كتب يوسف الشايب:
تحت عنوان "غزة الشعب الصامد"، انطلقت فعاليات مهرجان "الياسمين" للعام 2025، مساء أول من أمس، من على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، بعرض غنائي موسيقي لجوقة المعهد بقيادة الفنان تامر الساحوري، ومشاركة 55 فنانة وفناناً بين عازفين ومغنين.
وكانت البداية في العرض الافتتاحي للمهرجان الذي ينظمه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، على مدار ثلاثة أشهر، مع أغنية "يا ثوار الأرض" للفنانة اللبنانية جوليا بطرس، عن كلمات نبيل أبو عبدو، وألحان زياد بطرس، مشكلة عنواناً لأمسية غنائية ثورية، وجهت التحايا لأرواح الشهداء، وللأسرى الأبطال في زنازين الاحتلال، وللجرحى، والنازحين في ظل استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وللصامدين على أرضهم باعتبارهم "ريح التغيير"، و"النور الطالع من ليل النسيان".
وشارك الفنان وليد عبد السلام جوقة معهد إدوارد سعيد تقديم أغنيته الشهيرة "نزلنا ع الشوارع"، التي شارك الشاعر والكاتب أسعد الأسعد في كتابة كلماتها، وسط تفاعل كبير من جمهور غصت به قاعة العرض الذي خصص ريعه لدعم برامج المعهد المتعلقة بالتأهيل النفسي عبر الموسيقى لأطفال قطاع غزة.
وكان لصاحبة الصوت الأيقوني الفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا حضور خاص عبر تقديم الجوقة لأغنيتها الشهيرة "أحكي للعالم" عن كلمات الشاعر الراحل سميح القاسم.
وتحت عنوان "ذاكرة من فلسطين" قدمّت الجوقة بقيادة الساحوري، مجموعة من الأغنيات الوطنية والتراثية، كان أولها "والله لزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر" لفرقة العاشقين عن كلمات الشاعر الراحل أحمد دحبور ومن ألحان الموسيقار الراحل حسين نازك، وأغنية "يا يمة في دقة ع بابنا" للفنان القدير الراحل "أبو عرب" الذي كتب كلماتها ولحنها نازك أيضاً، علاوة على أغنية "فلسطينيين وبدنا نحمي هالبلاد"، وغيرها.
وكان ثمة حضور خاص للفنان اللبناني أحمد قعبور، الذي أشار الساحوري إلى أنه يتابع العمل على تقنيات التواصل الاجتماعي، ويهدي تحياته الكبيرة للشعب الفلسطيني مقدراً صموده ونضالاته التي لا توصف بالكلمات، ومعرباً عن أمله بالغناء ذات يوم في كل فلسطين بعد تحريرها، بحيث غنت الجوقة له "يا رايح صوب بلادي"، و"يا نبض الضفة"، قبل أن تختم الحفل كله بأغنية "أناديكم".
وتخللت الحفل أغنيات عدّة لفنانين عرب وفلسطينيين، كأغنية "ضد" للفنان الفلسطيني جورج قرمز، الذي اشتهر في سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضي برفقة فرقة "البراعم" المقدسية، هو الذي ابتعد عن الغناء منذ عقود يقيم فيها في الولايات المتحدة، ليكشف الساحوري أنه أعلن عن حفل قريب له حيث يعيش، وأغنية "يا فلسطينية" للشيخ إمام عن كلمات لأحمد فؤاد نجم، و"هات السكة" للفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الكرد، و"عنيد أنا" للفنان الفلسطيني بشار شموط، وكانت من بين إصدارات فرقة الفجر التي تأسست في الكويت قبل عقود، وكذلك رائعة النجم محمد عساف "علّي الكوفية" من ألحان الفنان جمال النجار.
وكان ثمة حضور خاص لأغنية "سلام لغزة" التي قدمها قبل أكثر من عشر سنوات الفنان سهيل خوري عبر فرق وجوقات المعهد ملحناً لكلمات فؤاد السروجي، مشكلة واحدة من الأغنيات ذائعة الصيت من وقتها، وخاصة في خضم حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وانتقلت بوحشيتها إلى كامل الجغرافيا الفلسطينية المحتلة.
وكان خوري أطلق المهرجان بكلمة كان مفتتحها: "يا أيها الناس انهضوا، وقاوموا، وثوروا، فهذا ليس وقتاً للسكوت، والخنوع، والهوان، فشعبنا يتعرض للإبادة والتهجير والسرقة والقمع اليومي بكل أشكاله، فلا يجوز الاستكانة والسكوت"، مختتماً إياها بأن "يا أيها الناس قوموا، وقاوموا، قبل الموسيقى، ومع الموسيقى، وفي الموسيقى، وبعد الموسيقى".
أخبار متعلقة :