أجساد هزيلة وأعين غائرة.. أطفال غزة أول ضحايا المجاعة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في أزقة قطاع غزة التي تحولت إلى ركام، وبين البيوت المدمرة والملاجئ المكتظة، تبرز مأساة إنسانية تتجاوز حدود الاحتمال، مأساة يدفع ثمنها الأضعف: أطفال القطاع.

وبعد شهرين من الحصار الإسرائيلي الكامل على تدفقات المساعدات الإنسانية، تتهاوى تدريجيا منظومة الحياة، وتلوح المجاعة كواقع لا مجرد احتمال.

ففي مستشفى بمدينة غزة، توفيت الطفلة جنان السكافي، ذات الأشهر الأربعة، بعد معاناة من سوء التغذية.

Family members of four-month-old Jinan al-Skafy, who died at a Gaza City hospital due to malnutrition, hug their child's clothes and browse her photos at the hospital as they mourn her.
الطفلة جنان السكافي توفيت في مستشفى بغزة بسبب سوء التغذية الحاد (الفرنسية)

وتقول والدتها إن وزنها لم يتجاوز 2.8 كيلوغرام، وإنها لم تستطع تأمين الحليب أو الدواء الضروري لها في ظل انقطاع شبه تام للمواد الأساسية.

Family members of four-month-old Jinan al-Skafy, who died at a Gaza City hospital due to malnutrition, hug their child's clothes and browse her photos at the hospital as they mourn her.
آية والدة جنان عجزت عن تأمين الحليب والدواء في ظل الحصار الكامل (الفرنسية)

ولم تكن حالة جنان فريدة، بل واحدة من بين حالات متزايدة لأطفال في غزة يقضون نتيجة الجوع ونقص الرعاية الصحية.

وفي حي آخر من المدينة، ترقد الطفلة رهف، البالغة من العمر 12 عاما، وقد أنهكها الجوع وسوء التغذية حتى لم تعد قادرة على النهوض من فراشها.

Shuruq Ayyad consoles her 12-year-old daughter Rahaf, who is suffering from malnutrition, at a school-turned-shelter in al-Rimal in central Gaza City on May 4, 2025.
الطفلة رهف، ذات الثانية عشرة، ترقد جائعة لا تقوى على الحركة (الفرنسية)

وكانت والدتها، شروق أياد، تحدّق في وجهها العاجز وتقول بصوت مكسور: "تموت ابنتي أمام عيني، ولا أستطيع أن أفعل لها شيئا. لا دواء، لا غذاء، لا حتى ماء".

وحالة رهف أصبحت تجسيدا مؤلمًا لما تعيشه آلاف الأسر في قطاع غزة، حيث لم تعد الأمهات يملكن شيئا لحماية أطفالهن من الموت البطيء.

Shuruq Ayyad and her 12-year-old daughter Rahaf, who is suffering from malnutrition, look at medical reports at a school-turned-shelter in al-Rimal in central Gaza City on May 4, 2025.
الأم شروق أياد ترى ابنتها تموت أمام عينيها دون أن تتمكن من مساعدتها (الفرنسية)

وفي مستشفى بمدينة خان يونس، يرقد الطفل أسامة، البالغ من العمر خمس سنوات، وقد برزت أضلعه بشكل مؤلم بسبب معاناته من سوء تغذية حاد.

Osama al-Raqab, 5, whose mother says his cystic fibrosis has worsened since the start of the war due to the lack of meat, fish and enzyme tablets to help him digest food, is being treated at the malnutrition clinic in Nasser hospital, Khan Younis, Gaza, on Thursday, May 1, 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
بسبب سوء التغذية وتفشي المجاعة في قطاع غزة يعيش الطفل أسامة الرقب معاناة أكبر من عمره (أسوشيتد برس)

وتقول والدته، منى الرقّب، إن وزن طفلها انخفض بشكل كبير بعد أكثر من خمسين يوما من الحصار الإسرائيلي الكامل، الذي منع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، وتوضح أن "لا شيء متوفر، حتى أبسط المواد الأساسية إن وُجدت، تباع بأسعار خيالية".

Mona al-Raqab lifts the shirt of her 5-year-old son, Osama al-Raqab, revealing signs of malnutrition and worsening cystic fibrosis, exacerbated since the start of the war by the shortage of meat, fish, and enzyme tablets needed to help him digest food, as he receives treatment at the malnutrition clinic in Nasser hospital, Khan Younis, Gaza Strip, Thursday, May 1, 2025(AP Photo/Abdel Kareem Hana)
الأطفال يمثلون الفئة الأكثر تضررا من الجوع وانهيار النظام الصحي (أسوشيتد برس)

وحالة أسامة ليست سوى مثال آخر على الواقع القاسي الذي يعيشه أطفال غزة، حيث يتحول الحصار من إجراء عسكري إلى سلاحٍ يحرم الأطفال من حقهم في الحياة، ويتركهم في مواجهة الجوع بلا حماية.

Rahma al-Qadi takes care for her 7-month-old daughter Sama, who was born with Down syndrome and suffers from malnutrition, at the malnutrition clinic in Nasser hospital, Khan Younis, Gaza, Thursday, May 1, 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
مخازن الغذاء في غزة نفدت بالكامل بعد شهرين من منع دخول المساعدات (أسوشيتد برس)

وتتوالى التحذيرات من منظمات الإغاثة الدولية من أن الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار الكامل، وأعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزوناته الغذائية، وأغلق 25 مخبزا كان يدعمها، إلى جانب توقف غالبية المطابخ المجتمعية.

Shuruq Ayyad shows off the protruding ribs of her 12-year-old daughter Rahaf at a school-turned-shelter in al-Rimal in central Gaza City on May 4, 2025.
المنظمات الدولية تحذر من مجاعة جماعية وانهيار إنساني شامل في غزة (الفرنسية)

ومع غياب هذه الخدمات، يُترك السكان لمصيرهم في مواجهة الجوع والعطش، وفي شوارع المدينة، أصبح مشهد الناس المتزاحمين حول شاحنات المياه القليلة مشهدا يوميا، وسط مشادات يائسة للحصول على القليل من الماء.

ويؤكد مسؤولون إنسانيون أن الأطفال هم الضحايا الأبرز للحصار المستمر، حيث يفتقرون إلى الغذاء العلاجي والأدوية الأساسية.

وفي ظل استمرار القصف، وغياب الغذاء، وتوقف الرعاية، لم يعد الموت في غزة نتيجة مباشرة للحرب فقط، بل للجوع والعطش وانهيار الأمل.

إعلان

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق