قالت صحيفة لوتان إن إسرائيل تستعد بعد 15 شهرا من الحرب وعشرات الآلاف من القتلى والدمار غير المسبوق لاحتلال قطاع غزة عسكريا مرة أخرى وإنشاء نظام بائس لتوصيل المساعدات الغذائية هناك.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية بقلم لويس ليما- أن "واقعا موازيا" يتشكل حول قطاع غزة يشمل مرتزقة دوليين وشركات استشارات أميركية للعلاقات العامة تديرها مؤسسة مقرها في جنيف، لإضفاء مظهر لائق على ما لا يمكن تصوره.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصراحة إن الأولوية ليست إطلاق سراح المحتجزين، بل "لاستعادة غزة" لضمان "النصر على أعدائنا"، مما يعني أن الدمار الذي لحق بغزة قد يتسارع في ظل إنكار القانون الدولي وازدراء الرأي العام.
وأشارت لوتان إلى أن استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط الجدد والتدمير المنهجي المضاعف والنزوح الجماعي وإعادة تجميع مليوني شخص محرومين من كل شيء يوحي بأن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون أكثر وحشية من كل ما سبق وحاسمة لمصير القطاع، وربما ينتهي المطاف بالسكان محشورين في ربع المساحة الحالية وفقا لما تخطط له إسرائيل.
ولأن الولايات المتحدة منحت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر وأوروبا اكتفت بالتحذيرات السطحية فإنه لم يعد من المستحيل أن تختفي غزة وسكانها إلى الأبد، خاصة أن "مكتب الترحيل الطوعي" لسكان غزة -الذي بدا وسيلة لإرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب– قد أصبح الآن مدمجا في الخطة، لأن المنفى "الطوعي" قد يبدو أسهل بكثير على شعب يعاني من القتل والجوع.
إعلان
ويأتي دور المستشارين والشركات المرتزقة والمؤسسة السويسرية المكلفين بإضفاء مظهر لائق على كل شيء بعد أن تصبح غزة غير صالحة للعيش، فيقوم مرتزقة أجانب مدججون بالسلاح ومحصنون في الملاجئ بإجراء عمليات فحص بيومترية، وضمان تقنين صارم للسعرات الحرارية "الضرورية" لكل عائلة.
وسيكون توزيع المواد الغذائية اسميا، وعندها يصبح الاعتماد على المحتل مطلقا، كما تصبح عملية نزع الصفة الإنسانية مطلقة، ولكن المظاهر سوف تبقى محفوظة في نظر ترامب الذي علق على متن الطائرة الرئاسية قائلا "هؤلاء الناس يعانون، يحتاجون إلى الدواء والطعام، سنتكفل بهم".
0 تعليق