فيليب فيشر.. مبتكر تحليل «سكاتلبَت» والاستثمار بالنمو - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

إعداد: أحمد البشير

يُعد فيليب آرثر فيشر (1907- 2004) واحداً من أبرز الشخصيات، التي أثرت في عالم الاستثمار، وخاصة في مجال الاستثمار في النمو. وعلى الرغم من أنه لم يكن معروفاً للجمهور في بداية مسيرته، إلا أن تأثيره العميق على الفكر الاستثماري الحديث لا يزال محسوساً حتى اليوم، ويُعتبر أحد أعظم المستثمرين في التاريخ، وفقاً لمؤسسة «مورنينغ ستار».

بدأت مسيرة فيشر المهنية عام 1928، عندما قرر ترك دراسته في كلية الدراسات العليا للأعمال بجامعة ستانفورد (والتي كانت حديثة التأسيس آنذاك)، ليعمل محللاً للأوراق المالية في بنك «أنغلو-لندن» بمدينة سان فرانسيسكو.

وبعد فترة قصيرة، انتقل إلى العمل في شركة وساطة مالية، ثم أسس شركته الخاصة «فيشر آند كو» في عام 1931. استمر في إدارة الشركة حتى تقاعده، عام 1999، وكان عمره آنذاك 91 عاماً، ويقال إنه حقق لعملائه مكاسب استثمارية استثنائية، على مدار تلك العقود.

اشتهر فيشر بتركيزه على الشركات المبتكرة، خاصة تلك التي تعتمد على البحث والتطوير، وذلك حتى قبل أن يُعرف مصطلح «وادي السيليكون».

وتبنّى استراتيجية الاستثمار الطويل الأمد، إذ كان يبحث عن شركات عظيمة بأسعار معقولة، ويحتفظ بها لفترات طويلة. عبّر عن هذه الفلسفة بشكل واضح في كتابه الشهير «الأسهم العادية والأرباح غير العادية»، حيث قال إن «أفضل وقت لبيع السهم هو تقريباً أبداً».

ابتكر فيشر أسلوباً تحليلياً فريداً أطلق عليه اسم «السكاتلبَت»، وهو يعتمد على جمع المعلومات من مصادر غير رسمية وواقعية، مثل الموظفين والعملاء والموردين والمنافسين، لبناء صورة أعمق وأكثر دقة عن الشركة محل الدراسة، وهذا النهج ساعده في اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة، وأثبت فاعليته حتى أن مستثمرين كباراً مثل وارين بافيت تبنوه لاحقاً.

ظل فيشر شخصية خاصة ونادر الظهور في الإعلام، ولم يكن معروفاً على نطاق واسع، حتى عام 1958 عندما نشر كتابه الأول «Common Stocks and Uncommon Profits»، وهذا الكتاب رفع من مكانته بسرعة وأصبح من الكلاسيكيات في عالم المال والاستثمار، حتى أن وارين بافيت وصفه في اجتماع مساهمي بيركشاير هاثاواي، عام 2018، بأنه «كتاب جيد جداً جداً».

وأوضح بافيت أن أسلوب «السكاتلبت»، الذي طوره فيشر، لا يزال يُستخدم من قبل مديري الاستثمار في «بيركشاير»، كما وصفه الكاتب جون ترين بأنه أحد أبرز من أثّروا في بافيت، بنسبة 15% إلى جانب بنجامين غراهام، الذي كان له تأثير بنسبة 85%.

ومن أشهر استثمارات فيشر شراؤه شركة «موتورولا»، عام 1955، عندما كانت مجرد شركة لصناعة أجهزة الراديو. واحتفظ بها في محفظته الاستثمارية حتى وفاته، ما يعكس التزامه بمبدأ الاستثمار الطويل الأمد والثقة بالابتكار والنمو المستقبلي للشركات.

يُذكر فيشر اليوم بأنه أحد المؤسسين الحقيقيين لفكر «الاستثمار في النمو»، وهو المنهج الذي يُركز على اختيار الشركات التي تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو في المستقبل، بدلاً من التركيز فقط على القيمة السوقية الحالية. وقد ألهمت فلسفته أجيالاً من المستثمرين، وما زالت كتبه تُدرّس في أكبر الجامعات، وتُستخدم كمرجع من قبل المحترفين والهواة على حد سواء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق