استهداف مطار بن غوريون ينذر بتصعيد كبير بين الحوثيين وإسرائيل - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

صنعاء – في تطور لافت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في مطار بن غوريون قرب تل أبيب بعد فشل اعتراضه.

وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن القوة الصاروخية للجماعة "نفذَّت عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد أصاب هدفه بنجاح".

وأضاف -في بيان مصور له- أن من نتائج العملية "فشل المنظومات الاعتراضية الأميركية والإسرائيلية في صدّه، وهروب أكثر من 3 ملايين صهيوني إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار بشكل كامل ولأكثر من ساعة".

صدى القصف

بعد استهداف المطار، ألغت شركات طيران رحلاتها المقررة اليوم الأحد إلى تل أبيب، لا سيما شركات طيران لوفتهانزا والخطوط الجوية السويسرية والنمساوية والهندية والإيطالية وطيران أوروبا، حسب ما كشفته القناة 13 الإسرائيلية.

كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم الأحد اجتماعا أمنيا بحضور رؤساء المؤسسة الأمنية وعدد من الوزراء لبحث الرد على الحوثيين.

وفي المقابل، ذكرت وكالة أنباء "سبأ" التابعة لجماعة الحوثي أن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط عقد اليوم الأحد "اجتماعا مهما لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقادة المناطق العسكرية لبحث التطورات والمستجدات، والتصدي للعدوان الأميركي على اليمن، والعمليات المساندة لغزة".

إعلان

وحذَّر المشاط الولايات المتحدة "من خطوات مزعجة ستتخذها صنعاء"، دون الكشف عنها. وعلَّق في رسالة ضمنية حول قصف المطار الإسرائيلي، قائلا "الأميركي لم يراع -ربما ظنا منه- أن منظوماته ستمنع تحذيرنا، ولأنه لا يأبه بحياة الصهاينة تجاهل هذه التحذيرات".

مكان سقوط الصاروخ اليمين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف تتفقد مكان سقوط الصاروخ تصوير مكتب الصحافة الحكومي
مكان سقوط الصاروخ اليمني في مطار بن غوريون قرب تل أبيب (مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي)

لوقف الحرب

وتعد إصابة الصاروخ اليمني هدفَه وفشل اعتراضه من أهم العمليات التي نفذتها جماعة الحوثي ضد إسرائيل منذ عام ونصف العام، وفق رصد الجزيرة نت.

وأثيرت تساؤلات بشأن كيفية وصول الصاروخ إلى المطار الحيوي، وتداعيات هذا التطور على مسار الصراع بين الحوثيين وإسرائيل خصوصا في ظل تدارس الأخيرة الرد على الجماعة اليمنية.

وحول أسباب عملية اليوم ضد إسرائيل، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثيين نصر الدين عامر إن جماعته "تسعى لإغلاق مطار بن غوريون وحظر الملاحة فيه حتى يرفع الحصار ويتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة".

وأضاف عامر، في تصريح للجزيرة نت، أن "الوضع الإنساني الصعب في غزة يستدعي منا التصعيد وهو ما نقوم به نحن".

وعن طبيعة السلاح المستخدم في عملية اليوم، أوضح عامر "الصاروخ، كما هو واضح من بيان القوات المسلحة اليمنية جديد، لأنه لم يحدد اسمه وهو كذلك فعلا"، دون كشف تفاصيل عن سرعته ومواصفاته.

وحول انعكاس هذه الضربة على مسار الصراع بين الحوثيين وإسرائيل، أضاف عامر "الصهيوني والأميركي لن يستطيعا وقف عملياتنا مهما صعَّدا"، وتوعد بأن "أي تصعيد يجر تصعيدا آخرا منا، والحل هو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".

الصاروخ الأكبر

من جانبه، ‏‪‏كشف القيادي الحوثي البارز حميد عاصم أنه في هذا اليوم "أُطلق أكبر صاروخ على الأراضي المحتلة، ويعد الأول من هذا النوع الكبير، وسيتم إرسال آخر حتى يتوقف العدوان الصهيوني".

وأضاف عاصم، في حديث للجزيرة نت، أن "الحرب مستعرة مع الكيان الصهيوني والعدو الأميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اللحظة، وتم الإعلان أن جميع الأراضي المحتلة أماكن مغلقة وأهداف إستراتيجية لقواتنا".

وأكد أن "العدوان الصهيوني تمادى كثيرا في غيِّه على الفلسطينيين، وقد جهَّز يوم أمس السبت حوالي 60 ألف جندي لاجتياح غزة ثانية، ونحن معركتنا إسناد لغزة ودفاع عن عرضها وعرضنا".

منظومة الدفاع الإسرائيلية القبة الحديدية وزارة الدفاع الإسرائيلية
منظومة الدفاع الإسرائيلية فشلت في صد الصاروخ اليمني (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

وعن ردة فعل إسرائيل، يقول عاصم إنهم أقدموا على "أولى خطواتهم" وهم يعلمون أن هناك ردودا "كبيرة جدا"، وأنهم سيدفعون "أثمانا كبيرة"، لكن "ليس أمامنا إلا أن نرضي الله تعالى ونفوز بالجنة ونساند الشعب الفلسطيني".

إعلان

وتساءل "ماذا عسى أميركا أو إسرائيل أو بريطانيا أن تفعل؟ وقد استخدمت جميع قواتها بقصف الأراضي اليمنية ولم تؤثر على قدراتنا العسكرية، وجعلتنا نزداد قوة، وكلما ضربونا سعينا إلى تصنيع السلاح الأكثر قوة واختراقا لإسرائيل".

وحذَّر عاصم من أنه إذا ضربت إسرائيل أي منطقة في اليمن، فسيضربون كل الأماكن التي لم يتوقع "العدو" أنهم سيقصفونها، كما أن جميع الأهداف في الأراضي المحتلة "مشروعة لنا من صحراء النقب حتى حيفا".

رسائل وتداعيات

من جهته، يرى المحلل السياسي اليمني يعقوب العتواني أن استهداف المطار الإسرائيلي "رسالة تحد قوية" من الحوثيين لأكثر من طرف، أبرزها أميركا التي صعدت ضرباتها ضد الجماعة في منتصف مارس/آذار الماضي على وقع وعيد كبير من الرئيس دونالد ترامب بالقضاء على الجماعة.

وأضاف للجزيرة نت أن الصاروخ "ضربة تحرج الإدارة الأميركية أمام إسرائيل، وكذلك أمام السعودية التي يسعى البيت الأبيض كما تقول التقارير لتشجيعها على التخلي عن مسار السلام مع الحوثيين".

وعن تداعيات هذا التطور، توقع العتواني أن تسعى إسرائيل خلال الفترة المقبلة بكل وسيلة لتفكيك التهديد الحوثي، رغم "أن أدواتها لا تزال قاصرة حتى الآن نظرا للخصوصية الجغرافية (المعقدة) لليمن، وهو ما يتضح من خلال لجوء المسؤولين الإسرائيليين للتلويح بمعاقبة إيران ردا على الحوثيين".

أما الباحث في علم الاجتماع ميلاد رسام، فقد ذهب إلى أن وصول صاروخ اليوم إلى المطار الإسرائيلي "تطور لافت" ويمثل رسالة من إيران إلى أميركا بأنها قادرة على إيذائها وأقرب حلفائها إسرائيل.

وأضاف للجزيرة نت أن الصاروخ الباليستي فرط صوتي المتطور يصل مداه إلى أكثر من 2000 كلم، ويرجح أنه من بين الأسلحة التي منحتها إيران للحوثيين، واتخاذهم ورقة في الصراع مع أميركا.

ولم يستبعد رسام أن يكون لهذا التطور انعكاسات على مسار الصراع بين الحوثيين وإسرائيل، فقد تجدد الأخيرة غاراتها على مناطق سيطرة الجماعة شمالي اليمن ضمن التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق