"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" رصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والآثار الكارثية للحصار والمجاعة، كما سلّطت الضوء على استمرار عمليات التدمير في محافظة خان يونس، وأثر التفجيرات الليلية المدوية على المواطنين والنازحين.
ومن بين المشاهد التي وثقتها "الأيام"، مشهد تحت عنوان: "التفجيرات تحوّل ليل خان يونس إلى نهار"، ومشهد آخر يرصد حال الأسواق في ظل استمرار تلاعب التجار بالأسعار، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "مناشدات لا تجد صدى".

 

التفجيرات في خان يونس
حوّلت تفجيرات الاحتلال ليل محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، إلى نهار، وخلّفت الرعب والقلق في صفوف المواطنين، وحرمت غالبية سكان المدينة والنازحين فيها من النوم والراحة.
فخلال الأيام القليلة الماضية، اعتادت قوات الاحتلال على تنفيذ تفجيرات كبيرة، عبر تفجير "روبوتات" مفخخة، ومربعات سكنية جرى مسبقاً زرع متفجرات فيها، وعادة ما يحدث ذلك بين الساعة 11 ليلاً وحتى الخامسة فجراً، وتكون بعض التفجيرات قوية لدرجة أنها تتسبب بأضرار في الخيام والمنازل البعيدة.
وأشار مواطنون ونازحون يقطنون في مدينة خان يونس إلى أن تفجيرات الاحتلال، تتسبب بإيقاظهم من النوم، وبعض الأحياء القريبة من أماكن تمركز قوات الاحتلال تصلها الشظايا والحجارة، التي تتطاير لأكثر من 1500 متر من موقع التفجير، وفي بعض الأحيان تتسبب بإصابات في صفوف المواطنين.
وقال المواطن إبراهيم رشيد، وهو نازح يقيم قرب "أبراج طيبة" غرب محافظة خان يونس، إنه منذ عدة أيام لا يستطيع النوم أو الراحة، بسبب قوة التفجيرات، وتواليها، فالخيمة تهتز مع كل تفجير، ويظهر وميض أحمر قوي، يستمر عدة ثوانٍ، يحول ليل المحافظة إلى نهار.
وبيّن أن تزامن التفجيرات مع الليل لعدة أيام متتالية، لا يمكن أن يكون صدفة، فهو أمر مقصود من قبل الاحتلال الذي يسعى إلى نشر الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وحرمانهم من النوم والراحة.
وأوضح رشيد أن الاحتلال يواصل طوال النهار تفخيخ المنازل والمربعات السكنية، وتجهيزها، وفي وقت متأخر من الليل تبدأ عملية تفجيرها بشكل متتابع.
ولفت إلى أنهم يعيشون في النهار على وقع الغارات من المُسيّرات، إضافة إلى إطلاق النار من الدبابات، وفي الليل تهتز خيامهم، وتخفق قلوبهم جراء شدة التفجيرات، التي يتم تنفيذها.
في حين أكدت مصادر محلية وشهود عيان، أن رقعة التدمير في محافظة خان يونس توسعت في الأيام الماضية، وانتقلت إلى مناطق جديدة في حي الأمل، وشارع 5، ومناطق أخرى وسط وغرب خان يونس، وبعض عمليات التدمير تُنفذ بواسطة "روبوتات"، وعمليات نسف، وأخرى من خلال جرافات كبيرة ومتوسطة، تدمّر عشرات المنازل كل يوم.
وهناك مخاوف من أن تمتد عمليات التدمير والنسف، لتشمل مناطق جديدة غرب محافظة خان يونس، خاصة أحياء "الأمل الغربي، والياباني، والهولندي، ومحيط الصناعة"، والتي طالتها أوامر النزوح مؤخراً.

 

التلاعب بالأسعار
رغم دخول كميات من السلع التجارية إلى أسواق قطاع غزة، إلا أن الأسعار مازالت مرتفعة، وهناك الكثير من الباعة والتجار يتلاعبون في السوق بشكل يثير غضب المواطنين.
ومنذ دخول السلع إلى أسواق قطاع غزة لم ينخفض ثمن كيلو الطحين إلى 12 شيكلاً، بينما ما زالت أسعار السكر تتراوح بين 30 و40 شيكلاً للكيلو الواحد.
وذكر مواطنون أن صغار الباعة يتلاعبون بالأسعار، ويرفعون السعر بطريقة غير مفهومة، وسط مطالبات بضرورة ضبط الأسواق ومنع حالة التلاعب المذكورة.
وقال المواطن عبد الله صيام، إن السوق متروكة لأهواء الباعة، خاصة أصحاب البسطات، فقبل يومين خرجت شائعة على الأغلب الباعة أنفسهم هم مصدرها، تقول إن الاحتلال أغلق معابر قطاع غزة، وفجأة اختفت السلع والبضائع من الأسواق، بعد أن أخفاها الباعة بشكل متعمد، وعادت السوق إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين.
ولفت إلى أنه بحث عن السكر وزيت الطعام، ومعلبات الجبنة فلم يجدها، وسأل أكثر من بائع ولم يعطِه أحد جواباً شافياً، مبيناً أن ترك السوق لعدد من الباعة ممن وصفهم بـ"المجرمين"، أمر بالغ الخطورة، فهؤلاء لا يهمهم سوى تحقيق الربح العالي، ويعتمدون سياسة إخفاء السلع عند انقطاعها، ثم تقطيرها على الأسواق، لتبقى أسعارها مرتفعة.
وطالب صيام كبار التجار المستوردين بإلزام صغار الباعة بإبقاء السلع معروضة في الأسواق دون سحبها، داعياً في الوقت ذاته إلى مقاطعة كل بائع يثبت أنه قام بسحب السلع وإخفائها.
من جهته، قال البائع عبد الله ربيع، إن طول فترة الحصار والإغلاق، وعدم استقرار المعابر، ودخول السلع بشكل مقنن كماً ونوعاً، وفق مزاجية الاحتلال، ووجود ما يشبه العصابة من التجار يتحكمون في السوق، كلها عوامل تجعل الأسعار غير مستقرة، هبوطاً وصعوداً، فشائعة واحدة قد تكون كاذبة ترفع أسعار السلع وتخفيها من الأسواق، وتدفق مفاجئ وكبير لنوع أو عدة أنواع من السلع يجعل الأسواق تغرق بها، ويتسبب في انخفاض الأسعار، موضحاً أن الكثير من الباعة تعرضوا ويتعرضون لخسائر فادحة، خاصة الذين اشتروا السلع بأسعار مرتفعة في بداية وصولها، ثم انخفضت الأسعار في الأسواق، وهذا يخلق حالة من الفوضى في السوق، ويجعل كل بائع يسعى إلى تحقيق ربح كبير، حتى وإن كان على حساب المستهلكين.

 

مناشدات لا تجد صدى
لم تجد مناشدات الأب صلاح قديح آذاناً صاغية، رغم أنه كررها مراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية، في محاولة لتوفير علاج ينقذ حياة ابنه المريض مدحت، الذي يعاني أيضاً من تبعات المجاعة القائمة.
قديح لم يترك جهة محلية ولا عربية ولا دولية إلا ناشدها، وبقي إلى جانب ابنه الطفل، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وودعه قبل دفنه وهو يشعر بالحسرة والألم.
ولم يكن قديح الوحيد الذي فقد ابنه بسبب عدم توفر العلاج أو الطعام، فقد سبقه الكثيرون، بينما مازال عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة، من بينهم أطفال، يعيشون ظروفاً عصيبة، ويتهددهم الموت بسبب المجاعة.
المواطن خالد الجمل، فقد ابنه الشاب كرم، بعد رحلة من المعاناة سببتها المجاعة، حيث كان ناشد العالم أكثر من مرة دون فائدة.
وأكد الجمل أن ابنه كان يعاني مشاكل منذ الولادة، منها ارتخاء العضلات، وكان يخضع لبرنامج غذائي خاص، يعتمد في مجمله على الفواكه، لكن بسبب فقد الأخيرة من الأسواق، توفي دون أن يستطيع إنقاذه، وهناك شقيق آخر له يعاني نفس المشكلة، وقد يواجه المصير ذاته، ومازال يناشد من أجل إنقاذه لكن دون جدوى.
وتغص المشافي في قطاع غزة بالأطفال المجوعين، الذين يناشد ذووهم من أجل إنقاذهم، بينما يتم تسجيل العديد من الوفيات يومياً في المشافي، معظمهم من الأطفال.
وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، تزامناً مع إعلان صادر عن الأمم المتحدة يفيد بمقتل مئات الأشخاص أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر أيار الماضي.
بينما قال المدير الإقليمي لمنظمة "اليونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أدوارد بيجبيدير، إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من الجوع، وأضاف: "تحت أنظار العالم، ينتشر سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة أسرع من وصول المساعدات إليهم".
وأوضح المسؤول الأممي أن عدد الأطفال الذين أفادت التقارير بأنهم لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ نيسان الماضي، ارتفع بشكل مقلق.
وشدد على أن هذه الوفيات غير مقبولة وكان يمكن منعها، مؤكداً ضرورة السماح للاستجابة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة، بالعمل بشكل كامل عبر الوصول من دون عوائق إلى الأطفال المحتاجين للمساعدة في قطاع غزة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق