«لايف تكنولوجي»
يُعد ارتفاع منسوب مياه البحار أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه البشرية في العقود القادمة، نظراً لتأثيره الكبير في المناطق الساحلية حول العالم. وحتى في حال التزام الدول بالحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، كما تنص عليه الاتفاقات المناخية الطموحة، فإن خطر ارتفاع المياه لا يزال قائماً وفقاً لجامعة دورهام في إنجلترا.
ويرتبط هذا الارتفاع بشكل مباشر بارتفاع درجات حرارة سطح البحر، الناتج عن الاحتباس الحراري، والتمدد الحراري لمياه المحيطات، بالإضافة إلى ذوبان القمم الجليدية والأنهار الجليدية. وتُعد المجتمعات الساحلية الأكثر عرضة لهذا التغير، حيث تواجه زيادة في معدلات التآكل، وتهديداً لموارد المياه العذبة بسبب تسرب المياه المالحة، إلى جانب تعرض البنى التحتية الحيوية، مثل المستشفيات ومحطات الطاقة للخطر، ما قد يتسبب بانقطاعات جزئية في الخدمات الأساسية.
كما أن النظم البيئية الساحلية ليست بمنأى عن التأثير، إذ تواجه موائل حساسة، مثل غابات المانغروف والشعاب المرجانية خطر الغمر بالمياه، ما يهدد التنوع البيولوجي ويضعف الدفاعات الطبيعية التي تحمي السواحل من العواصف والتآكل.
وتشير الدراسات إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحار سيستمر حتى في أفضل السيناريوهات المناخية، ما يتطلب استجابة شاملة ومنسقة على المستويات المحلية والدولية. ولا يقتصر الأمر على تعزيز البنية التحتية الساحلية، وأنظمة الإنذار المبكر، وتخطيط استخدام الأراضي، بل يجب أيضاً اعتماد استراتيجيات فعالة لخفض انبعاثات الكربون، لمعالجة السبب الجذري لتغير المناخ.
في مواجهة هذا التحدي، يعمل الباحثون على تطوير حلول مبتكرة لتعزيز القدرة على التكيف، بدءاً من استعادة النظم البيئية الساحلية، ووصولاً إلى الحلول الهندسية، مثل الحواجز العائمة. وتُستخدم أدوات مثل النمذجة التنبئية وتقنيات الاستشعار عن بُعد لرصد التغيرات وتوجيه قرارات التكيف المستقبلية.
0 تعليق