الرعاية الصحية: برنامج وطني لمقاومة مضادات الميكروبات يوفّر 22% من استهلاكها - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، فعاليات المؤتمر الطبي الثالث للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية ومكافحة العدوى 2025 والذي تنظمه الهيئة لهذا العام، تحت شعار «الريادة في التصدي لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية في مصر».

وأكد د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، خلال كلمته بفعاليات المؤتمر، أن مقاومة المضادات الحيوية تمثل تحديًا متعدد الأبعاد، إذ لا تقتصر آثارها على الجانب الطبي فقط، بل تمتد لتشمل أبعادًا اقتصادية وسياسية، فمن الناحية الدوائية، تؤدي هذه الظاهرة إلى تراجع فعالية العلاجات، وزيادة معدلات المضاعفات والوفيات الناتجة عن العدوى، أما على المستوى الاقتصادي، فهي تُكبّد النظم الصحية والمجتمعات خسائر فادحة بسبب طول فترات العلاج، وزيادة الإنفاق الدوائي، وتراجع الإنتاجية، كما أن لها أبعادًا سياسية تتعلق بالأمن الصحي العالمي، وضرورة تكاتف الدول لوضع سياسات موحدة تضمن الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية وتعزز من جهود المكافحة على المستويين المحلي والدولي.

واستهل الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية كلمته الافتتاحية، بأن التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات يتطلب تكاتفًا فعليًا بين مختلف مؤسسات الدولة وشركاء التنمية، مشيرًا إلى أن هيئة الرعاية الصحية تثمّن الجهود المخلصة التي تبذلها هيئة الدواء المصرية، والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والمجلس الصحي المصري، ومنظمة الصحة العالمية، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، في تعزيز مكافحة العدوى ودعم الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، من خلال الحملات التوعوية والرقابية، وإصدار المعايير، وحوكمة وضبط الممارسات الإكلينيكية، بما يسهم في تحسين المؤشرات الصحية وتحقيق الأمان الصحي للمواطن.

ثلاث ركائز رئيسية لدعم الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية

واشار إلى تبني الهيئة العامة للرعاية الصحية على مدار السنوات الثلاث الماضية ثلاث ركائز رئيسية لدعم الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، شملت توعية مقدمي ومتلقي الخدمة الصحية، والاعتماد على معامل الميكروبيولوجي التي وفرت خرائط دقيقة تدعم التشخيص المثالي، إلى جانب تطبيق بروتوكولات علاجية حديثة ساهمت في رفع نسب الشفاء وتقليل نسب المراضة.

وأكد أن الهيئة نجحت من خلال تبني برنامج مكافحة مقاومة المضادات الحيوية في توفير نحو 22% من استهلاكها من موازنة الدولة ومن مواردها الذاتي، مع تطلع لرفع هذه النسبة إلى 42% بحلول عام 2030.

وقال د. علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في كلمته خلال المؤتمر، إن مقاومة مضادات الميكروبات تمثل تهديدًا عالميًا ليس فقط على صحة الإنسان بل على صحة النبات والحيوان، كما تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة.

وأضاف أن هيئة الدواء المصرية انضمت إلى برنامج الرصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات (Glass - AMR) التابع لمنظمة الصحة العالمية، وهي مؤمنة بأهمية التعاون الدولي والمحلي لتعزيز الجهود في مكافحة هذه المقاومة. 

وأكد أن الهيئة تولي اهتمامًا خاصًا بالحملات والمبادرات التوعوية حول الاستخدام الرشيد، مشيرًا إلى أن التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات هو التزام مشترك بين الحكومات والمنظمات الصحية وقطاعات الرعاية الصحية والمجتمع بأسره.

وأضاف أن 11% من إجمالي ما يتم صرفه في سوق الدواء عام 2024 يتضمن مضادات حيوية، ومن بينها 55% تم صرفها دون وصفة طبية، مما يعكس الحاجة الماسة للرقابة والتوعية لضمان الاستخدام الآمن والمناسب.

وأوضح د.أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية،أن التصدي لمشكلة مقاومة المضادات الحيوية يتطلب تعزيز التكامل بين جميع شركاء المنظومة الصحية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي، مشيرا إلى أن المشكلة لم تعد في توافر الدواء، بل في كيفية استخدامه وآليات صرفه، ومدى التزام المنشآت الصحية بتطبيق سياسات واضحة لترشيد الاستخدام.

واكد أن"جهار" تقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات بهدف تعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية ورفع كفاءة الممارسات الصحية داخل المنشآت الطبية، وعلى رأسها إصدار وتطوير معايير اعتماد تتضمن سياسات واضحة لترشيد استخدام المضادات الحيوية، إلى جانب تعزيز الإدارة الذكية للأدوية من خلال إلزام المنشآت الصحية بتشكيل فرق إشراف دوائي، واعتماد مؤشرات أداء دقيقة لرصد أنماط وصف وصرف الأدوية.

وقال الدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، أن تعزيز الصحة العامة يأتي على رأس أولويات المجلس، خاصة فيما يتعلق بوضع آليات واضحة للتعامل مع المضادات الحيوية، واستخدامها بشكل رشيد من خلال الأدلة الإرشادية والتوعية المجتمعية، وأوضح أن المجلس قام بنشر 8 أدلة إرشادية حتى الآن، ضمن جهود متكاملة تشمل التوعية، ومكافحة العدوى، والتدريب، وذلك بالتعاون مع جهات وطنية معنية بالمجال الصحي، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على تطوير مزيد من الأدلة بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية للتوعية ونشر تلك الأدلة.

وأكد د. نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال كلمته، أن مؤتمر اليوم، يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لغسل الأيدي، لافتًا إلى الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية ومكافحة العدوى يمثلان ركيزتين أساسيتين في حماية الصحة العامة ومواجهة خطر مقاومة الميكروبات، موضحا أن المنظمة تدعو إلى ترشيد استخدام المضادات الحيوية، وعدم صرفها إلا بوصفة طبية، مع ضرورة استكمال مدة العلاج المقررة لتفادي ظهور سلالات بكتيرية مقاومة، وأضاف: مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية تتطلب الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية والنظافة، وعلى رأسها تعقيم الأدوات الطبية، وغسل اليدين بانتظام، وتدريب الكوادر الصحية على أحدث البروتوكولات المعتمدة مشددا على أهمية رفع الوعي المجتمعي بمخاطر الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية.

وتضمن المؤتمر ورشة عمل بعنوان كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون نقطة تحول في مكافحة مقاومة الميكروبات واستعرضت الورشة أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراقبة استخدام المضادات الحيوية وتحليل البيانات الوبائية لتعزيز الاستجابة السريرية السريعة

حلقة نقاشية موسعة

 وأقيمت حلقة نقاشية موسعة بعنوان "التحديات الحالية وآفاق المستقبل في مكافحة مقاومة الميكروبات" وناقشت الحلقة محاور رئيسية تتعلق باستخدام المضادات والسياسات الوطنية وتكامل أدوار الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية، وقد شارك بالجلسة فيها نخبة من كبار الخبراء، فيما شهد المؤتمر كذلك سلسلة من المحاضرات العلمية التي تناولت موضوعات بالغة الأهمية من بينها  "هل يمكن للجينوميات مساعدتنا في النجاة من جائحة مقاومة الميكروبات" و "حلول مبتكرة لعصر ما بعد المضادات الحيوية"،  بالإضافة إلى محاضرة حول "أهمية البيانات وتكنولوجيا المعلومات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق