الكويت الاخباري

فيلم الأوسكار "لا أرض أخرى" يُعرض في رام الله.. أخيراً! - الكويت الاخباري

كتب يوسف الشايب:

بعد حصوله على "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي، ومن قبلها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي بدورته الأخيرة، وبعد حرب إسرائيلية تمثلت بالهجوم على الفيلم، ومخرجيه، حد اعتقال أحدهم، بعد الاعتداء عليه إثر تصديه لهجوم استيطاني على مسقط رأسه في "مسافر يطا"، التي يسلط الفيلم على اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال عليها، والعمل على تهويدها، وإفراغها من سكانها، عرض الفيلم، أول من أمس، في مدينة رام الله.
وكان العرض، في مكتبة المعهد الثقافي الألماني الفرنسي، بتنظيم من معهد "غوته" الألماني، بحضور عيسى عمرو، مؤسس ورئيس تجمع شباب ضد الاستيطان في الخليل، الذي شارك جمهور العرض نقاش الفيلم، وتحدث عن جوانب مختلفة تتعلق بانتهاكات الاحتلال والمستوطنين في "مسافر يطا" خاصة، وفي الخليل مدينة ومحافظة عامة.
والفيلم الفلسطيني النرويجي لجهة الإنتاج، من إخراج الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي المناهض للاحتلال يوفال أبراهام، بالاشتراك مع الفلسطيني حمدان بلال والإسرائيلية المناهضة للاحتلال راشيل شور، ويوثّق جهود عدرا في مقاومة عنف المستوطنين والتهجير من مسقط رأسه في "مسافر يطا" بالخليل، مضيئاً على الآلية الاستعمارية الإسرائيلية.
ويظهر الفيلم عدرا وهو يقاوم التهجير القسري لعائلته وأبناء شعبه كما يبرز بوضوح جنوداً إسرائيليين، وهم يهدمون المنازل ويطردون السكان لإنشاء منطقة تدريب عسكرية، إلى جانب اعتداء مستوطنين يهود على السكان الفلسطينيين.
ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على الواقعين المتوازيين اللذين يعيش فيهما المخرجان، فأبراهام لديه لوحة أرقام إسرائيلية صفراء تسمح له بالتنقل إلى أي مكان، بينما عدرا محاصر في منطقة تضيق بشكل مستمر.
في بداية الوثائقيّ، تنكشف إحدى أقدم ذكريات عدرا حول اعتقال جنود الاحتلال الإسرائيلي لوالده، الناشط الذي استخدم الكاميرا أداة لفضح جرائم الاحتلال في "المسافر"، ليواصل عدرا الابن هذا الإرث، عندما يبدأ مسلّحو الاحتلال وجرّافاته تدمير المنازل والمدارس والآبار ومولّدات الطاقة والمزارع، ما يُجبر العديد من سكان المنطقة على الهجرة، أو العيش في الكهوف القريبة، ومن بينهم عائلة هارون أبو عرام، الذي أصيب برصاص جنود إسرائيليين لاحتجاجه على الإخلاء، فبات الآن جريحاً على سريره، تعتني به والدته اليائسة بين صخور الكهف.
وشدد عدرا في حديث هاتفي مع "الأيام" على أهمية عرض فيلم "لا أرض أخرى" في فلسطين عامة، وفي مدينة رام الله خاصة، قائلاً: يهمني أن يشاهد أبناء شعبي الفيلم، بغض النظر إن كانوا يتفقون معي أو يختلفون، للتعرف على ما يحدث من انتهاكات للاحتلال والمستوطنين في المناطق المصنفة "ج"، فما يحدث في "مسافر يطا"، ويوثقه الفيلم، يحدث في كافة محافظات الضفة، بما في ذلك قرى قريبة من رام الله، مثل: "المغيّر"، و"ترمسعيا"، و"مخماس"، و"سنجل"، وغيرها، وأيضاً للتعرف أكثر على الدور المحوري للنشطاء ضد الاستيطان وسياسات الاحتلال على الأرض، سواء أكانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو أجانب، مشدداً على أهمية اضطلاع كافة شرائح وقطاعات المجتمع الفلسطيني في المقاومة الشعبية خاصة في المناطق المصنفة "ج"، والمحافظة على ما تبقى من الريف الفلسطيني، لأن خسارته ستحول المدن إلى محض "كانتونات".
بدوره كشف مدير البرامج والمشاريع في معهد غوته الألماني أحمد قطامش لـ"الأيام"، أنه كان من المقرر أن يكون عرض فيلم "لا أرض أخرى"، العام الماضي، وتحديداً بعد فوزه بجائزة مهرجان برلين السينمائي لأفضل فيلم وثائقي، أي قبل فوزه بالأوسكار، ولكونه فيلماً ينقل الحقائق على الأرض كما هي، لكن تم تأجيل العرض لأكثر من مرة لأسباب تتعلق بأوضاع ميدانية وسياسية صعبة.. كنّا نتمنى أن يتواجد المخرجان باسل عدرا وبلال حمدان، لكن تعذر ذلك.
وشدد قطامش على أن المعهد حصل على حقوق العرض من جهات إنتاج وتوزيع أوروبية، وإلى أنه يجري الترتيب لعرض آخر للفيلم من المقرر أن يحدد موعده لاحقاً، معرباً عن أمله بإمكانية حضور مخرجيه الفلسطينيّيْن حينها، لافتاً إلى أن غالبية المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية لا تبدي رغبة بعرض "لا أرض أخرى" في فلسطين.

 

أخبار متعلقة :