عاجل

الأنواع الاستوائية تسيطر على البحر الأبيض المتوسط وتغير بيئته - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

يجد الغواصون في شرق البحر الأبيض المتوسط مياها دافئة صافية، ووفرة هائلة من الكائنات البحرية الجديدة. تستقر أسماك مفترسة آتية من البحار الاستوائية، بينما تختفي الأسماك المحلية، فقد باتت بيئة البحر تتغير بسرعة بفعل التغير المناخي.

يقول العلماء إن البحر الأبيض المتوسط من أسرع البحار ارتفاعا في درجات الحرارة على كوكب الأرض. وقد شهد هذا العام أعلى درجات حرارة مسجلة في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وفقا لأرقام شركة ميركاتور الدولية للمحيطات.

وأظهر أحدث تحليل لميركاتور أن البحر المتوسط سجل أعلى درجة حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في شهر يوليو/تموز، حيث بلغ متوسط درجة حرارة سطحه 26.68 درجة مئوية. ويخفي هذا الرقم الظواهر المناخية المتطرفة المحلية وامتداد الحرارة الرأسي.

ومع زيادة الحرارة في الأسفل، تواجه الأنواع التي كانت تجد في السابق ملاذا باردا في الأعماق ضغوطا حرارية في جميع أنحاء عمود الماء، ولم يعد البحر أدفأ في أعلاه فحسب، بل هو أدفأ في كل مكان يهم الأسماك واللافقاريات والطحالب.

فتحت المياه الدافئة بوابة بيولوجية، إذ تعبر مئات الأنواع من البحر الأحمر قناة السويس وتجد موطنا لها في الحوض الشرقي. ومع ارتفاع درجات الحرارة، باتت الأنواع الاستوائية وشبه الاستوائية قادرة على التكيف والبقاء والازدهار في أماكن أبعد إلى الشمال والغرب مقارنة بالماضي.

ومن بين الأنواع الغازية موجة من أسماك الأسد، وهو نوع لافتٌ للنظر، ولكنه شديد السمية ومفترس، يتميز بزعانف طويلة مرقطة، وقد أصبح وجوده الآن شائعا في خلجان أنطاليا وشعابها المرجانية بينما تعاني الأسماك الصغيرة وتتناقص بسرعة.

كما تغزو البحر الأبيض المتوسط مئات الأنواع الأخرى مثل قناديل البحر والروبيان وغيرها من الأنواع القادمة من خارج المنطقة. ورُصد أكثر من ألف نوع من الأنواع غير الأصلية في البحر الأبيض المتوسط بما فيها أسماك الأرنب التي وصلت إلى سواحل مالطا، على بُعد أكثر من 1700 كيلومتر من قناة السويس.

إعلان

وقد أصبح لدى أكثر من نصف الأنواع مجموعات مستوطنة بشكل دائم وبدأت تنتشر في المنطقة، وهو ما يثير القلق حيال التهديد الذي تشكله على النظم البيئية البحرية ومجتمعات الصيد المحلية، حسب منظمة الأغذية والزراعة.

وانتقلت العديد من الأنواع عبر طرق النقل البحري التي تشهد حركة جيدة مثل مضيق جبل طارق أو قناة السويس، وغالبا ما تكون ملتصقة بهيكل السفن أو موجودة بداخلها في مياه الصابورة.

بات الطقس أكثر حرارة والمياه أكثر دفئا، كما أصبحت القنوات منذ عام 2015 أعمق وأوسع، وبالتالي تنتقل المزيد والمزيد من الأنواع الجديدة كل عام.

وقد يُسهم بعض الوافدين الجدد في سدِّ الفراغات التي تعاني منها الأنواع المحلية مع ارتفاع درجات الحرارة. بينما تحل أنواع أخرى محل الأنواع السابقة أو تتفوق عليها.

وفي سيناريو متشائم، يحذر الباحثون من أن حوض البحر الأبيض المتوسط قد يتحول بالكامل إلى منطقة استوائية بحلول عام 2100. وهذا يعني تحولا شاملا للمجتمعات، وشبكات الغذاء، والخدمات التي يعتمد عليها الناس.

وتبدو الرسالة من شعاب أنطاليا المرجانية بسيطة، فدرجة حرارة البحر الأبيض المتوسط تزداد بسرعة. والأنواع الاستوائية موجودة بالفعل، والأسماك المحلية تفقد مواقعها بسرعة. وما يحدث في الشرق هو تحذير لبقية الحوض.

وكلما تمت الاستجابة لهذا التحذير في أقرب وقت، زادت الفرصة لمنع البحار المألوفة مثل البحر الأبيض المتوسط من أن تصبح شيئا غير قابل للتعرف عليه بفقدان بيئته الأصلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق