قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عرضه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال لقائهما، الجمعة، في قمة ألاسكا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين على المقترحات، التي قدمها بوتين لترامب لإنهاء الحرب، أن المقترحات التي قدمت استندت إلى مناقشة جرت بين قادة في أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، مشيرين إلى أن المعلومات غير مكتملة.
وأورد المصدران أن ترامب أطلع زيلينسكي والقادة الأوروبيين على تفاصيل محادثته في قمة ألاسكا مع بوتين، صباح السبت.
ووفقا لما نقلته وكالة "رويترز" فإن عرض بوتين لا يشمل وقف إطلاق النار، قبل التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
لكن الرئيس الأوكراني ألح إلى ضرورة وقف إطلاق النار، قبل التوصل إلى اتفاق شامل.
وبحسب المقترح الروسي ستنسحب كييف بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد، مقابل تعهد روسي بتجميد خطوط القتال في منطقتي خيرسون، وزابوريجيا جنوبا، وفقا للمصادر.
من جهتها رفضت أوكرانيا مسبقا الانسحاب من أراضيها مثل دونيتسك، التي تتمركز فيها قواتها، وتعتبرها كييف خط دفاع استراتيجي يمنع الروس من التوغل في أعماق أراضيها.
وفقا للمصادر، ستعيد موسكو مساحات صغيرة من الأراضي التي احتلتها في شمال منطقة سومي، وشرق منطقة خاركيف.
وبسطت روسيا سيطرتها على مناطق من جيوب في سومي وخاركيف تبلغ مساحتها نحو 440 كلم.
بالمقابل تسيطر أوكرانيا على نحو 6600 كلم مربع دونباس، المكون من دونيتسك ولوغانسك، الذي تدعي روسيا أنه جزء من أراضيها.
اعتراف من البيت الأبيض
وأوضح المصدران أن بوتين يسعى أيضا للحصول على اعتراف رسمي من البيت الأبيض بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها سنة 2014.
لكن الأميركيين لم يعلنوا ذلك بوضوح، ولم يتضح ما إذا كان المطلوب اعترافا من الحكومة الأميركية فقط، أم من جميع القوى الغربية وأوكرانيا معا.
لكن كييف وحلفاءها الأوروبيين يرفضون الاعتراف رسميا بسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم، وفقا لذات المصدر.
رفع العقوبات وعضوية "الناتو"
هذا، واقترح بوتين أيضا رفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا، لكنه لم يحدد ما إذا كان الأمر يشمل العقوبات الأميركية فقط، أم الأوروبية أيضا.
وقال ترامب، الجمعة، إنه لا يرى حاجة ملحة لفرض رسوم انتقامية على الدول التي تشتري النفط الروسي الخاضع للعقوبات الغربية، لكنه قد يضطر لذلك في "غضون أسبوعين أو ثلاثة"، بحسب قوله.
وبموجب المقترحات أيضا ستحرم أوكرانيا من عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالمقابل ستمنحها روسيا بعض الضمانات الأمنية بحسب المصادر.
اللغة الروسية وعمل الكنيسة
وأضافت المصادر أن روسيا تطالب بمنح اللغة الروسية وضعا رسميا في بعض المناطق الأوكرانية، أو في عموم البلاد، إلى جانب السماح للكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالعمل بحرية في الأراضي الأوكرانية.
وكانت أوكرانيا قد أقرت قانونا يحظر جميع المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، واتهمت الكنيسة الأرثوذكسية بدعم الحرب الروسية ونشر الدعاية الموالية لروسيا وإيواء الجواسيس، لكن الكنسية نفت ذلك.
وقالت رويترز أنه لم يتضح ما إذا كانت مقترحات بوتين مجرد مناورة لفتح باب التفاوض، أم عرضا نهائيا غير قابل للنقاش.
وجاء هذا بعد يوم واحد من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، يوم الاثنين، لبحث إمكانية التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب المستعرة منذ فبراير 2022.
ورغم فشل القمة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار كما كان ترامب يأمل، قال الأخير في مقابلة مع شون هانيتي على قناة "فوكس نيوز" إنه وبوتين ناقشا قضايا تتعلق بتبادل الأراضي وضمانات أمنية لأوكرانيا، وإنهما "توصلا إلى اتفاق واسع".
وأضاف: "أعتقد أننا قريبون جدا من صفقة"، لكنه استدرك قائلا: "أوكرانيا يجب أن توافق عليها. ربما يقولون (لا)"
0 تعليق