عاجل

هكذا تراجع لواء غولاني.. تحقيق في معركة زيكيم يربك المشهد الإسرائيلي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
محمد وتد

5/5/2025-|آخر تحديث: 5/5/202510:36 ص (توقيت مكة)

القدس المحتلة- نشر الجيش الإسرائيلي، مؤخرا، نتائج تحقيقه في واحدة من أكثر المعارك حساسية خلال معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، وتحديدا على شاطئ وكيبوتس زيكيم في "غلاف غزة".

وكشف التحقيق تفاصيل صادمة عن فشل جنوده في أداء مهامهم الدفاعية، وهروبهم من المواجهة أمام مجموعة صغيرة من قوات النخبة، التابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حادثة وصفتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنها "الإخفاق العسكري الأكثر فداحة" في ذلك اليوم.

ووفق التقرير العسكري، أظهر جنود لواء غولاني، أحد أقوى ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، أداءً وُصف بـ"الضعيف والمتردد" حيث تراجعوا عن الاشتباك وامتنعوا عن المبادرة في لحظات حرجة، تاركين المدنيين دون حماية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

انهيار الردع

لم يتوقف التحقيق عند الأداء الميداني فحسب، بل وجَّه اتهامات صريحة بالتقصير إلى ضباط القطاع، لا سيما قادة اللواء الشمالي في فرقة غزة، إذ كشف عن "فشل قيادي مبكر" تجلَّى في غياب التنسيق، وسوء تقدير الموقف، وانعدام الاستعداد المسبق، وانقطاع الاتصال الذي لم يتجدد إلا بعد 40 ساعة.

إعلان

وكشف تحقيق معركة شاطئ زيكيم أن قائد السرية تلقى تعليمات غريبة تقضي بالاحتماء في ملجأ فور وقوع إنذار، مما عكس ارتباكا شديدا بالقيادة، وخلال 9 دقائق حاسمة عقب بدء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غاب الجندي المسؤول عن الاتصالات، مما تسبب بانقطاع المعلومات الحيوية في لحظة صعبة.

ورغم الإخفاقات، لم يتخذ الجيش الإسرائيلي أية إجراءات تأدبية ضد القادة والضباط المسؤولين، وذلك وفقا لقرار مدروس بنهج رئيس الأركان السابق، هرتسي هاليفي، مما أثار تساؤلات واسعة حول غياب المحاسبة في واحدة من أسوأ لحظات انهيار الردع الإسرائيلي.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نتائج التحقيق بأنها تمثل "فشلا أخلاقيا ومهنيًا هائلا" وعلق محللها للشؤون العسكرية، رون بن يشاي، قائلا "زيكيم لم تكن مجرد خلل ميداني، بل لحظة كاشفة لانكسار عقيدة التفوق والردع، التحقيق فضح أن الجيش لم يكن جاهزا، لا نفسيا ولا عملياتيا، لسيناريو شبيه بيوم الغفران جديد".

المقاومون عادوا واستهدفوا جيش الاحتلال بقاعدة زيكيم العسكرية خلال الحرب (مواقع التواصل)

ومن جهته، اعتبر المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن نشر هذه التحقيقات قد تكون له تداعيات "زلزالية" على المشهد السياسي والأمني في إسرائيل، خاصة مع تصاعد الضغوط داخل الائتلاف الحكومي وفي أوساط المعارضة لدفع قيادات الجيش والحكومة نحو الاعتراف بمسؤوليتهم، وربما دفع بعضهم للاستقالة.

وما لم يحدث بعد حرب 1973 من لجنة تحقيق رسمية وقرارات حاسمة، يقول إلدار للجزيرة نت "قد يفرض هذه المرة بقوة الشارع، الجيش فقد هيبته، والحكومة فقدت ثقة الجمهور، و7 أكتوبر بات لحظة فارقة لا يمكن تجاوزها دون ثمن سياسي".

وأوضح إلدار أن هذا التحقيق جزء من سلسلة تقارير داخلية بدأ الجيش بنشرها، تحت ضغط شعبي وسياسي، في محاولة لفهم أسباب انهيار منظومة الدفاع والاستخبارات ذلك اليوم الذي اعتبره الإسرائيليون "أخطر يوم في تاريخ الدولة منذ تأسيسها".

إعلان

استمرار الفوضى

ويكشف التحقيق في معركة شاطئ زيكيم -حسب المتحدث باسم حركة "السلام الآن" آدم كلير- صورة "قاسية ومؤلمة" عن إخفاقات نظام الأمن الإسرائيلي في أحداث "7 أكتوبر" التي تعد أحد أعقد وأشد المعارك إثارة للصدمة، حيث سقط 17 قتيلا من المدنيين، وجندي واحد وعنصر من الشاباك أثناء دفاعهم عن "الكيبوتس".

وتظهر التحقيقات، وفق كلير -في حديثه للجزيرة نت- سلسلة من الإخفاقات الخطيرة، مما يعزز الدعوة لإقامة لجنة تحقيق رسمية، وضرورة محاسبة المستوى السياسي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحميله مسؤولية الفشل في إدارة الأزمة.

ويضيف أن الإخفاقات ما تزال تتواصل، سواء في التعامل مع ملف (الأسرى) المحتجزين الإسرائيليين أو في مواصلة الحرب على غزة لأسباب شخصية وسياسية، بهدف الحفاظ على كرسي الحكومة.

ويشير كلير إلى أن الهدفين الرئيسيين للحرب كانا إعادة الأسرى من قبضة حماس وهزيمتها في قطاع غزة، لكن لم يتحقق أي منهما. وبدلا من ذلك، أدى خرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف القتال إلى مزيد من الفوضى والارتباك في إسرائيل.

ويتزامن نشر نتائج التحقيق في إخفاق معركة شاطئ "زيكيم" مع تصعيد عسكري متوقع تمثّل في إصدار أوامر استدعاء لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وتلميحات من المؤسسة العسكرية بتوسيع التوغل البري في غزة.

حماية الفشل

هذا التوقيت، وفق الكاتب والمحلل السياسي يوآف شطيرن، يثير علامات استفهام كثيرة حول الجدوى الحقيقية من استمرار القتال، خاصة بعد أن تكشف حجم الإخفاق في "7 أكتوبر".

واليوم، وبعد مرور 19 شهرا على الحرب، بات واضحا -كما يقول شطيرن للجزيرة نت- أن القتال لا يحمل هدفا عمليا واضحا "بل يستخدم وسيلة لحماية تماسك الحكومة ومنع انهيارها".

ويضيف أن استمرار الحرب، رغم الفشل العسكري والسياسي، يوفر ذريعة للأحزاب الدينية (الحريديم) لعرقلة تمرير قانون التجنيد الإجباري الذي وُعدوا به، وذلك وسط عام انتخابي حساس تستعد له إسرائيل.

إعلان

ويشبّه المحلل السياسي الوضع في إسرائيل بـ"نادٍ فاخر يخوض معارك من أجل البقاء" في حين يقود الفريق مدرب "فشل" في مهمته، لكنه لا يزال متمسكا بمنصبه بل ويطالب بمكافأة، في تجاهل صارخ للمحاسبة والمسؤولية.

وحسب شطيرن، فإن من يرسل أوامر بتجنيد مزيد من الاحتياط الآن -بهدف الحفاظ على ائتلافه الحاكم- هو ذاته من قد يسعى لاحقا لتأجيل انتخابات الكنيست المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2026، خاصة إذا استمرت استطلاعات الرأي في الإشارة إلى هزيمته المحتملة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق