ناصر المحمد: الكويت محضن الثقافة والفنون في المنطقة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

بينما وصف السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفيه غوفان، سمو الشيخ ناصر المحمد بأنه «رائد الفرانكوفونية في الكويت وأبوها»، أكد المحمد «أننا نسعى في الكويت إلى أن نمنح كل التسهيلات المطلوبة لكي تجد الفرانكوفونية أرضاً ثقافية خصبة»، مشدداً على حرص الكويت على أن «تبقى محضناً للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم، وأن تظل أبوابها ونوافذها مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم لنتعلم منها ونستفيد».

السفير الفرنسي: المحمد أبو الفرانكوفونية في الكويت وصاحب المبادرات الأولى في دعمها

جاء تصريحات المحمد خلال حفل أقيم برعايته، مساء أمس الأول، في مقر إقامة السفير الفرنسي، بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بشهر الفرانكوفونية 2025، بحضور حشد كبير من الشيوخ والمسؤولين والسفراء والدبلوماسيين المعتمدين اضافة إلى عدد كبير من المواطنين الذين يتقنون الفرنسية.

وقال سموه في كلمته خلال الحفل: «حرصت على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للفرانكفونية في الكويت طوال السنوات الماضية تعبيراً عن تقديري وإعجابي بمساهمتها المتميزة في ثقافة العالم المعاصر وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة».

وأضاف أن «الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة، ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دوراً بارزاً في إثراء الثقافة الغربية»، كما تمتاز بالوضوح والدقة، لذلك عرفت بلغة الدقة المنطقية، وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية»، مبينا أن ما «عزز من دقتها ووضوحها هو الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة».

عصر التنوير

وأوضح أن «الفرانكوفونية تتمتع أيضاً بالجمالية والصوت الموسيقي، لهذا اعتبرت من أجمل اللغات صوتاً ونطقاً، ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية، خصوصاً أنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة وهو ما منحها طابعاً رسمياً وراقياً خصوصاً في الخطاب السياسي والثقافي، ولديها القدرة على التعبير عن المفاهيم المجردة، مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة وسهلة الانتشار في عصر التنوير».

وأشار سموه إلى «الدور المميز الذي لعبته الفرانكوفونية في إثراء الثقافة الغربية، خصوصاً أن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر، فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا حتى بين غير الناطقين بها لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما تستخدم اليوم الإنكليزية والعربية وغيرهما من اللغات، كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين فقد كتب بها فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو وباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي».

التسامح وحقوق الإنسان

وأكد أن الفرنسية «لعبت دوراً رئيسياً في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان، مما جعل لها إسهامات في بناء مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي والحرية الفردية وفصل السلطات، وهذه المفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية قبل أن تترجم إلى بقية لغات أوروبا».

السفير الفرنسي: 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون «الفرنسية» سنوياً

وقال المحمد، إن «اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدباً ذا طابع عالمي يشمل الرواية مثل روايات بلزاك وفلوبير، وأدباً مسرحياً مثل مسرح موليير وكورناي، وشعراً مثل شعر بودلير ورامبو، وهو ما جعل الأعمال المكتوبة بالفرنسية تحظى بأكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب، ناهيك عن أثرها في الفنون والموضة والسينما، خصوصاً فنون النخبة بدءاً من الرسم والانطباعية إلى الموضة الباريسية وإلى السينما الفرنسية الرائدة في الموجة الجديدة».

وأكد أن «الفرانكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل ومفاهيم شكلت الوعي الغربي الحديث»، مضيفاً سموه: «يقال عن الفرنسية إنها لغة العقل والجمال لما تجمعه من أناقة تعبيرية ومنطق فلسفي، وإلى اليوم لا تزال تستخدم في المحافل الدولية كمصدر للشرعية القانونية والفكرية خصوصا في منظمات كالأمم المتحدة ومنظمة الفرانكوفونية».

تعاون ثقافي

وأعرب سموه عن الأمل في رؤية المزيد من التعاون الثقافي بين الكويت والدول الفرانكوفونية حول العالم خلال السنوات المقبلة، معبراً عن اعتزازه «بأن نرى اللغة الفرنسية العريقة والغنية بتاريخها حاضرة في جميع قارات العالم من آسيا إلى إفريقيا مروراً بالأميركتين من الشمال حيث كندا إلى الجنوب حيث جمهورية هايتي، كما نجدها أيضاً في المحيط الهادئ، لا سيما في كاليدونيا الجديدة (نوميا) وكذلك في المحيط الأطلسي في سان بير وميكلون» متمنياً لها المزيد من الانتشار والازدهار حتى تبلغ في يوم ما القطبين الشمالي والجنوبي.

عاصمة الثقافة

من ناحيته، قال السفير الفرنسي أوليفيه غوفان، في كلمة بهذه المناسبة: «بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرانكوفونية الذي أترأسه ويبلغ عدد أعضائه 44 سفيراً وسفيرة من دول الفرانكوفونية في الكويت، وبفضل شركائنا، تمكنّا من إقامة احتفال مميز هذا العام، يتزامن مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025».

السفير الفرنسي: 500 ألف شخص بالكويت يتحدثون الفرنسية التي تبنى جسوراً ثقافية تعزز الحوار والتبادل

وأضاف غوفان أن «الفرانكوفونية تبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي، إذ إنه بفضل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص عبر 5 قارات وفي أكثر من 130 دولة منها 500 ألف في الكويت يتشكل عالم مشترك وتبنى جسور وروابط بين الثقافات تعزز الحوار والتبادل» مشيراً إلى أن «50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنوياً».

الكويت بلد «فرانكوفيلي»

وبيّن غوفان أن «الرؤية المنفتحة للغة الفرنسية لا نعتبرها أداة للتوحيد بل وسيلة للتنوع الثقافي، وهي ما نتقاسمه في مجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت».

وأضاف: «تكتسب هذه الاحتفالات أهمية كبيرة في الكويت، التي هي ليست مجرد بلد فرانكوفوني، بل هي أيضاً بلد فرانكوفيلي، أي بلد محب ومعجب بالثقافة الفرنسية، ويعود الفضل في ذلك إلى كل من تعلقوا باللغة الفرانكوفونية كثيراً، ودعموها طويلاً بالطبع».

ناصر المحمد: «الفرنسية» تُستخدَم في المحافل الدولية مصدراً للشرعية القانونية والفكرية

وتقدم بجزيل الشكر إلى سمو الشيخ ناصر المحمد على دعمه المتواصل، قائلاً: «أعتقد أن هذه هي المرة العاشرة أو الثانية عشرة التي يحضر فيها هذا الحفل، وهذا الدعم الذي لا يتوقف، بل يمتد إلى ما بعد هذه الأمسية، وعلى مدار العام من خلال جهوده في تعزيز اللغة الفرنسية ودعمها».

وقال غوفان: «إن المحمد أبو الفرانكوفونية في الكويت، وصاحب المبادرات الأولى في دعمها في ثمانينيات القرن الماضي، ولذلك اختاركَ مجلسُ تعزيز اللغات الفرانكوفونية في الكويت بالإجماع رئيساً فخرياً له».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق