أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن دبلوماسية الكويتية فرضت نفسها، نهجا وأسلوبا على الساحة العربية والدولية، وشقت لنفسها طريقا خاصا يُعلي من شان قيم العروبة، ويقيم وزنا معتبرا للعلاقات الأخوية بين الدول، بحيث صارت الكويت «علامة مسجلة» في دبلوماسية الوساطة والعمل الإنساني.
جاء ذلك خلال المحاضرة ألقاها أبوالغيط، صباح اليوم، في معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بعنوان «تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير».
وأشاد أبوالغيط بالمواقف التاريخية للكويت في دعم القضايا العربية لاسيما القضية الفلسطينية، مثمنا في الوقت نفسه دور معهد سعود الناصر في إعداد الكوادر الدبلوماسية الكويتية.
وأكد أن المنطقة العربية تمر بمرحلة شديدة الصعوبة وتعاني تدخلات خارجية وانقسامات داخلية أثرت على استقرارها، وأضعفت مؤسساتها، ومن بينها الجامعة العربية التي تعاني تراجع مساهمات بعض الدول بسبب ظروفها الاقتصادية.
وأوضح أن هناك نحو 8 دول أعضاء بالجامعة لا تسدد مساهماتها لميزانية الجامعة بسبب اوضاعها الاقتصادية نتيجة لفترة عام 2011 وما حصل فيها.
وقال ان استمرار المأساة الفلسطينية دون حل يشكل مصدرا دائما لعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى التناقض في مواقف بعض القوى الدولية في التعامل مع القضايا الإنسانية.
وذكر أن العالم يعيش مرحلة تاريخية بالغة الخطورة يشوبها التنافس الحاد بين القوى الكبرى وتراجع مفاهيم الاستقرار والسلام، مبينا ان ملامح «حرب باردة جديدة» باتت تتشكل في الأفق خصوصا في ظل التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
وأكد ان اشتعال المنافسات بين القوى الكبرى يقتضي يقظة عربية وتكاتفا وعملاً مشتركاً على صعيد المنطقة، حتى لا تصير ضحية لهذه الصراعات العالمية، أو مجرد مسرح من مسارحها، وإن القادم سيكون صعباً.
واستدرك: «لكن العرب في رأيي قادرون على مواجهة هذا التحدي إذا نجحوا في صياغة مفهوم عملي لأمنهم القومي الجماعي، فهذا هو المفتاح الحقيقي لمواجهة تحديات المستقبل».
وبشأن الملف النووي الايراني، اوضح ابوالغيط ان طهران تزعم انه سلمي، بينما اسرائيل ترى أن إيران لديها قوة نووية وليس من حقها امتلاك السلاح النووي، مشددا على أنه يجب على اسرائيل ان تتخلى عن النووي وتصبح منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية والبيولوجية، والابتعاد عن المعايير المزدوجة.
القضية الفلسطينية
من جهته، أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، في تصريح له على هامش المحاضرة، أن الكويت اول دولة تدفع مساهماتها للجامعة كل عام، موضحا أن المباحثات التي جرت بين سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وأبوالغيط كانت مثمرة ومفيدة، وغطت جميع الموضوعات المطروحة في الساحة خصوصا القضية الفلسطينية، كما تم عقد عدد من اللقاءات مع وزير الخارجية الكويتي وبعض قيادات الوزارة.
وتابع زكي أن الجهد حاليا يرتكز على وقف إطلاق النار في غزة، وهذا الجهد الذي نقوم به الآن، مضيفا أن «الجهود المصرية ــ القطرية ستتصدى لهذا الموضوع».
وأكد أن الجانب الإسرائيلي كما هو واضح من تصريحاته لا يرغب في الالتزام بأي شيء ووقف إطلاق النار من أي نوع، ويستمر في العمل العسكري والمجازر التي يقوم بها بشكل شبه يومي وللأسف هذا الامر مازال مستمرا.
وأشار إلى أن هناك جهودا عربية خصوصا من مصر وقطر من خلال محاولتهما للضغط في اتجاه استعادة وقف إطلاق النار، مبينا أنه من الصعب ان نرى استمرار الحرب في غزة، ومن ثم نرى أن الاتفاق بشأن وقف اطلاق النار قد انهار وعادت الآلة العسكرية الإسرائيلية لتعمل من جديد، وهذا امر غير مقبول.
وبين أن القمة العربية في بغداد هي قمة عادية وليست استثنائية ستتعامل مع عدد من الموضوعات السياسية المدرجة على جدول الاعمال، بالإضافة الى قمة تنموية، مبينا أنه تم توجيه الدعوة للقيادة السورية لحضور القمة المقبلة في بغداد، أما مستوى التمثيل فهذا شأن الدولة.
0 تعليق