حذر النائب السوري السابق فيصل الأعور من محاولات تغذية الفتنة الطائفية في سوريا، معتبرًا أن الاحتلال الإسرائيلي يقف خلف محاولات زرع الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، عبر استهداف مشيخة العقل الدرزية ورمزها الشيخ حكمت الهجري، الذي أكد مرارًا تمسكه بعروبة ووحدة الأراضي السورية.
وقال الأعور في تصريحات خلال استضافته على برنامج نبض البلد الذي يعرض على قناة "رؤيا"، إن "ما جرى من اقتتال داخلي مؤخراً جاء نتيجة فبركة فيديو مسيء لأحد مشايخ الدروز بهدف إشعال الفتنة، قبل أن يتبين أن المقطع مفبرك ولا أساس له من الصحة"، محملًا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية افتعال الأزمة.
وأكد أن الشيخ حكمت الهجري يعد من ركائز الطائفة الدرزية في سوريا، ويحمل إرثًا طويلًا في قيادة مشيخة العقل، مضيفًا أن الاتهامات الموجهة إليه بالتعاون مع الاحتلال "لا تستند لأي دليل"، وأنه لو كان متواطئًا فعلًا لما توصل إلى اتفاق مع محافظ السويداء لحفظ الأمن وفتح الطرق.
كما شدد على أن زيارة بعض الدروز إلى فلسطين المحتلة تمت بتسهيلات إسرائيلية بغرض ديني، واستغلتها سلطات الاحتلال لإحداث شرخ في المجتمع السوري.
في المقابل، قال الخبير في الجماعات الإسلامية مروان شحادة، في تصريحات خلال استضافته على برنامج نبض البلد، إن الموقف الدرزي في سوريا ليس موحدًا، مشيرًا إلى انقسام بين تيارات تدعم الثورة السورية وأخرى تتعاون مع الدولة، من بينها حركة "رجال الكرامة" التي يتزعمها الشيخ يحيى الحجار، الذي اتفق مع القوات السورية الرسمية على حفظ الأمن في السويداء.
واتهم شحادة الشيخ حكمت الهجري بإبرام اتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفضه تسليم السلاح أو التعاون مع الحكومة السورية لإعادة الاستقرار، معتبرًا أن الموقف المزدوج للهجري يزيد من تعقيد المشهد.
وأوضح أن شروطًا أمريكية وُضعت بعد سقوط النظام السوري تمنع الاقتراب من القيادات الدرزية، وخصوصًا الشيخ الهجري، ما يشير إلى وجود أبعاد إقليمية ودولية في الملف.
يُذكر أن محافظة السويداء شهدت مؤخرًا توترًا أمنيًا متصاعدًا، وسط محاولات لاحتواء الوضع بين مختلف الأطراف، في ظل دعوات إلى الحفاظ على وحدة سوريا، ومنع أي تدخلات خارجية تُغذي الانقسام الداخلي.
0 تعليق