في مثل هذا الأسبوع الثالث من أبريل/نيسان، شهد العالم أحداثا مصيرية أحدثت تغييرات جذرية في مسار التاريخ، من محاولة غزو فاشلة كادت تشعل حربا نووية، إلى ثورات غيرت خارطة العالم الحديث.
واستعرض برنامج "في مثل هذا الأسبوع" -عبر منصة الجزيرة 360- أبرز المحطات التاريخية التي طبعت الأسبوع الثالث من أبريل/نيسان، والتي تركت بصمات عميقة في ذاكرة البشرية.
ففي الأول من يناير/كانون الثاني عام 1959، تمكنت مجموعة ثورية كوبية بقيادة فيدل كاسترو من السيطرة على العاصمة هافانا، وأطاحت بحكم الجنرال باتيستا الذي كان حليفا أساسيا لواشنطن رغم طبيعته الدكتاتورية.
وبعد 4 أشهر فقط من توليه السلطة، زار كاسترو الولايات المتحدة، لكن الرئيس الأميركي آيزنهاور رفض مقابلته، مما أدى إلى تدهور العلاقات بسرعة بين الطرفين، خاصة بعد قيام كاسترو بتأميم شركات أميركية وإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي.
وردت الولايات المتحدة بفرض حظر على استيراد السكر الكوبي، الذي كان يمثل 80% من صادرات كوبا، مما دفع كاسترو للميل أكثر نحو المعسكر الشيوعي، فقرر الرئيس الأميركي آيزنهاور اللجوء للقوة لإسقاط نظامه.
بدء عملية الغزو
وفي 15 أبريل/نيسان 1961، انطلقت عملية غزو خليج الخنازير، حيث نفذت مجموعة من المعارضين الكوبيين -المدربين من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية- إنزالا على الشواطئ الكوبية.
لكن الغارات الأولية أخطأت العديد من الأهداف، وانتشرت أخبار الهجوم، مما كشف الدعم الأميركي للعملية التي واجهت مقاومة شرسة من قبل قوات كاسترو التي كانت على علم مسبق بالخطة منذ 5 أشهر.
إعلان
وانتهت العملية بفشل ذريع، حيث سحقت قوات الغزو ولقي أكثر من 100 مقاتل مصرعه واستسلم نحو 1200 آخرين لقوات كاسترو، مما عزز مكانة الأخير كبطل عالمي ضد الإمبريالية في نظر المعسكر الشيوعي.
وأدى هذا الإخفاق إلى توثيق التعاون بين كوبا والاتحاد السوفياتي، وصولا إلى نشر صواريخ باليستية سوفياتية على الأراضي الكوبية، مما أشعل أزمة دولية كادت أن تتسبب في حرب نووية مدمرة.
عزل نجيب
ومن كوبا إلى مصر، شهد السابع من أبريل/نيسان 1954 تعيين جمال عبد الناصر رئيسا للوزراء، ومنحه الصلاحيات الفعلية للحكم. ليصبح محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية المصرية، مجرد رئيس صوري.
وكان عبد الناصر قد برز كصانع القرار الفعلي بعد الانقلاب العسكري على الملك فاروق عام 1952، رغم أن نجيب كان الواجهة الشعبية للثورة بفضل شعبيته الكبيرة في الجيش وبين المصريين.
ونجح عبد الناصر في إحكام قبضته على الحكم من خلال السيطرة على الجيش وجهاز الشرطة واستقطاب النقابات العمالية، قبل أن يطيح بنجيب الذي كان من أنصار إقامة حياة ديمقراطية وعودة الأحزاب.
وفي أعقاب حادثة المنشية بالإسكندرية عام 1954، استغل عبد الناصر محاولة اغتياله المزعومة لحل جماعة الإخوان المسلمين وإعدام عدد من قادتها وسجن المئات، كما اتهم نجيب بالتعاطف معهم.
وفي يونيو/حزيران 1956، أجرى عبد الناصر استفتاء شعبيا على الدستور الجديد وعلى توليه منصب الرئاسة، وفاز بنسبة تجاوزت 99%، ليبدأ حقبة حكمه المثيرة للجدل بعد وضع نجيب تحت الإقامة الجبرية.
الثورة الأميركية
وفي المنطقة الأميركية، شهد 19 أبريل/نيسان 1775 مواجهات عسكرية بين الجيش البريطاني وقوات المستعمرات الأميركية في مدينتي ليكسنتن وكونكورد بولاية ماساتشوستس، لتكون شرارة انطلاق الثورة الأميركية أو حرب الاستقلال.
وكانت هذه المواجهات نتيجة تصاعد التوترات بين سكان المستعمرات الأميركية الـ13 والسلطات البريطانية، خاصة بعد فرض ضرائب متعددة دون تمثيل سياسي للسكان المحليين.
إعلان
وانتهت المعركة بمقتل 273 بريطانيا و95 أميركيا، لتشعل الثورة التي أدت في النهاية إلى نيل المستعمرات الأميركية استقلالها وتأسيس الولايات المتحدة الأميركية في الرابع من يوليو/تموز 1776.
واختتمت الحلقة بالإشارة إلى حادثة مقتل الطالب الجزائري ماسينيس قرماح في الثلاثين من أبريل/نيسان 2001، بعد اعتقاله من قبل الشرطة إثر مشاجرة بين شبان وجهاز الشرطة، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات دموية بين سكان منطقة القبائل والشرطة استمرت فترة طويلة.
0 تعليق