تلاشت أحلام مئات آلاف الطلاب في قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية للعام الثاني، إذ تحولت الجامعات والمدارس إلى ركام أو ملاجئ للنازحين، وغابت القاعات الدراسية لتحل محلها خيام ومواقد النار.
وبين أنقاض الجامعة الإسلامية في غزة، التي كانت حتى وقت قريب واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في القطاع، تعيش الطالبة مها علي (26 عاما) على أمل أن تستعيد أبسط حقوقها في التعليم والحياة.

وتقول مها إن جيلها كان يفكر بالسفر والتخصص وخدمة المجتمع، لكن أحلامهم تقلصت اليوم إلى تأمين الخبز والماء في ظل الحصار والإغلاق.

ومن جهته، أكد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم أن ما جرى في غزة هو "تدمير ممنهج" استهدف المدارس والجامعات على حد سواء. وأوضح أن أكثر من 90% من مدارس القطاع لم تعد صالحة للاستخدام، بينها 293 مدرسة دُمرت بشكل كلي أو جزئي، فضلا عن جامعات حديثة بتجهيزاتها ومختبراتها أزيلت من الوجود.

ويرى برهم أن الهدف من هذا الدمار هو "قتل الأمل داخل الطلاب"، لكنه شدد على أن الجهود تتواصل مع المؤسسات الفلسطينية والدولية لإعادة العملية التعليمية وإحياء الأمل في جيل فقد كل شيء.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 97% من المنشآت التعليمية في غزة تعرضت لأضرار متفاوتة، بينما يحتاج أكثر من 90% منها لإعادة إعمار شاملة قبل أن تعود للعمل.
في المقابل، يواصل آلاف الطلاب محاولاتهم للتشبث بالعلم وسط الدمار والنزوح والجوع، معتبرين أن استعادة مقاعد الدراسة ليست مجرد حق، بل هي معركة وجود في وجه حرب أطفأت أحلامهم.
0 تعليق