شي يدعو الاتحاد الأوروبي للتكاتف ضد الأحادية الأميركية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوة صريحة إلى قادة الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون مع بلاده في مواجهة ما وصفه بـ"الأحادية"، في إشارة غير مباشرة إلى السياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدد بإعادة تشكيل النظام العالمي على أسس أحادية الجانب.

وفي رسالة رسمية بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، خاطب شي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، مؤكدا أن الجانبين مطالبان بـ"إدارة الخلافات بشكل سليم وتعميق الاتصال الإستراتيجي".

دعوة صينية لعالم متعدد الأقطاب

ونقلت وكالة شينخوا الرسمية عن شي قوله "يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الدفاع عن التعددية، وحماية العدالة والإنصاف، ومعارضة التنمّر الأحادي"، كما شدد على ضرورة "العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب منظم وعادل، وعولمة اقتصادية شاملة".

وتأتي هذه الرسالة في وقت تحاول فيه بكين إصلاح علاقاتها مع بروكسل، خاصة بعد سنوات من التوترات، كان أبرزها العقوبات المتبادلة التي فرضت في عام 2021، على خلفية انتقادات الاتحاد الأوروبي لسجل الصين في حقوق الإنسان بمنطقة شينغيانغ.

بكين تريد إصلاح علاقاتها مع بروكسل لتعزيز عالم متعدد الأقطاب منظم وعادل وعولمة اقتصادية شاملة (رويترز)

تعليق العقوبات لتحقيق التهدئة

وفي تطور لافت، أكدت وزارة الخارجية الصينية للمرة الأولى بشكل علني أنها قررت تعليق العقوبات المفروضة على 5 أعضاء من البرلمان الأوروبي وعلى اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان، وهي العقوبات التي كانت قد عرقلت التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية.

إعلان

وأكد الناطق باسم الخارجية لين جيان أن الوقت قد حان "لطيّ الصفحة"، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الطرفين.

وقال لين، في مؤتمر صحفي نقلته قناة "سي سي تي في" الصينية، "رغم ما مرت به العلاقات بين بكين وبروكسل من تقلبات، فإن الجانبين متفقان على أهمية استئناف الحوار والتعاون الكامل".
وأضاف "نتوقع أن يسهم استئناف التبادلات في تعميق التفاهم المتبادل".

استعدادات لجولة محادثات جديدة

وذكرت وكالة شينخوا أن بكين ترحّب بزيارة فون دير لاين وكوستا في الوقت المناسب لإجراء جولة جديدة من المحادثات الثنائية، في خطوة تهدف إلى استعادة الزخم السياسي والاقتصادي بين الجانبين.

ورغم مؤشرات الانفراج، تبقى الخلافات حاضرة، فقد أعاد خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، التأكيد على مطالب قديمة تشمل:

تصحيح الاختلالات التجارية توفير بيئة سوقية عادلة للشركات الأوروبية في الصين التعاون في القضايا العالمية المعاملة بالمثل في الالتزام بتحسين العلاقات

وقال توليدو "الاتحاد الأوروبي مستعد لبذل الجهود اللازمة.. ونأمل أن تبذل الصين القدر نفسه من الجهد".

ويرى مراقبون أن رسالة الرئيس الصيني تمثل تحولا إستراتيجيا واضحا في خطاب بكين تجاه أوروبا، في وقت تسعى فيه الصين إلى لعب دور موازن للنفوذ الأميركي المتزايد، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية في العالم. ومع ذلك، تبقى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات مرهونة بخطوات ملموسة، تتجاوز الأقوال إلى الأفعال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق