احتفلت الجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية، مساء أمس الأحد، بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، في أجواءٍ وطنية عكست مدى ارتباط الأردنيين بوطنهم واعتزازهم بإنجازاته، وذلك خلال حفلٍ رسمي احتضنته العاصمة الرياض، برعاية سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة العربية السعودية، الدكتور هيثم أبو الفول؛ بحضور شخصيات دبلوماسية وإعلامية، وعددٍ من أبناء الجالية الأردنية.

وأكَّدَ السفير الأردني في كلمته خلال الحفل، أن هذه المناسبة تمثل محطة وطنية مشرقة في مسيرة الأردن، ويوماً تتجدّد فيه مشاعر الفخر والاعتزاز بما تحقّق من إنجازاتٍ في ظل القيادة الهاشمية، مشيراً إلى أن الاستقلال هو ثمرة كفاح الشعب الأردني وقيادته الرشيدة.

وقال: "يسرني أن أكون بينكم اليوم للاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً. إنها ذكرى يوم نال فيه الأردن استقلاله بكل كرامة وشرف، وسار على طريق البناء والتقدم، ليصبح وطنًا يُحتذى به في الأمن والاستقرار والنهضة".

وأضاف: "نستذكر في هذا اليوم تضحيات الآباء والأجداد الذين وضعوا أسس دولة المؤسسات، دولة الريادة والحداثة، دولة تحفظ كرامة الإنسان وتصون حريته وتوفر له الأمن والأمان. واليوم، يواصل الأردن بقيادته الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، المُضي قدماً بكل عزيمةٍ واقتدارٍ نحو مستقبل أكثر إشراقًا".

وأشار إلى أن الأردن، منذ الاستقلال، ظل نصيراً لقضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المملكة تواصل أداء دورها التاريخي في الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهو التزامٌ ثابتٌ في السياسة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

وفي حديثه عن العلاقات الأردنية - السعودية، عبّر أبو الفول؛ عن فخره بالمستوى المتميز لهذه العلاقات وعمق الروابط التي تجمع الشعبين والقيادتين، وقال:

"نعتز بعلاقاتنا الأخوية الراسخة مع المملكة العربية السعودية، التي تتعزّز يوماً بعد يومٍ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-".

شهد الحفل، الذي نظّمه ملتقى النشامى للجالية الأردنية، فقرات متنوّعة بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم السلامين الوطنيين السعودي والأردني، تلتها كلمات ترحيبية، وقصيدة شعرية، وفيلم وثائقي عن الأردن وتاريخه، إضافة إلى فقرة الدبكة الأردنية الشعبية التي تفاعل معها الحضور.

من جانبه، قال رئيس ملتقى النشامى في السعودية، السيد توفيق حماد، في تصريح لـ «سبق»: "نرفع أسمى آيات التهاني لجلالة الملك عبدالله الثاني، والأسرة الهاشمية الكريمة، ونعبّر عن خالص شكرنا للمملكة العربية السعودية التي نعيش على أرضها بكل حبٍ واحترامٍ، ونعتبرها بلدنا الثاني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. فهي بلدٌ يجمعنا بها الدين، والدم، والعادات، والتاريخ المشترك".

وأضاف: "نحتفل بعيد استقلال الأردن بكل فخرٍ، كما نحتفل سنوياً باليوم الوطني السعودي، فالعلاقة بين الشعبين أخوية صادقة، ونحن نشعر هنا بين أهلنا، وهذا من فضل القيادة السعودية الحكيمة. فنحن أشقاء الدم والمصير، ونعتز بوجودنا بين أهلنا وعزوتنا وسندنا، الأشقاء السعوديين".

وقال هيثم عبيدات لـ «سبق»: "إن ذكرى الاستقلال تجسّد كرامة الوطن وعزته، وتخلد تضحيات الآباء المؤسسين، مؤكداً أن الأردنيين في السعودية يحتفلون بهذه المناسبة باعتزاز وفخر كبيرين".

من جانبها، عبّرت السيدة فائزة عبدالعال (أم رعد)، إحدى المشاركات في الحفل، لـ «سبق»، عن سعادتها الكبيرة بحضور هذه المناسبة، وقالت: "نحتفل ببلدنا الأردن ونحن في بلدنا الثاني السعودية، التي لم نشعر فيها يوماً أننا غرباء. ونسأل الله أن يديم الأمن والرخاء على البلدين الشقيقين".

وشدد المهندس عبدالله المساعيد؛ في حديثه لـ «سبق»، على عُمق العلاقات الأخوية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بالمملكة العربية السعودية، قائلاً: "ما بيننا أكثر من مجرد علاقات دبلوماسية، فهناك روابط قربى ونسب وعشائر وتاريخ مشترك، ونسأل الله أن يديم الأمن والاستقرار على البلدين قيادةً وشعباً".

وفي ختام الحفل، قام السفير الدكتور هيثم أبو الفول؛ بتكريم عددٍ من الجهات المنظّمة والداعمة للفعّالية، موجهاً الشكر لكل مَن أسهم في إنجاح الحفل، ومشيداً بصورة الجالية الأردنية المشرّفة في السعودية، ودورها البناء في تمثيل الوطن خير تمثيل.