25 أبريل 2025, 1:01 مساءً
بين سطور الأرقام، تقبع قصة أكبر… ليست فقط عن نسب نمو، أو مؤشرات بطالة، أو تصاعد في عدد المتطوعين… بل عن تغيير جذري أصاب جوهر الإنسان السعودي.
رؤية السعودية 2030 لم تكن خطة خمسية جديدة، ولا وثيقة طموحات اقتصادية فحسب، بل كانت عملية إعادة تشكيل للذهنية، وإطلاق جريء لعنان القدرات — من المواطن إلى المؤسسة، ومن الفكرة إلى التطبيق.
حين نرى أن نسبة البطالة بين السعوديين انخفضت إلى 7%، فإننا لا نرى فقط “رقمًا تحقق”، بل نقرأ رواية جيل قرر أن ينتزع مقعده في عجلة النمو… لا أن ينتظر دوره.
وحين نقرأ أن عدد المعتمرين تجاوز 16.9 مليونًا، فإن الرقم ليس في الكم وحده، بل في الكيف الذي تغير — في كيف بات العالم يرى مكة والمدينة، لا فقط كأماكن مقدسة، بل كنموذج إداري وتقني عالمي.
رؤية السعودية 2030 لم تكن وعدًا بالتغيير… بل كانت تمرينًا وطنيًا على “الجدية”.
الجدية في الاستباق، لا في رد الفعل.
في التمكين، لا في التعويض.
في الاستثمار، لا في الإنفاق.
في التقرير السنوي… تُذكر الإنجازات.
لكن ما لا يُذكر — ويجب أن يُقال — هو كيف تغيّرت اللغة التي نخاطب بها أنفسنا.
تغيّرنا من “نأمل” إلى “نفعل”، ومن “لو” إلى “متى”.
هذا التحوّل الذهني وحده كفيل بأن يكون الإنجاز الأعظم.
واليوم، حين تقرأ هذا التقرير… لا تُدهشك المؤشرات فقط، بل تأمل فيمن صنعها:
شاب سعودي بدأ شركته من الصفر، امرأة سعودية تدير مشروعًا رقميًا عالميًا، موظف حكومي أصبح قائدًا لمبادرة، ومجتمع كامل يلتف حول كلمة واحدة: نريد أن نكون الأفضل.
هكذا تُكتب رؤية السعودية 2030… وهكذا يُروى المستقبل.
رؤية السعودية 2030 لم تغيّر السعودية فقط… بل غيّرت السعوديين أنفسهم.
0 تعليق