%76 للرضا بلندن و63% لطوكيو و69% لنيويورك
دبي وأبوظبي تحولان الإعجاب لولاء طويل الأمد
كشفت شركة «جينسلر، العالمية المتخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط، عن تقريرها الجديد «نبض المدن 2025»، وهو أول دراسة عالمية تركز على الهجرة الحضرية والارتباط بالمكان، ويعتمد التقرير على رؤى من 33 ألف مقيم في 65 مدينة، بما فيها دبي وأبوظبي، مقدماً للمسؤولين في المدن أداة جديدة تضع الإنسان في قلب تقييمات الأداء الحضري، بعيداً عن التصنيفات التقليدية.
ويُظهر التقرير أن مدن الإمارات تتصدر مؤشرات الرضا عالمياً، إلا أن الحفاظ على هذا التفوق يتطلب استثماراً أعمق في تعزيز الانتماء والهوية المجتمعية والارتباط العاطفي مع المكان، لضمان استقرار السكان على المدى الطويل.
وقال تيم مارتن، المدير الشريك في «جينسلر» الشرق الأوسط: «مدن الإمارات تُعد من بين الأفضل عالمياً، من حيث البنية التحتية والطموح، ولكن مع تطلعاتنا للمستقبل، وضمن رؤى مثل «نحن الإمارات 2031» و«رؤية 2071»، يصبح التحدي الحقيقي ليس فقط جذب المواهب، بل ترسيخها.
يُعد التقرير، أول مؤشر عالمي يُقيّم المدن كأنظمة عاطفية واجتماعية، وليس فقط كمحركات اقتصادية. ويقترح إطاراً بديلاً لتقييم أداء المدن، من خلال مشاعر الناس تجاه أماكن سكنهم، بدلاً من الاعتماد فقط على جودة الخدمات. وفي ظل التغيرات المناخية وتحديات المعيشة والتحولات الديموغرافية، يقدّم التقرير نهجاً جديداً لفهم كيفية جذب المدن للسكان – والأهم من ذلك – كيفية الحفاظ عليهم.
وتؤكد النتائج أن الجذب والاحتفاظ بالسكان ليسا أمرين متطابقين، فبينما تتمكن العديد من المدن من جذب السكان، من خلال فرص العمل أو الأمان أو المرافق، إلا أن ما يجعل السكان يبقون فعلاً يرتبط بمشاعر الفخر والسعادة والانتماء.
ويعكس التقرير التزام الشركة بتصميم حضري يرتكز على الأثر المجتمعي، ويستند إلى أبحاث معمّقة لفهم ما يريده السكان فعلياً من مدنهم، بهدف دعم صناع القرار والمخططين في بناء مجتمعات متصلة وقادرة على مواكبة المستقبل.
أظهر الاستطلاع أن 91% من سكان دبي و92% من سكان أبوظبي عبّروا عن رضاهم أو رضاهم الشديد عن مدينتهم، وهي من أعلى نسب الرضا عالمياً. وللمقارنة، بلغت نسبة الرضا في لندن 76%، وفي طوكيو 63%، وفي نيويورك 69%.
لكن الرضا لا يعني بالضرورة البقاء. فبحسب التقرير، فإن المشاعر العاطفية مثل الفخر والانتماء والإحساس بالبيت، هي أبرز المؤشرات على نية السكان البقاء لفترة طويلة، في حين جاءت العوامل العملية، مثل جودة الرعاية الصحية أو توفر الوظائف في مراتب أدنى.
بينما يقدّر سكان الإمارات الأمان والبنية التحتية والفرص، بدأت قضية القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة تأخذ حيزاً أكبر، بما يعكس المخاوف العالمية. ويؤكد التقرير أن كلفة المعيشة هي العامل الأهم في قرار الانتقال إلى مدينة جديدة على مستوى العالم.
وفي الإمارات، يكتسب هذا التوجه أهمية خاصة، في ظل سعي الدولة لجذب واستبقاء الكفاءات العالمية، ضمن مبادرات، مثل التأشيرة الذهبية وتمرير المواهب. ومع ازدياد المنافسة، فإن توفير مزيج متوازن من المزايا الاقتصادية والعاطفية، سيكون عاملاً حاسماً.
وأضاف مارتن: «إذا كانت العقود الماضية ركزت على بناء بنية تحتية عالمية المستوى، فإن المرحلة المقبلة يجب أن تتمحور حول بناء انتماء عالمي المستوى. المدينة الجاذبة حقاً ليست فقط من ينتقل الناس إليها، بل التي يختارون البقاء فيها، وتربية أسرهم فيها، ويشعرون فيها بأنهم جزء منها. هذه هي الفرصة التي أمام الإمارات».
0 تعليق