ردّ البيت الأبيض، السبت، على تقرير نشرته إذاعة "NPR" الأمريكية زعمت فيه العثور على وثائق رسمية تتعلق بالقمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان رسمي: "من السخيف أن تنشر NPR قائمة غداء من عدة صفحات وتصفها بالخرق الأمني"، مضيفة أن ما اعتبرته الإذاعة "صحافة استقصائية" لم يعد يحظى بالمصداقية، وأنه "بفضل الرئيس ترامب لم تعد NPR ممولة من أموال دافعي الضرائب".
وكانت الإذاعة قد ذكرت أنها حصلت على ثماني صفحات من الوثائق عُثر عليها في طابعة مشتركة بفندق "كابتن كوك"، القريب من قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية التي استضافت القمة.
وأشارت إلى أن هذه الوثائق تضمنت تفاصيل يُحتمل أن تكون حساسة حول توقيت ومكان الاجتماع بين الرئيسين، بالإضافة إلى أرقام هواتف لمسؤولين أمريكيين بارزين.
قمة الاسكا التي عُقدت السبت الماضي بين ترامب وبوتين استمرت قرابة ساعتين و45 دقيقة، وشارك فيها عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، فيما مثل الولايات المتحدة وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ستيفن ويتكوف. اللقاء الذي جرى في أجواء مشحونة سياسيًا، وُصف من الطرفين بأنه "مهم واستراتيجي"، رغم غياب الإعلان عن اختراقات ملموسة.
ويرى مراقبون أن رد البيت الأبيض الساخر يعكس محاولة لتقليل شأن التقرير الإعلامي وتبديد أي مخاوف بشأن وجود "ثغرات أمنية" محتملة خلال قمة حساسة بهذا الحجم. كما أنه يأتي ضمن نهج الإدارة الحالية في التعامل بصرامة مع وسائل إعلام تنتقد الرئيس ترامب، في ظل بيئة إعلامية أمريكية تشهد استقطابًا متزايدًا.
في المقابل، أثار تقرير "NPR" تساؤلات في الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية حول مستوى الانضباط الأمني المحيط بالقمة، إذ رأى بعض الخبراء أن مجرد تسرب أوراق تحمل تفاصيل تنسيقية – حتى وإن لم تكن مصنفة سرية – قد يشير إلى ضعف في الإجراءات التنظيمية.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتجه فيه الأنظار إلى نتائج اللقاء نفسه، إذ كان الهدف المعلن هو بحث فرص التهدئة بين موسكو وواشنطن وإيجاد أرضية مشتركة بشأن ملفات شائكة، أبرزها الحرب في أوكرانيا والتوازنات الأمنية في أوروبا. غير أن تراكم مثل هذه الحوادث الجانبية، وفق مراقبين، قد يؤثر على صورة الولايات المتحدة في إدارة علاقاتها الدولية، خصوصًا في ظل التركيز الروسي على إبراز أي مظاهر ضعف أو ارتباك في الجانب الأمريكي.
أخبار متعلقة :