عاجل

المسار التصاعدي للمعدن الأصفر يسرّع خطواته.. ماذا ينتظر الذهب؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

إعداد: خالد موسى

للمرة الأولى على الإطلاق تخطى سعر غرام الذهب حاجز 100 دولار النفسي، مع تجاوز سعر الأونصة 3300 دولار واختراق 3500 دولار (106 دولارات للغرام)، ليتجاوز كيلو الذهب الواحد الـ106 آلاف دولار. حواجز نفسية كثيرة حطمها الذهب في خضم حالة عدم اليقين، مع حدة الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أدى إلى قفزة 500 دولار في سعر الأونصة خلال أقل من شهر، قبل أن تهدأ المخاوف، ويتراجع سعر الأونصة دون 3300 دولار.
ارتفع سعر المعدن الذي لا يدر عائداً، والذي غالباً ما يعد وسيلة تحوط من الاضطرابات العالمية، بأكثر من 700 دولار منذ بداية العام، وحطم الأرقام القياسية مراراً وتكراراً. 
تاريخياً كان الذهب يسجل قفزات كبيرة ولكن في أوقات متباعدة، ففي ديسمبر 1979 وصل سعر الذهب إلى 500 دولار، ولكنه لم يصل إلى 1000 دولار للأونصة إلا في مارس 2008، وبعدها في 20 إبريل 2011 تخطى سعر أونصة الذهب 1500 دولار للمرة الأولى، وانتظر المستثمرون حتى أغسطس عام 2020 للوصول إلى عتبة الـ2000 دولار. 
وفي أغسطس 2024 تخطى سعر الأونصة 2500 دولار، قبل أن يتخطى في 17 مارس 2025 حاجز 3000 دولار للأونصة للمرة الأولى. وفي أقل من شهر حققت أونصة الذهب مكاسب 500 دولار لتصل إلى 3500 دولار في إبريل 2025، مع تفاقم حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين.

نشاط مكثف في الصين


وبحسب «بلومبيرغ»، أدى ارتفاع الذهب القياسي إلى موجة من النشاط المكثف في الأسواق الصينية، بدعم من الطلب الكبير من قبل المستثمرين الأفراد، ما تسبب في قفزات غير مسبوقة بأحجام التداول داخل بورصة شنغهاي، دفع السلطات إلى إرسال تحذيرات. 
ومع تذبذب الأسعار، ظهرت بوادر ارتفاع حاد في التداول اليومي، وتحركاتٍ قياسية في العقود الآجلة المُسعرة باليوان، حيث يُواجه المتداولون تقلبات الحرب التجارية. في غضون ذلك، ارتفعت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة، وتضخم نشاط التجزئة، وتراجعت أقساط التأمين المحلية. ويتمتع أكبر اقتصاد في آسيا، والهدف الرئيسي لغضب الرئيس دونالد ترامب، بنفوذٍ كبير، كونه أكبر مستهلك للذهب، بالإضافة إلى كونه مُنتجاً رائداً.
وقال سامسون لي، المحلل في صندوق كوموديتي ديسكفري المقيم في هونغ كونغ: «سيستمر سوق الذهب الصاعد لفترة طويلة لأن الصينيين يريدون التحوط من التوترات الجيوسياسية»، مشيراً إلى أن بعض التوقعات تشير إلى ارتفاع سعر الأونصة إلى 5000 دولار، بما في ذلك توقع طويل الأجل من شركة تشاينا إنترناشونال كابيتال كورب، أقدم بنك استثماري في البلاد. وأضاف أن «جميع المستثمرين يعلمون أن الاقتصاد الصيني ضعيف للغاية ومع الرسوم الجمركية الأمريكية، من المرجح أن يزداد الوضع سوءاً».

أفضل السلع أداءً هذا العام


كان الذهب أفضل السلع الرئيسية أداء هذا العام، حيث هزت مساعي إدارة ترامب الجريئة لإعادة صياغة النظام التجاري العالمي الأسواق، ما أدى إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن في وقت كانت فيه البنوك المركزية بالفعل من كبار المشترين، بما في ذلك بنك الشعب الصيني. 
وقال وو زيجي، المحلل في شركة جينروي فيوتشرز: «لقد عززت التغطية الإعلامية المحلية للذهب مشاعر الخوف والجشع. هناك خوف من تفويت الفرصة، وعلى الرغم من عمليات البيع القصيرة في منتصف الأسبوع، إلا أن معظم المستثمرين خففوا من استثماراتهم، دون أن يخرجوا فعلياً».

موجة هوس استثماري في الصين


وفي بلدٍ لطالما اعتُبر فيه الذهب استثماراً منزلياً تقليدياً على مر العصور، هناك دلائل واضحة على نشوء موجة هوس استثماري غير مسبوقة من قبل الأفراد، بل وتتجاوز نمطاً شوهد في بعض الأحيان العام الماضي. 
وتجاوزت أحجام التداول في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة مليون عقد يومياً في كل جلسة من الجلسات الثلاث الماضية، ما قلل من التدفقات المعتادة.
وقال جون ريد، كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي: «على الرغم من كل الزيادة الهائلة في أحجام التداول التي شهدناها، لم نشهد زيادة كبيرة في المراكز المفتوحة، وهذا يدل على أن هناك مضاربين يوميين»، مضيفاً أن المستثمرين الصينيين لعبوا دوراً في دفع الأسعار العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في وقت سابق من هذا الأسبوع. 
بالإضافة إلى نشاط المضاربة في العقود الآجلة، يلجأ المستثمرون أيضاً إلى شراء أنواع أخرى من الذهب. وقد تجاوزت التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المحلية المدعومة بالذهب هذا الشهر إجمالي الحيازات المضافة العام الماضي. ووسط هذا الحماس، اتسعت علاوة سعر ذهب شنغهاي على الأسعار العالمية إلى مستوى قياسي.
وتتمثل خلفية التداول النشط في الصين في إجماع متزايد على أن ارتفاع الذهب سيستمر على الأرجح حتى بعد المكاسب الهائلة. ومن بين المتفائلين، توقعت مجموعة جولدمان ساكس أن هناك مجالاً لوصول الأسعار إلى 4000 دولار للأونصة في منتصف عام 2026. وكان آخر سعر لها عند نحو 3360 دولاراً.
للمرة الأولى على الإطلاق تخطى سعر غرام الذهب حاجز 100 دولار النفسي، مع تجاوز سعر الأونصة 3300 دولار واختراق 3500 دولار (106 دولارات للغرام)، ليتجاوز كيلو الذهب الواحد الـ106 آلاف دولار. حواجز نفسية كثيرة حطمها الذهب في خضم حالة عدم اليقين، مع حدة الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أدى إلى قفزة 500 دولار في سعر الأونصة خلال أقل من شهر، قبل أن تهدأ المخاوف، ويتراجع سعر الأونصة دون 3300 دولار.

2.1 % خسارة أسبوعية للذهب وسط انحسار التوتر التجاري


ارتفع الذهب قليلاً، الجمعة، بعد أن سجل أدنى مستوى له في أسبوعين في الجلسة السابقة، إلا أن انحسار التوترات التجارية وتقرير الوظائف القوي أبقى الأسعار على مسارها نحو تسجيل خسارة أسبوعية ثانية على التوالي.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلـــى 3,255.01 دولار للأوقية، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 14 إبريل، الخميس. وانخفضت الأسعار بنسبة 2.1% خلال الأسبوع، بعد أن سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 3500.05 دولار في 22 إبريل.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,262.10 دولار.
وقالت وزارة التجارة الصينية: «إن الولايات المتحدة أبدت استعدادها عدة مرات للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، وإن بكين ترحّب بإجراء محادثــــات». وقالـــت وزارة العمــل الأمريكية، الجمعة: «إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 177 ألف وظيفة الشهر الماضي. وتوقع اقتصاديون في استطلاع لرويترز ارتفاع عدد الوظائف 130 ألف وظيفة».
ومع ذلك من السابق لأوانه أن تعكس بيانات سوق العمل تداعيات السياسة التجارية للرئيس دونالد ترامب.
(رويترز)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق