طائرات الموت الإسرائيلية تَقصف صوت المنشد الطفل حسن عياد - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب يوسف الشايب:

استُشهد المنشد الطفل حسن علاء عياد في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أول من أمس، ليلتحق بآلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا بنيران الإبادة.
حسن لم يكن مجرد طفل عادي، بل كان صوتاً يغني الوجع الفلسطيني، يشدو بحنجرته بكلمات مؤلمة تعبّر عن الحصار والجوع والمعاناة، هو الذي اشتهر بمحاكاته لرائعة فرقة العاشقين "اشهد يا عالم علينا وع بيروت"، التي كتبها الشاعر الكبير الراحل أحمد دحبور، ولكن بطريقته الخاصة، قدمها برفقة والده المنشد أيضاً، الذي شيّعه وسط حشد كبير، وقدمها منفرداً، فأبكى الكثيرين حول العالم، لا سيما أن عديد الفضائيات العربية والأجنبية نقلتها مترجمة للغات عدّة.
كان يغني من بين الركام، ومن بين الخيام، ليُسمِع العالم صوت غزة التي تُباد: "اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت"، و"بالطيارات إحنا ذقنا طعم الموت، غارة برّية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت، والعرب بنومة هنيّة".
لم يكن الطفل عياد مجرد فتى، بل كان صوتاً صغيراً يصدح بنبرة تحدٍ وأسى في الوقت نفسه، يطلق العنان لحنجرته، رغم هدير "الزنانات" والطائرات الحربية الإسرائيلية بأنواعها المحملة بصواريخ القتل، التي طاله أحدها، فأسكت لحن صوته إلى الأبد.
وفور الإعلان عن استشهاده، انتشر النبأ كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما مقطع الفيديو المؤثر لأغنيته الشهيرة، ومن بعدها مقطع فيديو تشييعه من والده، معلناً وهو يصرخ، استشهاده، وغيابه الأبدي، دون أن يغيب صوته، الذي سيبقى حاضراً، هو الذي قدّم أغنية لمشروع أفلام "من المسافة صفر"، لاثنين وعشرين مخرجاً ومخرجة من قطاع غزة، من إنتاج المخرج رشيد مشهراوي، وإنتاجه، ونافس على جائزة الأوسكار بوصوله إلى قائمة الخمسة عشر، فيما كان قدم قبلها أغنية أنتجتها فضائية "فلسطيني"، خلال حرب الإبادة، تحت عنوان "عشانك يا فلسطين".
ونعاه العديد من المبدعين الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب المخرج رشيد مشهراوي على "فيسبوك": استشهد حسن عياد، الطفل الذي أهداني أغنية من غزة، وغنى لأفلام من المسافة صفر.. كان ضحية قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.. نفقد أرواحنا يومياً يا حسن، الشاطر حسن، الفنان حسن، الشهيد حسن.. أوجعتني يا حسن.
وكتب الروائي حسن القطراوي: الطفل المنشد الشهيد حسن علاء عياد، كان وفياً لكلماته، أنشد قائلاً: "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت".. رحل بصاروخ من طائرة وسط مخيمنا، كان بُلبلاً يجول المخيّم مغرّداً.
بدوره، تساءل الشاعر خالد جمعة بألم: هل سمعتم بولد اسمه حسن عياد؟ من الصعب تحديد عمره، ربمّا 12، ربّما 14.. حسن كان يحب الغناء، أخذ أغنية "اشهد يا عالم" التي كتبها أحمد دحبور، وحوّلها من كلماته إلى أغنية أخرى وغناها، وأهداها إلى فريق أفلام "من المسافة صفر".. أظنه كان مشروع مؤلف أو مغن، وربما كان سيصير شيئاً آخر مختلفاً، لكننا لن نعرف ذلك مطلقاً، فقد أخذته الغارة في النصيرات.
أما الشاعرة ياسمين العابد، فخاطبت المنشد الشهيد: قبل يومين كنت تناشد العالم واليوم صرت شهيداً.. حسن هو الولد الوحيد لأهله.. "الله يصبّر أمه وأبوه".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق