الكويت الاخباري

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع - الكويت الاخباري

 

كتب محمد الجمل:

 

تواصل "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزة، وترصد استمرار الجرائم والفظائع الإسرائيلية في القطاع، مع التركيز على نقل أبرز القصص التي توثق المعاناة الإنسانية، خاصة في ظل تشديد الحصار، وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يوثق تدمير البنايات المرتفعة في قطاع غزة، ومشهد آخر بعنوان "مُسيرات تقتحم المنازل"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "عامان بلا حجاج أو أضحية".

 

تدمير البنايات المرتفعة
صعّد الاحتلال في الأيام القليلة الماضية تدمير البنايات والعمارات المرتفعة في جميع أنحاء قطاع غزة، خاصة شماله، وجنوبه، مع التركيز على الأبراج السكنية.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن طائرات الاحتلال شنت مؤخراً عشرات الغارات الجوية، مُستهدفة عمارات وبنايات مُرتفعة، تقع في مناطق شرق، وجنوب محافظة خان يونس، وشرق وغرب مدينة غزة، وفي أحياء وبلدات شمال القطاع، إضافة لمدينة حمد، ومخيم النصيرات.
وأكدت المصادر ذاتها أن الاحتلال عادة ما يتصل بأحد القاطنين في تلك البنايات، أو جيرانها، ويعطيه ما بين 10-15 دقيقة فقط، لإخلاء المبنى أو المباني المُراد قصفها، ويطلب منه إبلاغ السكان على الفور للإخلاء.
وفي غالب الأحيان لا تكن المدة كافية لخروج جميع المواطنين من المنازل والشقق في البنايات المقصودة، حيث تُقصف والبعض لا يزال داخلها أو في محيطها، كما حدث في منطقة الشيخ رضوان، غرب مدينة غزة، صباح أول من أمس الأحد، حيث قصفت الطائرات 3 عمارات سكنية متجاورة، بعد دقائق من إنذار سكانها، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى، حيث لم يتمكن غالبيتهم من الاخلاء.
وقال المواطن عبد الله عاشور، إنه تأخر في إخلاء منزله شرق محافظة خان يونس، رغم صدور أوامر إخلاء، أملاً بأن تهدأ الأمور، لكنه اضطر في النهاية للإخلاء بعد تصاعد الخطر، موضحاً أن الأيام التي بقي فيها في منزله بعد أوامر الإخلاء، شهدت حملة كبيرة لتدمير كل العمارات والبنايات المرتفعة، موضحاً أن الاحتلال كان يستهدف كل عمارة يزيد ارتفاعها على طابقين، ويومياً كان الاحتلال يشن العديد من الغارات الجوية تجاه ما تبقى من عمارات.
وأوضح أن هذه الخطوة ربما تُمهيد لدخول القوات البرية، وهي مقدمة لعمليات دمار أكبر تستهدف المناطق التي ينوي الاحتلال احتلالها مُستقبلاً.
وشهدت مناطق شمال القطاع، ومدينة غزة حملة مماثلة، تركزت بشكل أساسي على ما تبقى من الأبراج المرتفعة، حيث يتم يومياً تدمير واستهداف العديد منها، لا سيما التي تضم عدداً كبيراً من الشقق السكنية.
وأكد مواطنون ان هذه الحملة تأتي في إطار استكمال خطة الاحتلال لتدمير البيوت في القطاع، على غرار ما حدث في رفح، خاصة أن جميع مدن القطاع مُرشحة مستقبلاً لعمليات الجيش الإسرائيلي.
ووفق الدفاع المدني فإن جيش الاحتلال قصف ودمر نحو 70 عمارة سكنية في قطاع غزة، خلال 48 ساعة فقط.

 

مُسيرات تقتحم المنازل
وسّع الاحتلال من مهمات المُسيرات التي يطلقها في قطاع غزة، ولم تعد كأداة للقتل والمراقبة والتجسس فقط، بل أصبحت أحد أهم وسائل الحرب النفسية، وتستخدم لاقتحام المنازل، وتنفيذ عدة مهمات فيها.
واكد مواطنون أن المُسيرات، ومنها أنواع صغيرة "كواد كابتر"، باتت تقتحم المنازل بشكل مفاجئ، وتتجول فيها، دون معرفة السبب، حيث قالت المواطنة "أم حسن"، وهي نازحة من رفح، إنها كانت تعيش في منزلتها الُمتضرر، ولا يوجد له نوافذ، وذات يوم سمعت صوت طنين عند الرابعة فجرا، وعند محاولتها الخروج لتفقد المنزل، فوجئت بطائرة صغيرة تتجول داخل المنزل.
وأكدت أنها لا تعرف كم مرة دخلت الطائرة المنزل، لكنها تعتقد ان هذه الطائرات باتت تتسلل للمنازل، وربما تنفذ مهمات فيها، وسمعت الكثير من الشكاوى من جيرانها حول أحداث مشابهة.
كما جرى رصد طائرات مُسيرة تقتحم منازل وخيام، وتُصدر أصوات مختلفة، منها أصوات حيوانات، أو أصوات جنود يتحدثون بالعبرية، أو أصوات تحرك آليات، ما ينشر هلعاً وخوفاً بين المواطنين.
ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن فرقه الميدانية وثقت في الأيام الماضية عدة حالات لاقتحام طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية منازل المدنيين ومراكز الإيواء بقطاع غزة، وبث أصوات مرعبة.
وأكد المرصد أن الأصوات التي تصدرها تلك الطائرات تتنوع، ما بين أصوات كلاب تنهش أجساد أطفال، وصرخات مفزعة لأطفال يتألمون، واستغاثات مريرة لكبار سن، وزغاريد نساء توحي بموت أو فاجعة، إلى جانب صفارات إسعاف متواصلة، توهم بوقوع مجازر في الجوار.
وأوضح المرصد أن جيش الاحتلال يستخدم "كواد كابتر" كأداة للترهيب النفسي والتجسس والقتل المباشر، مبينا أن النهج الإسرائيلي في استخدام "كواد كابتر" يعكس نية متعمدة لنزع أي شعور بالأمان، وتحويل أماكن النزوح إلى مصائد موت.
وشدد المرصد على أن جميع الممارسات الإسرائيلية تندرج ضمن نهج منسّق ومتكامل في إطار جريمة الإبادة الجماعية.

 

عامان بلا حجاج أو أضحية
لا يزال سكان قطاع غزة يعيشون تبعات العدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل، الذي أثر على كافة نواحي حياتهم، وحرمانهم من غالبية حقوقهم، فحتى تأدية المناسك والشعائر الدينية لم يعد ممكناً في ظل الحرب المُستمرة التي سلبت منهم الكثير من الأشياء.
وللعام الثاني على التوالي حرم الاحتلال الآلاف من سكان قطاع غزة من المغادرة إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، بعد أن أغلق المعبر، ومنع السفر، وعطل عمل شركات الحج، كما حرم الاحتلال العائلات من أداء شعيرة الأضحية، لاسيما أن ثمة الكثير من العائلات اعتادت على تأديتها منذ سنوات طويلة.
ويقول المواطن "أبو هشام"، إنه كان يستعد لتأدية مناسك الحج، وينتظر قدوم موسمه في العام 2024، لكن حدثت الحرب، وتأمل أن يعوض ذلك في العام الحالي 2025، لكن للأسف لا يزال الاحتلال يمنع السفر، وحُرم للعام الثاني على التوالي الحجاج وحتى المعتمرين من تأدية المناسك، وهو يعرف الكثير من الأقارب والأصدقاء كانوا يُخططون للسفر للسعودية لتأدية مناسك العمرة، لكنهم حرموا من ذلك أيضاً، وهذا عمّق حزنهم.
وأشار إلى أنه يُعاني أمراضاً ومشاكل صحية، ويخشى أن تأتيه المنية قبل أن يُحقق حلمه بتأدية مناسك الحج، موضحاً أن ما يتعرض له المواطنون في القطاع من قهر وإذلال كبير، أمر لا يُطاق، وقد حُرموا من أبسط حقوقهم، ويعيشون القهر والحرمان من كل شيء.
بينما قال المواطن سامي ياسين، إنه اعتاد على تأدية شعيرة الأضحية كل عام، وقد حرمته الحرب منها للعام الثاني على التوالي، فقطاع غزة خال من الأضاحي بجميع أنواعها بسبب الحصار، ولا أحد يستطيع توفير الأضحية، فحتى الدواجن واللحوم المُجمدة حرمهم الاحتلال منها.

 

أخبار متعلقة :