23 أبريل 2025, 1:43 مساءً
أقامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وضمن جهودها المستمرة في ترسيخ الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي ندوة "نجوم صاعدة في الذكاء الاصطناعي 2025"، والتي جمعت أبرز العقول الشابة في بدايات مسيرتهم الأكاديمية، لإطلاق حوارات إبداعية، وتحفيز أفكار جديدة، وتعزيز التعاون البحثي. وقد عززت هذه الندوة من مكانة كاوست كمؤسسة بحثية محورية في مجال الذكاء الاصطناعي داخل المملكة، وعلى المستوى العالمي.
وقال رئيس كاوست، البروفيسور إدوارد بيرن "نحن في كاوست ملتزمون ببناء بيئة تزدهر فيها الأفكار، وتنبثق منها الاكتشافات، ويتحقق فيها التأثير. ولدينا قناعة راسخة بالدعم طويل الأمد للمواهب الاستثنائية". وأضاف "العلاقات التي تنشأ هنا بين الزملاء المستقبليين والشركاء البحثيين والموجِهين، سيكون لها دور كبير في تشكيل مساراتهم المهنية – وقد تؤثر أيضًا على مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا".
ووفرت النسخة الرابعة من هذه الندوة التي نظمها مركز التميّز للذكاء الاصطناعي التوليدي في كاوست، في الفترة من 7 إلى 10 إبريل، منصة لـ 25 باحثًا صاعدًا – من طلبة الدكتوراه وزملاء ما بعد الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس المبتدئين - لتقديم أعمالهم التي تم قبولها أخيرًا في مؤتمرات الذكاء الاصطناعي رفيعة المستوى، بما في ذلك مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية، والمؤتمر الدولي لتعليم الآلة، ومؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأنماط.
وقال رئيس المركز البروفيسور برنارد غانم، "هؤلاء النجوم الصاعدة يأتون إلى كاوست؛ لأنهم يدركون أهمية كاوست في مجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي". وأوضح أن الندوة تمثل فرصة استراتيجية لمواهب الجامعة في هذا المجال لإبراز أبحاثهم الريادية في الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعليم الآلة والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية.
وأضاف "إنها فرصة لتبادل المعرفة، وابتكار الأفكار، وبناء الشراكات"فعلى سبيل المثال، قدّم طلبة من المرشحين لدرجة الدكتوراه وباحثي ما بعد الدكتوراه في مجموعة البروفيسور يورغن شميدهوبر مشروعات تتراوح بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع اكتشاف المواد – خصوصًا في التطبيقات المتعلقة بالمناخ – إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي ذاتية التعلم، وإطار عمل لبناء منظومات تعاونية بين الوكلاء، وأساليب جديدة لفهم الوسائط المعقدة وإنشائها.
وتعكس هذه الندوة رفيعة المستوى طموح كاوست في تعزيز التميّز العلمي والتعاون العالمي، كما أشار الرئيس إدوارد، واصفًا الذكاء الاصطناعي بأنه ركيزة أساسية للتقدم المعاصر، ومؤكدًا التزام الجامعة بتطوير القدرات البحثية اللازمة للابتكار المستدام، وخلق منظومة بحثية ديناميكية وشاملة. وأوضح أن كاوست تشكل منصة لإطلاق الأفكار التحويلية ومحفزًا للتغيير الإيجابي.
ووفقًا للبروفيسور غانم، تُعد الندوة أيضًا أداة فعّالة لاستقطاب الباحثين وأعضاء هيئة التدريس إلى كاوست، وهو ما تحقق بالفعل في نسخ سابقة. وقال "هذا الحدث المحوري يعزز من دور الجامعة كمحفز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. إنه يجذب العقول لرؤية كاوست كمنارة للبحث العلمي عالميًا، وذلك أمر بالغ الأهمية".
وأتاحت ندوة "نجوم صاعدة" للمشاركين فرصة استثنائية لتبادل الأفكار. حيث قالت شينين ما، طالبة الدكتوراه من جامعة سنغافورة الوطنية، والتي عرضت بحثًا حول تقنيات ضغط النماذج في أنظمة الانتشار، أن الندوة لم تمنحها فقط فرصة للاطلاع من كثب على مرافق كاوست البحثية ذات المستوى العالمي، بل مكنتها أيضًا من التواصل مع نخبة من العقول البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي – سواء من داخل كاوست، أو من مختلف أنحاء العالم. وأضافت "كان هذا التعاون مفيدًا للغاية".
وبالمثل، قال الدكتور فيجاي براكاش دويفيدي، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد، والذي عرض بحثًا حول استخدام النماذج التحويلية في بيانات الرسوم البيانية الهيكلية، إن الندوة كانت تجربة فريدة أتاحت له فرصة التفاعل مع زملاء متميزين، واستكشاف آفاق التعاون، والاطلاع على رؤية كاوست وإمكاناتها.
كما أتيحت الفرصة لباحثي كاوست لعرض أبحاثهم المنشورة حديثًا أمام نظرائهم الدوليين خلال معرض الملصقات العلمية. حيث شارك الدكتور أندريس فيا، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر تحليل الصور والفيديو، بفريقه الذي يعمل على تحسين دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي التعليمية في تفسير المعلومات البصرية. وأوضح أن النقاشات التي خاضها في الندوة أسهمت مباشرة في إثراء أبحاثه.
وعلى الرغم من أن مركز التميّز للذكاء الاصطناعي التوليدي لم ينطلق في كاوست إلا في سبتمبر 2024، إلا أن العديد من قادته – بمن فيهم غانم والرئيس المشارك شميدهوبر - كانوا وراء ندوة "نجوم صاعدة في الذكاء الاصطناعي" منذ نسختها الأولى. وأوضح غانم أن السمعة المتنامية للندوة تتماشى مع رسالة المركز، المتمثلة في وضع المملكة في طليعة أبحاث الذكاء الاصطناعي إقليميًا وعالميًا.
وأشار البروفيسور جيانلوكا ستي، عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في الجامعة، إلى النمو السريع والتحولي للمملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ريادة المملكة العالمية في تمكين المرأة وخلق فرص العمل في هذا القطاع، وعلى الدور المحوري لكاوست ومركز الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق هذه الإنجازات.
واُختتمت الندوة بتوقيع مذكرة تفاهم بين كاوست وشركة "التعاونية"، أكبر شركة تأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بشأن التعاون البحثي. وشهدت هذه النسخة من الندوة توسعًا في نطاقها لتشمل شركاء من القطاع الصناعي في جميع أنحاء المملكة.
0 تعليق