في حدثٍ لافت ومُلهِم شهدت مدينة عدن، صباح اليوم، إقامة حفل ضخم بمناسبة تخريج الشابة مريم عبد الله عبدربه، ابنة مدير عام المالية في وزارة الدفاع، من الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، لتُصبح أول كابتن طيار أنثى تتخرج من هذه المؤسسة التعليمية المرموقة، وتحمل على صدرها شهادات طيران دولية معتمدة.

وحظي الحفل بحضور رسمي وشعبي لافت، حيث توافد عدد كبير من أفراد المجتمع المدني، ومسؤولين حكوميين، وأقارب وأصدقاء المُتخرجة، الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بهذا الإنجاز الوطني والشخصي في آن واحد. وسط أجواء مفعمة بالفرح والفخر، استلمت مريم رخصتها كطيار خاص، إلى جانب رخصة الطيران بأهلية العدادات، بالإضافة إلى رخصة طيار تجاري، وهي الشهادات التي تُؤهلها لممارسة مهنة الطيران بمختلف أنواعها داخل اليمن وخارجه.

وتُعد مريم عبدربه، من مواليد مدينة عدن، نموذجًا مُضيئًا للمرأة اليمنية الطامحة، التي تتحدى الصعوبات وتخطو بثقة نحو قطاعات كانت تعد تقليديًا حكرًا على الرجال. وتأتي تخرجها من الأكاديمية المصرية بعد سنوات من الدراسة والتدريب المكثف داخل جمهورية مصر العربية، ضمن برنامج تعليمي يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ويُخضع الطلاّب لاختبارات دقيقة قبل منحهم التراخيص المعتمدة.

ويُذكر أن مريم عبدالله عبدربه قد سبق لها المشاركة في عدد من الفعاليات الشبابية والتعليمية التي تهدف إلى تشجيع الفتيات على دخول المجالات العلمية والتقنية، كما أنها نالت إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لما تمثله من مصدر فخر وطني ومحلي.

وفي كلمة مؤثرة ألقتها خلال الحفل، أعربت مريم عن اعتزازها البالغ بهذا الإنجاز، مشيدةً بدعم أسرتها، وبالأخص والدها الذي وقف خلفها منذ البداية، كما وجهت شكرها الخاص إلى كل من وقف معها خلال رحلتها التعليمية، مؤكدةً أنها ستواصل العمل والسعي لرفع اسم بلادها عاليًا في سماء الوطن العربي والعالم.

ويأمل العديد من الشباب والشابات في اليمن أن تكون قصة مريم عبدربه بداية لانطلاق المزيد من المواهب اليمنية في مجال الطيران والمجالات الأخرى المتقدمة، ليؤكد الجميع أن الإرادة والإصرار هما السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام، مهما كانت التحديات.