عاجل

إيلون ماسك وسام ألتمان.. سباق "على المستقبل" - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

مواجهة غير مسبوقة تلفت الأنظار بين اثنين من أكثر رواد الأعمال تأثيراً وإثارة للجدل، إيلون ماسك وسام ألتمان، فكلاهما يقود مشروعات ضخمة تعيد رسم ملامح الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية، في سباق يتجاوز حدود الابتكار ليشمل النفوذ الاقتصادي والتحكم في مسار التطور التكنولوجي العالمي.

لم تعد المنافسة بين الرجلين محصورة في المختبرات أو ساحات الاستثمار، بل امتدت إلى ملفات حساسة تشمل البنية التحتية الرقمية، أسواق المال، وعلى ما يبدو أيضاً في أروقة المحاكم.. ومع كل خطوة جديدة، يزداد المشهد تعقيداً، حيث تتقاطع المصالح التكنولوجية مع الحسابات الاستراتيجية والتجارية.

يعكس هذا السباق المحتدم معركة أوسع لرسم ملامح المستقبل، حيث يتداخل الذكاء الاصطناعي مع الإنسان، وتتشابك الطموحات الفردية مع رهانات بمليارات الدولارات، في مسار قد يحدد شكل العالم في العقود المقبلة.

أحدث التطورات

يُبرز تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أحدث التطورات في هذا السباق بين الكبيرين في مجال التكنولوجيا:

تستعد شركة OpenAI ومؤسسها المشارك سام ألتمان لدعم شركة ستنافس شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك من خلال ربط الأدمغة البشرية بأجهزة الكمبيوتر، وهو ما يزيد من حدة المنافسة بين رائدي الأعمال المليارديرين. تقوم الشركة الجديدة، التي تسمى Merge Labs، بجمع أموال جديدة بتقييم يبلغ 850 مليون دولار، ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من رأس المال الجديد من فريق المشاريع في OpenAI، وفقاً لثلاثة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالخطط. شجع ألتمان الاستثمار وسيساعد في إطلاق المشروع إلى جانب أليكس بلانيا، الذي يدير World، وهو مشروع هوية رقمية لمسح العين يدعمه أيضًا رئيس OpenAI. ألتمان سيشارك في تأسيس الشركة لكن لن يكون له دور يومي في المشروع الجديد.

تعد شركة Merge واحدة من مجموعة من الشركات الناشئة التي تتطلع إلى الاستفادة من التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي لبناء واجهات أكثر فائدة بين الدماغ والحاسوب.

ويأتي اسمها من ما يصفه الكثيرون في وادي السيليكون بـ "الاندماج"، وهي اللحظة التي يجتمع فيها البشر والآلات معاً.

تهدف الشركة إلى جمع 250 مليون دولار من OpenAI ومستثمرين آخرين، على الرغم من أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى. ولن يستثمر ألتمان شخصياً.

وسيكون المشروع الجديد في منافسة مباشرة مع شركة Neuralink، التي أسسها ماسك في عام 2016، والتي تسعى إلى توصيل الأدمغة مباشرة بأجهزة الكمبيوتر.

وشارك ماسك وألتمان في تأسيس شركة OpenAI، لكن ماسك ترك مجلس الإدارة في عام 2018 بعد صدام مع ألتمان، ومنذ ذلك الحين أصبح الاثنان متنافسين شرسين في سعيهما وراء الذكاء الاصطناعي.

أطلق ماسك شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي، xAI، عام 2023، ويحاول جاهدًا منع تحوّل OpenAI من منظمة غير ربحية عبر المحاكم. تبرع ماسك بمعظم رأس المال الأولي لإطلاق OpenAI.

وتقود شركة نيورالينك مجموعة من شركات ما يسمى بشركات واجهة الدماغ والحاسوب، في حين يتسابق عدد من الشركات الناشئة، مثل شركتي بريسيجن نيوروساينس وسينكرون، من أجل اللحاق بالركب.

شركة جديدة

من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

المنافسة بين سام ألتمان وإيلون ماسك بدأت تأخذ منحى متصاعداً، وأصبحت تتجاوز الإطار القضائي والعام، ما سينعكس على الأسواق المالية وقطاع التكنولوجيا بطرق متعددة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. من أبرز التأثيرات الإيجابية، تعزيز الابتكار وزيادة الاستثمارات، إذ أطلق ألتمان شركة Mirage Labs بهدف المنافسة مع Neuralink، المتخصصة في واجهات الربط بين الدماغ والحاسوب. هذه المنافسة القوية في مجال الذكاء الاصطناعي تشجع على زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، وابتكار تقنيات جديدة، مما يدعم نمو قطاع التكنولوجيا بشكل عام.

ويضيف صليبي أن المنافسة تسهم في رفع تقييم الشركات المعنية؛ فبيع الحصص يمكن أن يرفع تقييم بعضها إلى نحو 500 مليار دولار، متجاوزة بذلك قيمة SpaceX المقدرة بين 350 و400 مليار دولار. وهذه الأرقام الضخمة تعزز ثقة المستثمرين، إذ تؤدي إلى ضخ مزيد من الأموال في القطاع، ما ينعكس إيجابياً على السوق.

الأمر الإيجابي الآخر يتعلق بالبنية التحتية للتكنولوجيا، حيث يزداد التركيز عليها، مثل مشروع Stargate، الذي يخطط لاستثمار يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية بحلول عام 2029. ورغم تأخر انطلاق المشروع، فإن الاهتمام المتزايد به يسلط الضوء على أهمية هذا القطاع في المرحلة المقبلة.

أما من ناحية التحديات السلبية، فتبرز الأزمات القانونية وتأثيرها على السمعة والاستقرار، مثل الدعوى التي رفعها ماسك ضد OpenAI بشأن طبيعتها غير الربحية الأصلية، ورد OpenAI بمقاضاته في أبريل الماضي. هذه النزاعات قد تخلق حالة من الاستنزاف القانوني وتؤثر على ثقة المستثمرين، وفق صليبي.

كذلك، يرى أن تشتت انتباه المستثمرين نتيجة النزاعات المتكررة على المنصات، والاتهامات المتبادلة، خصوصاً فيما يتعلق بالتلاعب بالخوارزميات أو ممارسات تجارية غير نزيهة "قد يثير توتراً ويدفع بعض المستثمرين للابتعاد عن هذه المنصات والتقنيات."

صدام من نوع آخر

ويشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى حلقة أخرى من حلقات الصراع بين إيلون ماسك وسام ألتمان:

كان هناك خلاف علني بين ماسك وألتمان، الذي ساعد في تأسيس OpenAI قبل عقد من الزمان مع مجموعة من المؤسسين المشاركين الآخرين، مما أدى إلى معركة قانونية العام الماضي، حيث اتهم ماسك ألتمان بخرق العقد للتخلي عن مهمة تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي. اتخذت حرب الكلمات والدعاوى القضائية منعطفاً دراماتيكياً آخر يوم الاثنين، عندما هدد ماسك شركة آبل باتخاذ إجراء قانوني "فوري" بشأن انتهاكات مزعومة لمكافحة الاحتكار. تتمثل شكوى ماسك، التي عبّر عنها على موقعه للتواصل الاجتماعي X، في أن آبل تُفضّل برنامج ChatGPT من OpenAI على برنامج الدردشة Grok من X في متجر التطبيقات. كتب ماسك، دون الاستشهاد بأي دليل: "تتصرف شركة آبل بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي باستثناء OpenAI الوصول إلى المركز الأول في متجر التطبيقات، وهو انتهاك واضح لمكافحة الاحتكار.. ستتخذ xAI إجراءات قانونية فورية".

دخلت أبل في شراكة مع OpenAI في منتصف عام 2024 لدمج ChatGPT في منتجاتها من أجهزة iPhone وiPad وMac المحمولة والمكتبية.

ورد ألتمان سريعًا على اتهامات ماسك، قائلاً: "هذا ادعاء لافت للنظر بالنظر إلى ما سمعته من ادعاءات بأن إيلون يتلاعب بـ X لصالح نفسه وشركاته الخاصة وإلحاق الضرر بمنافسيه والأشخاص الذين لا يحبهم".

استشهد ألتمان بتقرير صدر عام 2023 من موقع أخبار التكنولوجيا Platformer والذي وصف كيف أجرى ماسك، بعد الاستحواذ على "إكس" تغييرات شاملة في المنصة وأنشأ نظاماً خاصاً لإظهار جميع تغريداته أولاً .

وقال ألتمان إنه إذا انتهى الأمر بماسك إلى رفع دعوى قضائية، فإنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى "اكتشاف مضاد في هذا الشأن"، مضيفًا أنه وكثيرين غيره "سيحبون معرفة ما كان يحدث".

إيجابيات وسلبيات المنافسة

من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة  Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

المنافسة بين سام ألتمان وإيلون ماسك، مثل أي منافسة أخرى، تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، خاصة وأنهما من أبرز الشخصيات المرتبطة بمجال الذكاء الاصطناعي. من الإيجابيات أن هذه المنافسة تدفع نحو الابتكار وتعزز نمو القطاع، مما يجذب استثمارات ضخمة من مستثمرين كبار. على سبيل المثال، يقترب تقييم شركة OpenAI من 500 مليار دولار، بينما يتراوح تقييم SpaceX بين 300 و400 مليار دولار، وهذه الأرقام تعكس الثقة الكبيرة بالقطاع. كما نشهد توجهاً متزايداً للاستثمار في الشركات الناشئة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والصناعات التنافسية، وهو أمر إيجابي للأسواق. لكن على الجانب الآخر، قد تؤدي هذه المنافسة الشديدة أحيانًا إلى نزاعات قانونية، مثل الدعوى التي رفعها ماسك ضد شركة أبل، ما قد يدفع الهيئات الرقابية لتشديد الإجراءات، ويخلق حالة من عدم الاستقرار ويثير بعض الحذر لدى المستثمرين.

في النهاية، ورغم وجود السلبيات، يرى يرق  أن الإيجابيات ستطغى على المدى الطويل، نظراً لكون هذا القطاع واعداً للغاية وقادراً على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد والتكنولوجيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق