ميليشيا الحوثي تحول جزيرة كمران إلى ”سجن جماعي” وتعزل سكانها عن العالم الخارجي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في تصعيد خطير يُضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، كشف مسؤولون محليون في محافظة الحديدة غرب اليمن أن الجماعة الانقلابية حولت جزيرة "كُمران"، الواقعة شمال غرب المحافظة، إلى ما يشبه السجن الجماعي المغلق، وفرضت عليها عزلة تامة بعد قطع جميع وسائل الاتصال عنها ومنع سكانها من الخروج أو التواصل مع ذويهم أو الجهات الخارجية.

ووصفت المصادر المحلية هذا الإجراء بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، تُعد انتهاكاً صارخاً لجميع المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، لاسيما حق حرية التنقل والاتصال. وأكدوا أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التوترات بعد موجة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين داخل الجزيرة خلال الأيام الماضية، حيث تجاوز عدد الغارات الثمانين غارة، مما دفع الجماعة إلى شن حملة انتقامية واسعة النطاق طالت المدنيين العزل.

اعتقالات تعسفية واتهامات بالتجسس

وقال نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في الحديدة، غالب القديمي، إن الميليشيا شنت حملة اختطافات واسعة طالت العشرات من أبناء جزيرة كُمران، الذين اتهمتهم زوراً بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، دون تقديم أي أدلة أو مسوّغ قانوني لما تقوم به.

وأوضح القديمي أن العديد من المعتقلين لا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما تتعرض عائلاتهم إلى ضغوط متزايدة منعاً لهم من الحديث علناً عن الانتهاكات، مشيراً إلى أن عمليات الاعتقال تتم غالباً دون أوامر قضائية وبأسلوب امني تعسفي يخلو من أي مظاهر للقانون.

حملة اعتقالات جديدة تستهدف موظفين مدنيين في الحديدة

وفي سياق متصل، شنّت الميليشيا الحوثية حملة اعتقالات جديدة في مدينة الحديدة، طالت عدداً من الموظفين المدنيين في شركة النفط اليمنية، من بينهم أحمد طالب خان، رئيس قسم العلاقات العامة، والدكتور رامي علي حناب، نائب مدير الشؤون التجارية، وهو ما أثار حالة من الاستياء والغضب بين صفوف المواطنين وسط تخوفات من ممارسات تعسفية قد يتعرض لها المعتقلون.

وتؤكد مصادر محلية أن الاعتقالات تمت بدون أي تهم محددة أو تبرير قانوني، وأن الجماعة ترفض حتى الآن الإفصاح عن أماكن احتجاز هؤلاء الموظفين، في سابقة تضيف المزيد من الضبابية على الوضع الإنساني في المدينة المنكوبة.

نداء استغاثة لتدخل دولي عاجل

ودعا غالب القديمي المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التحرك الفوري والضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج عن المختطفين وإيقاف الحملات الأمنية التعسفية التي تطال المدنيين الأبرياء، خاصة في جزيرة كمران التي أصبحت رمزاً للعزلة والقمع والانتقام الجماعي.

وحذر المسؤول المحلي من أن الوضع في الجزيرة يتفاقم بشكل خطير، مؤكداً أنها تحولت إلى "جزيرة رعب" يحكمها القمع والأمن الذاتي للجماعة المسلحة، محذراً من أن تتحول إلى مسرح لجرائم مأساوية ضد الإنسانية إذا لم يتم التدخل الدولي السريع.

منظمات دولية تشدد على خطورة الوضع

وعلى الرغم من تنامي الانتهاكات الحوثية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أن المجتمع الدولي يظل شاهداً صامتاً أمام ما يحدث، بحسب تصريحات نشطاء ومسؤولين محليين، الذين يطالبون منذ فترة طويلة بتحريك آليات الرقابة الدولية وتقديم مرتكبي الانتهاكات إلى العدالة.

وكانت تقارير سابقة قد أكدت أن ميليشيا الحوثي تستخدم أساليب القمع والاعتقالات التعسفية، والسجون السرية، وممارسة التعذيب النفسي والجسدي، كوسيلة للهيمنة والتخويف، ليس فقط ضد الخصوم السياسيين بل أيضاً بحق المدنيين العاديين المتهمين زوراً بالتعامل مع أطراف خارجية.

السكان يناشدون العالم اتخاذ موقف

في المقابل، عبر سكان محليون من جزيرة كمران ومحافظة الحديدة عن أسفهم البالغ لانعدام الدعم الدولي، مشيرين إلى أن عزلة الجزيرة وقطع الاتصال عنها يزيد من معاناة الأهالي ويمنع وصول المساعدات الإنسانية أو حتى نقل صوتهم إلى الجهات المعنية.

وقال أحد أقارب المعتقلين لـ"العربية.نت": "لم نعد نعلم شيئاً عن مصير ذويهنا، ولا حتى ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا، وكل محاولاتنا للتواصل معهم باءت بالفشل بسبب منع الحوثيين لأي اتصال مع الجزيرة".

ويأمل السكان أن تُترجم النداءات الإنسانية إلى فعل حقيقي على الأرض، وتُوقف هذه الجرائم التي تستهدف وجودهم النفسي والجسدي، بينما يستمر العالم في الصمت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق