الاحتلال يدمّر المنطقة الغربية الشمالية لمحافظة شمال غزة بالكامل - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب عيسى سعد الله:


كشفت بضع دقائق تمكّن خلالها بعض من سكان منطقة شمال غربي بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، من العودة إليها بعد انسحاب قوات الاحتلال منها صباح أول من أمس، عن دمار هائل ومجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق ما تبقى من منازل وآبار مياه وحقول زراعية.
فبعد أكثر من شهر من اجتياح قوات الاحتلال للمنطقة بعد طرد سكانها منها، حظي بعض المواطنين بفرصة العودة إلى مناطقهم وتفقدها لدقائق معدودات، قبل أن تعود قوات الاحتلال مجدداً لقصف المنطقة وقتل وجرح عدد كبير من المواطنين.
وأفاد عدد من هؤلاء المواطنين الذين تمكنوا من الهرب والنجاة من القصف، بأن قوات الاحتلال لم تبق منزلاً أو منشأة أو بئر مياه في المنطقة التي يغلب عليها الطابع الزراعي، إلا ودمرته بالكامل.
وأوضح هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الأيام" أنهم وجدوا صعوبات بالغة في التعرف على معالم المنطقة التي تضم أحياء السيفا والعطاطرة والسلاطين.
وقال المواطن محمود العطار إنه وجد صعوبات بالغة في التعرف على ملامح الشارع المؤدي إلى منزله، الذي لم يجد منه إلا كمية محدودة جداً من الردم.
وأوضح العطار أنه قرر التوجه إلى الحي للاطمئنان على منزله بعد أن تناهى إلى مسامعه انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة صباح أول من أمس، ولكنه صدم كآلاف المواطنين الذين عادوا لتفقد منازلهم، من هول الدمار وما حل في الحي من دمار وتغيير كبير في معالمه.
وأشار العطار إلى أن الاحتلال دمّر جميع آبار المياه في المنطقة التي كانت تشكل الدافع الأكبر لبقاء السكان في الحي، والذي تعرض لدمار كبير على مدار الاجتياحات السابقة.
وأوضح أن العودة للسكن في الحي شبه مستحيلة بسبب تدمير جميع المنازل ومقومات الحياة، خاصة شبكة المياه التي كان يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية والعملية.
ولفت العطار إلى أن مباغتة قوات الاحتلال بقصفهم خلال تفقدهم المنازل حالت دون تمكنهم من استصلاح أي شيء من تحت الأنقاض.
ولم يختلف الحال كثيراً في منطقة القرعة الخامسة القريبة من حي العطاطرة، حيث بدت وكأنها منطقة أشباح بعد استكمال قوات الاحتلال تدمير المباني التي سلمت من الدمار خلال الاجتياح الأخير الذي سبق التهدئة الأخيرة.
ولم يتمكن معظم السكان من التعرف على مساكنهم ومنازلهم بسبب الدمار الكبير، وعمليات التجريف العميقة التي طالت الشوارع والحقول الزراعية وأكوام الردم.
واضطر السكان إلى مغادرة الحي على وجه السرعة، تاركين خلفهم عدداً من جثامين الشهداء بسبب شدة القصف الذي نفذته الدبابات المتمركزة على بعد مئات الأمتار شمالاً، وكذلك الطائرات المسيّرة التي شاركت بقوة في إطلاق النار على المواطنين العائدين إلى مناطقهم.
وأوضح المواطن هاني غبن، أحد سكان الحي، أن جميع مناحي الحياة اختفت بما فيها بعض مخيمات النزوح التي أقيمت في المنطقة، ولم تبق قوات الاحتلال لها أي أثر، إضافة إلى تدمير جميع المنازل والبيارات والحقول الزراعية التي لم يمضِ على زراعتها إلا أيام قليلة.
وأكد غبن أن قوات الاحتلال لم تمهل المواطنين وقتاً كافياً لتفقد جميع أنحاء الحي، الذي بات منطقة أشباح تسكنها الكلاب الضالة والقوارب والقطط الجائعة.
ومع حلول ساعات الظهيرة لم يتمكن أي مواطن من دخول المنطقة الممتدة من شارع البحر جنوباً، وحتى الحدود الإسرائيلية شمالاً.
وتحدث شهود عيان عن استشهاد عدد كبير من المواطنين داخل المنطقة، ولم يستطع أي أحد إجلاءهم بسبب شدة القصف، وخضوعها لرقابة جوية وبحرية مشدّدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق