محادثات روسيا وأكرانيا.. مقترح من أردوغان واتفاق تبادل - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أفضت الجولة الثانية من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت الإثنين في إسطنبول، إلى اتفاق إنساني محدود يقضي بتبادل جثامين 6 آلاف جندي من الطرفين قضوا خلال المعارك، إضافة إلى تفاهم مبدئي حول تبادل أسرى جدد، مع التركيز على المصابين بجروح خطيرة وصغار السن.

إلا أن آمال تحقيق تقدم سياسي فعلي نحو إنهاء الحرب بدت ضئيلة، وسط خلافات جوهرية وتوتر متصاعد عقب هجوم أوكراني واسع بطائرات مسيرة على مطارات عسكرية روسية.

وعُقدت المحادثات في قصر فخم على ضفاف مضيق البوسفور، بحضور وفدين من البلدين، ولم تتجاوز مدتها الساعة، رغم أنها جاءت بعد توقف دام أكثر من عامين منذ آخر لقاء مباشر بين الجانبين عام 2022.

ماذا دار خلال المحادثات؟

وقال وزير الدفاع الأوكراني وكبير المفاوضين، رستم أوميروف، إن كييف تسلمت خلال الاجتماع مسودة اتفاق سلام روسية، وتعمل على مراجعتها.

وأضاف أن أوكرانيا اقترحت عقد جولة جديدة من المحادثات قبل نهاية يونيو، لكنها ترى أن لقاء مباشرا بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي هو السبيل الوحيد لحلحلة القضايا الأساسية العالقة.

كما سلّم الوفد الأوكراني نظيره الروسي قائمة بأسماء الأطفال المرحّلين الذين تقول كييف إن القوات الروسية أبعدتهم قسرا من الأراضي الأوكرانية، مطالبة بإعادتهم إلى ديارهم كجزء من أي تسوية سياسية شاملة. من جهتها، تقول موسكو إن عملية ترحيل الأطفال بأنها جاءت لحمايتهم من مناطق القتال.

وتزامنت المحادثات مع توتر عسكري شديد، بعدما نفذت أوكرانيا، الأحد، أحد أكبر هجماتها الجوية بالطائرات المسيّرة على عمق الأراضي الروسية، مستهدفة 4 مطارات عسكرية ومجموعة من القاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل رؤوس نووية، في ما وصفته موسكو بأنه تصعيد خطير. وأظهرت صور الأقمار الصناعية خسائر كبيرة في المعدات الروسية، رغم تباين الروايات بين الطرفين حول حجم الأضرار.

اقتراح أردوغان

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أعقاب المحادثات، عقد قمة ثلاثية تجمع بوتين وزيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في إسطنبول أو أنقرة، بهدف تحريك جمود العملية السياسية، قائلا إن "الاجتماع في حد ذاته يُعدّ نجاحا، خصوصا بعد أحداث الأمس".

ورغم الانخراط التركي الواضح، تبقى التباينات بين الجانبين الروسي والأوكراني حادة. إذ ترفض كييف أي اتفاق يتضمن تخليها عن أراضيها أو فرض قيود على قوتها العسكرية، وتطالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها. في المقابل، يشترط بوتين، وفق مواقفه المعلنة، انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق تطالب بها موسكو، وتخلّي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف الناتو.

وتسيطر روسيا حاليا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، أي ما يعادل 113 ألف كيلومتر مربع، بعد أن أطلقت هجومها الواسع في 24 فبراير 2022، عقب 8 سنوات من النزاع في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية الأوكرانية.

ووفق تقديرات أميركية، فإن الحرب خلفت أكثر من 1.2 مليون قتيل وجريح منذ اندلاعها.

أما فرص إحلال السلام، فتبدو حتى الآن مرتبطة بتحولات سياسية كبرى قد تشمل انخراطا مباشرا لزعماء كبار، مثل ترامب، الذي عبّر مؤخرا عن رغبته في دفع العملية السلمية، ملوّحا بعقوبات قاسية على روسيا إن لم يُحرز تقدم ملموس.

وفي ظل هذه التعقيدات، تبدو محادثات إسطنبول، رغم ما حققته من تفاهمات إنسانية، خطوة رمزية أكثر منها تحولاً استراتيجياً في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق