تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم الـ605 من العدوان، ولليوم الـ77 منذ تنصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم أمريكي سياسي وعسكري غير مشروط.
وشهد جنوب قطاع غزة مجازر دامية، الأحد، راح ضحيتها 60 شهيدًا وأكثر من 200 جريح، إثر استهداف الاحتلال لحشود من النازحين الباحثين عن الغذاء في منطقتي مواصي رفح و"دوار التحلية" جنوب خان يونس.
وأفادت مصادر طبية بأن جثث بعض الشهداء ما زالت تحت الأنقاض أو داخل مناطق يحتلها الجيش الإسرائيلي، ما يصعب عمليات انتشالهم.
وقالت وزارة الصحة إن من بين الضحايا نساء وأطفال، فيما استشهد آخرون نتيجة استهداف مباشر لخيام النازحين قرب برج المهندسين غرب خان يونس.
وشهدت مناطق النصيرات، الشيخ رضوان، وتل الهوى، موجات قصف مكثفة، أسفرت عن استشهاد عائلات بأكملها، من بينها عائلة "السلول" التي فقدت خمسة من أبنائها بينهم طفل رضيع.
ولم تسلم المراكز الطبية، حيث نسف الاحتلال مستشفى نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال غزة، بينما استشهد الطبيب حمدي النجار متأثرًا بإصابته في قصف استهدف منزله، بعد أيام من فقدانه زوجته الطبيبة وأطفاله التسعة.
وفي تقريرها اليومي، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 54,418 شهيدًا و124,190 مصابًا، مشيرة إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام أو في الشوارع دون أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
وواصل الاحتلال قصفه العنيف في الساعات الأخيرة، مستهدفًا مدينة غزة، وحي الشيخ رضوان، وتل الهوا، وجباليا البلد شمالي القطاع، ومناطق في دير البلح وخان يونس ودمر مسجد أنصار في دير البلح، بينما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف للمنازل السكنية في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، وفي مناطق شمال غزة.
الضفة الغربية: اعتقالات وتنكيل واقتحامات واسعة
وبالتزامن مع المجازر المتواصلة في غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في الاقتحامات والاعتقالات، إذ نفذت قوات الاحتلال فجر الاثنين حملات مداهمة في نابلس، رام الله، الخليل، بيت لحم، جنين، وأريحا، أسفرت عن اعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان، بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية.
واعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاث سيدات وأربعة أفراد من عائلة صنوبر في زواتا غرب نابلس، كما استولت على مركبتين في اللبن الشرقية واقتحمت بلدات سالم، دير أبو مشعل، المغير، وحي سطح مرحبا في البيرة، وسط عمليات تفتيش وتخريب للمنازل.
وسجل استشهاد فلسطينيين أحدهما في برقة شمال شرق رام الله، والآخر في أودلا جنوب نابلس، فيما نقل شاب ثالث إلى المستشفى بعد تعرضه لضرب مبرح على يد جندي إسرائيلي عند حاجز قرب أريحا.
وفي تصعيد خطير، أعلنت قوات الاحتلال قرية "خلة الضبع" في مسافر يطا جنوب الخليل منطقة عسكرية مغلقة، وأجبرت سكانها ومتضامنين أجانب على مغادرتها، في خطوة تعد تمهيدًا لتهجير سكانها لصالح التوسع الاستيطاني، كما سيطر مستوطنون على كهف في القرية واعتدوا على الأهالي، وسط مخاوف من طرد السكان بالكامل كما حدث في السابق.
اعتداءات استيطانية وتخريب متعمد
وواصل المستوطنون اعتداءاتهم في الأغوار الشمالية والضفة الغربية، فقاموا بإغلاق مدخل قرية اللبن الشرقية، وأدوا طقوسًا تلمودية تحت حماية جيش الاحتلال، فيما اعتدوا على المزارعين في سهل قاعون شمال بردلة، وأتلفوا محاصيلهم الزراعية ومعداتهم، وسرقوا جرارات زراعية وخزانات مياه.
المشهد الإنساني في أسوأ حالاته
على صعيد آخر، أكد مدير الإغاثة الطبية في غزة، الذي اتهم الاحتلال باستخدام "سياسة القتل بالجوع" واستغلال تجمعات النازحين حول المساعدات كفخ للمجازر، أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية ينذر بكارثة إنسانية شاملة.
وأكدت منظمات المجتمع المدني أن ما يحدث لم يعد مجرد عدوان عسكري، بل إبادة جماعية متعمدة، تستهدف البشر والحجر والمستقبل الفلسطيني بأكمله.
"الأونروا": أكثر من 50 ألف طفل خلال شهر ما بين شهيد وجريح
وفي تقرير صادم، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نحو 50 ألف طفل في قطاع غزة قضوا بين شهيد وجريح خلال العشرين شهرًا الأخيرة.
وأضافت الوكالة أن الأطفال والعاملين في المجالين الطبي والصحفي لا يزالون عرضة للقتل بشكل يومي، مؤكدةً أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى لا يطاق، مع تصاعد خطر المجاعة بفعل منع دخول المواد الغذائية منذ مارس الماضي.
0 تعليق