"سبين سليم النجار"، الطفلة الفلسطينية التي أراد القدر أن تكون أحد المصابين بالمرض المناعي "بغيلان باريه"، كانت ضحية التلوث الذي انتشر في كل أرجاء غزة بفعل العدوان الإسرائيلي، ولم تكتف إسرائيل بتشريد أسرتها وتجويعهم، لكن بسبب استهدافها محطات الصرف الصحي واختلاطها بالمياه الجوفية ما أدى لتلوث المياه وانتشار هذا المرض الخطير داخل القطاع.

الطفلة سبين سليم النجار بعد الإصابة
الممرض "سليم النجار"، بمستشفى ناصر الطبي، يكشف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، طبيعة مرض ابنته التي أصبحت تحتاج إلى رعاية طبية خاصة لا تتوافر في المنظومة الصحية بغزة بعد أن تدمرت بفعل استهدافات الاحتلال للمستشفيات ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
ويقول "النجار"، إن ابنته بدأت لديها أعراض المرض منذ يوم الخميس 10 يوليو، بعد شهورها بازدواجية في الرؤية وبعض الضعف العام بالجسم، ليزداد الضعف أكثر في اليوم التالي وأصبحت تسقط فجأة بعد خطوات قليلة وحتى لو كانت تمشي بمساعدة أحد اخوتها.
"يوم السبت أصبحت غير قادرة تماما على الحركة ولا تغيير وضع جسمها أثناء النوم وأصبح لديها ضعف عند البلع والكحة وانخفض صوتها"، هكذا يشرح سليم النجار تزايد أعراض المرض لدى ابنته مما دفعه لحملتها إلى المستشفى وتدخل العناية المركزة وبدأ الأطباء بإعطائها علاج الغلوبيولين المناعي الوريدي، بعدما تم تشخيصها بمرض "غيلان باريه" أو الشلل الحاد الصاعد.

الطفلة سبين سليم النجار قبل الإصابة
ويتابع: "يوم الأحد ازداد الوضع التنفسي سوءا وتم توصيلها على جهاز التنفس الصناعي وتخدير عام ومكثت لمدة 18 يوما وبعد ذلك تم عمل فتحة من العنق للتنفس وبعد يومين من الفتحة تم فصلها عن التنفس الصناعي وأصبحت تتنفس مع هواء الغرفة ولكن مع استمرار الضعف العام في جميع العضلات وعدم الحركة".
ويواصل سليم النجار الحديث عن الحالة الصحية لابنته قائلا :" في اليوم الـ20 بدأ البلع يتحسن تدريجيا وأصبحت تحرك أطرافها بشكل بسيط وأصبحت الآن تعالج بقسم الأطفال، حيث تمكث من أجل العلاج التأهيلي".
ويؤكد أن ابنته بحاجة للغذاء المدعم والأدوات المساعدة في التنقل وإلا أن الوضع بغزة سئ للغاية وهذا ما يؤخر عملية التعافي من المرض، متابعا :"نحن بحاجة للكثير من المساعدة في أبسط وأكبر الاحتياجات لأن الحياة معدومة داخل القطاع بفعل استمرار الحرب".
0 تعليق