واضاف خلال تصريحات خاصة إن الاجتماعات التى تجمع صناع الدراما من منتجين ومخرجين وكتّاب لاشك أنها تلعب دورًا فى تبادل الأفكار والتصورات المستقبلية. لكنها فى النهاية لا تكفى إذا لم تكن هناك رؤية فنية واضحة ومبدعة. صناعة الدراما تحتاج إلى عناصر جديدة ومبتكرة فى كل جوانبها؛ سواء فى الموضوعات التى يتم تناولها أو فى الأسلوب الفنى المعتمد. كما أن تعزيز التعاون بين الكتاب والمخرجين والفنانين سيساهم فى الوصول إلى أعمال فنية تحمل رسائل قوية، تتسم بالتنوع والعمق، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال أهل الاختصاص: النقابات المهنية، وغرفة صناعة السينما، وجمعيات الكتاب وكبار النقاد، والمعاهد الفنية.
وتابع انه لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير فى الارتقاء بصناعة الدراما. من خلال استخدام التقنيات المتطورة، مثل المؤثرات البصرية والصوتية، تستطيع الدراما أن تنتقل إلى مستويات غير مسبوقة فى مجال الإبداع البصرى. إلا أن هذا التطوير التكنولوجى يحتاج إلى استثمارات كبيرة، مما يستدعى وجود استراتيجيات جديدة لتمويل المشاريع الدرامية وتوفير الدعم اللازم لها.
والرقابة هى عنصر أساسى فى توجيه صناعة الدراما، إذ تضمن أن الأعمال الدرامية تتماشى مع القيم المجتمعية والأخلاقية. لكن الرقابة وحدها لا تكفى لضمان جودة الفن. حيث يمكن أن تؤدى الرقابة المفرطة إلى تقييد حرية الإبداع، مما يحد من القدرة على تقديم مواضيع متنوعة وجريئة قد تكون أكثر تأثيرًا. لذلك من الضرورى أن تكون الرقابة مدروسة بعناية، لا على أساس القمع أو الخوف، بل على أساس فهم الدور الثقافى والاجتماعى الذى تقوم به الدراما.
إن أحد أكبر التحديات التى تواجه صناعة الدراما هو نقص التمويل. لا يمكن أن تقتصر صناعة الدراما على الأعمال التى تعتمد على ميزانيات محدودة. لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشاريع الكبيرة. إضافة إلى ذلك، فإن الشراكات الاستراتيجية مع منصات البث الرقمية العالمية أصبحت ضرورة حتمية لتحقيق الانتشار العالمى للأعمال الدرامية.
ولا يمكن القول إن الاجتماعات والرقابة وحدها كفيلة بتطوير صناعة الدراما. بل إن هناك حاجة ماسة إلى الإبداع الفنى، الاستثمار فى التكنولوجيا، وتوفير بيئة مالية تدعم الإنتاج المتميز. إذا تم جمع هذه العوامل معًا فإننا سنكون أمام صناعة دراما مؤثرة وراقية قادرة على المنافسة عالميًا وتحقيق تأثير اجتماعى عميق
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق