وصف وكيل محافظة صعدة في الحكومة اليمنية الشرعية، علي الحماطي ، الوضع الإنساني والسياسي في محافظة صعدة، المعقل التاريخي لمليشيا الحوثي الانقلابية شمال اليمن، بأنها "تحولت إلى سجن كبير يعصره الصمت الثقيل"، مؤكدًا أن السكان هناك يعيشون واقعًا إنسانيًا كارثيًا جراء الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها المليشيا بحقهم.
وفي تصريحات له وجه الحماطي نداءً عاجلاً إلى المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي والإعلام العالمي، داعيًا إلى التحرك الفوري لفضح ما وصفه بـ"جرائم ضد الإنسانية" تُرتكب يوميًا داخل أزقة ومدن المحافظة، والتي ظلت بعيدة عن الأضواء الدولية لسنوات طويلة.
قمع ممنهج وإخفاء قسري
وأكد الحماطي أن المواطنين في صعدة يعانون من قمع ممنهج تنفذه مليشيا الحوثي بحق كل من يخالفها الرأي أو يتمسك بهوية مستقلة، مشيرًا إلى أن هذه المليشيا اعتادت على اختطاف المواطنين، وإخفائهم قسريًا لسنوات، دون أي تدخل من أي جهة رقابية أو حقوقية.
وقال: "المواطنون الذين يجرؤون على انتقاد سياسات المليشيا، أو حتى مجرد التعبير عن آرائهم السياسية أو الاجتماعية المختلفة، يُلقى القبض عليهم ويتم إيداعهم في سجون سرية مكتظة منذ أكثر من عشر سنوات، يتعرض فيها المعتقلون للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد، وفي غياب كامل لأي شكل من أشكال العدالة أو المحاكمات القانونية".
حملة اعتقالات جماعية قبل أسبوعين
وأوضح الحماطي أن مليشيا الحوثي نفذت قبل أسبوعين فقط حملة اعتقالات جماعية طالت العشرات من المدنيين في مختلف مديريات المحافظة، تم نقلهم إلى مواقع عسكرية تتبع الجماعة، وهي أماكن معروفة بأنها أهداف محتملة للضربات الجوية، وهو ما يُعد -بحسب تعبيره- "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني"، وتعريضًا متعمدًا لحياة المدنيين للخطر.
وأضاف: "هذه الممارسات ليست جديدة، لكن وتيرتها زادت بشكل ملحوظ بعد بدء الضربات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين في مارس الماضي، حيث اتهمت المليشيا المدنيين بتوفير الإحداثيات للمقاتلات، وهو اتهام باطل وغير مبرر، استخدمته كذريعة لتصعيد حملاتها الأمنية".
جرائم ضد الإنسانية وخرق للاتفاقيات الدولية
وشدد الحماطي على أن هذه الانتهاكات المتكررة والممنهجة ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية"، وفقًا للقوانين الدولية والأعراف المتفق عليها، كما أنها تمثل خروقات جسيمة للاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقيات جنيف الأربع، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية.
ودعا وكيل المحافظة جميع المنظمات الحقوقية، خاصة الأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لتوثيق هذه الجرائم، وتقديم الدعم اللازم للضحايا الذين قال إنهم "يعيشون في ظلمات السجون وآلام الاختفاء القسري، بينما يمر العالم بصمت".
صعدة رمز للرفض المكبوت
وأشار الحماطي إلى أن صعدة، التي تُصورها المليشيا على أنها "قلعة حاضنة لها"، هي في الحقيقة اليوم "رمز للرفض الشعبي المكبوت"، وأن غالبية أبنائها يعيشون تحت وطأة الخوف والقمع، ولا يملكون حرية التعبير عن رأيهم بسبب القبضة الأمنية الحديدية التي فرضتها الجماعة.
وأكد أن الشعب الصعدي لا يمثل بالضرورة تأييدًا للمليشيا، بل هو ضحية لتلك الأيديولوجية المتطرفة التي تستخدم العنف والترهيب كوسيلة للبقاء في الحكم، مضيفًا: "صعدة كانت وستظل أرض الرجال الأحرار، وستعود إلى حضن الوطن الحقيقي عندما تسقط المليشيا وتنكشف زيف روايتها".
دعوة للتحرك الدولي
في ختام تصريحاته، ناشد الحماطي المجتمع الدولي، وخاصة الدول الراعية للسلام في اليمن، أن "لا يغضوا النظر عن هذه الكارثة الإنسانية التي تحدث في صعدة، وأن يكونوا صوتًا للضحايا الذين لا صوت لهم، ويدافعوا عن حقهم في الحياة والحرية والكرامة".
0 تعليق