو أوعية دموية جديدة خلال أسبوع، وهو ضروري للإصلاح الفعال للأنسجة. لم تُظهر الفئران أي ردود فعل سلبية؛ بل بدأت عمليات تجديد أنسجتها تتسارع.

ومن النتائج المثيرة للاهتمام الأخرى أن الهيدروجيل كان مليئًا بالخلايا المضادة للالتهابات. قد تكون هذه الاستجابة المناعية جزءًا من سبب تسريعه للشفاء بفعالية، ولا يزال هذا الأمر قيد البحث المستمر. 

 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق